خبراء: مسلحون عشائريون وضباط وجنود من الجيش العراقي السابق يخوضون المعارك ضد حكومة المالكي



خبراء: مسلحون عشائريون وضباط وجنود من الجيش العراقي السابق يخوضون المعارك ضد حكومة المالكي




11-06-2014 12:27 PM
أحرار -

سيطر مسلحون تابعون للعشائر على معظم أنحاء الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية في ساعة مبكرة أمس واستولوا على قاعدة عسكرية وأطلقوا سراح مئات السجناء في ضربة قوية لرئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال خبراء عسكريون إن السيطرة على الموصل مركز محافظة نينوى والتقدم في اتجاه صلاح الدين وتكريت، فضلا عن العمليات النوعية في محافظة الأنبار تكشف عن خطة دقيقة يتحرك وفقها المسلحون، وأن عملياتهم لا يقودها منطق الهجمات الخاطفة.

ولفت الخبراء إلى أن الحكومة العراقية تحاول أن تحصر المسلحين في تسمية “داعش” لربطهم بالقاعدة والإرهاب، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد وجود تحرك قوي لمجموعات أكبر من قدرات داعش التي لا تعدو أن تكون فزاعة من المالكي للحصول على الدعم الأميركي على وجه الخصوص.

وتساءل متابع عراقي عن خضوع وسائل الإعلام للخطاب الحكومي والتركيز على داعش في ما يجري بمحافظة الموصل، متسائلا “كم هي أعداد داعش لتهجّر مدينة الموصل بأكملها وتهزم جيش الدولة النظامي المزود بأحدث الأسلحة الأميركية”.

واكتفى رئيس الوزراء بمطالبة البرلمان “تحمل مسؤولياته بإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة”، وهو موقف اعتبره الخبراء دليل ضعف وارتباك إذ كان عليه أن يدعو القوات العراقية، التي يتحكم وحده في صلاحية إعطائها الأوامر، إلى التحرك لاستعادة محافظة نينوى وقطع الطريق أمام تحرك المسلحين نحو محافظة صلاح الدين.


وكشف الخبراء أن المعركة، التي توسعت لأكثر من محافظة، يخوضها مسلحون عشائريون وضباط وجنود من الجيش العراقي السابق لمواجهة حكومة المالكي.

يشار إلى أن عددا كبيرا من مسلحي العشائر عناصر في الصحوات التي تمكنت من القضاء على تنظيم القاعدة في السنوات التي تلت الغزو الأميركي للعراق، وأخلّت الحكومات المتعاقبة بوعود قدمت لهم من بينها إدماجهم في قوات الأمن والجيش، ما اضطرهم إلى تكوين خلايا عسكرية وفتح جبهات على الحكومة.

وأشاروا إلى أن المعركة لا تهز عرش رئيس الوزراء اللاهث وراء ولاية ثالثة بكل الطرق، وإنما تهدد عرش الامبراطورية التي نجحت إيران طيلة 11 عاما من الغزو المباشر والخفي من بنائها في العراق، وهي امبراطورية استخبارية بالدرجة الأولى.

وتوقع الخبراء أن تكون معركة الموصل فاصلة في مستقبل حكومة المالكي والدور الإيراني في العراق، ذلك أنها مدينة تضم ثلاث فرق من الجيش، فضلا عن ثقلها السكاني الكبير (3.5 ملايين عراقي).

وعندما احتدمت المعركة داخل مدينة الموصل تخلت القوات العسكرية عن أسلحتها وهرب قياديون بارزون وتركوا الأسلحة والمدرعات، ولجأ ضباط وقادة أمنيون إلى مدن إقليم كردستان بعد أن غيروا ملابسهم العسكرية بأخرى مدنية وتخلوا عن أسلحتهم.

وقال ضباط إن معنويات القوات العراقية منخفضة وتفتقر للقوة القتالية، وذكر الأهالي أن المسلحين استحوذوا على طائرات مروحية كانت في مطار الموصل.

وبثت صور من شوارع الموصل على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أحذية وملابس عسكرية مرمية على الطرقات، الأمر الذي يؤكد فرار عناصر الأمن والجيش بملابس مدنية.

وحذّر مراقبون من أن تكون القوات العراقية قد صدرت إليها أوامر بالتراخي في مواجهة الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى المدن، لافتين إلى أن شكوكـــا تساور المعارضين حول خطة يعدها رئيس الوزراء لتضخيم صورة الإرهاب وصرف الأنظار عن موجة رفض كبرى لإعادة تكليفه برئاسة الوزراء.

وهو أمر فضحته تصريحات ضابطين في الجيش العراقي أكدا أن قوات الأمن تلقت أوامر بمغادرة المدينة، ما يثير مخاوف من أن تعمد هذه القوات إلى محاصرة الموصل ودكها بالصواريخ وطائرات أف 16 الأميركية مثلما جرى مع الفلوجة والرمادي خلال الأشهر الأخيرة، في خطوة هدفها معاقبة المدن التي رفضت القبول بالأمر الواقع.