الجيش العراقي"ينسحب"من محيط الفلوجة
وكالات
- حاجز امني في بغداد بعد اعلان حالة الطوارئ
2 6 Blogger0 0
ذكرت مصادر عربية أن الجيش العراقي بدأ بالانسحاب من محيط مدينة الفلوجة الشرقي وتحديدا على الطريق الذي يربط الفلوجة بالكرمة، فيما ذكرت مصادر أخرى أن جماعات مسلحة تمكنت من السيطرة على إحدى المناطق بمحافظة صلاح الدين.
سقطت محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود اقليم كردستان والمحاذية لسوريا خلال ساعات بايدي مجموعات جهادية متمردة الثلاثاء في حدث استثنائي مفاجئ يهدد بكارثة امنية كبرى وبفتح ممر جديد لتنظيمات متطرفة تنشط عند الحدود العراقية السورية.
وذكرت الانباء أن المسلحين اقتحموا مقر محافظة نينوى وسيطروا على مصارف حكومية وأهلية.
وأفادت انباء اخرى ان قوات البشمركة الكردية في المناطق المجاورة للمحافظة وضعت في حالة تاهب ونقلت عن مصادر امنية أن قوات منها تحاول انقاذ دبلوماسيين في الموصل دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
ذكرت مصادر لسكاي نيوز عربية أن الجيش العراقي بدأ بالانسحاب من محيط مدينة الفلوجة الشرقي وتحديدا على الطريق الذي يربط الفلوجة بالكرمة، فيما ذكرت مصادر أخرى أن جماعات مسلحة تمكنت من السيطرة على إحدى المناطق بمحافظة صلاح الدين.
واعلن رئيس البرلمان اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي في بغداد ان "كل محافظة نينوى سقطت بايدي المسلحين"، وذلك بعد ساعات قليلة من تاكيد مصادر امنية خروج مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد)، عاصمة نينوى وثاني اكبر مدن العراق، عن سلطة الدولة.
وهذه المرة الاولى التي يعلن فيها مسؤول عراقي عن خروج محافظة بكاملها عن سيطرة الدولة العراقية.
وسرعان ما انسحبت سيطرت هؤلاء المقاتلين الجهاديين الذين ينتمون في معظمهم الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، اقوى المجموعات الجهادية المقاتلة في العراق وسوريا، على مناطق مجاورة لنينوى في محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وقد اكدت مصادر عسكرية امنية ومحلية لوكالة فرانس برس سيطرة التنظيم على ناحيتي سليمان بيك والصينية في صلاح الدين، وعلى قضاء الحويجية ونواحي الرشاد والرياض والزاب والعباسي وينكجا في محافظة كركوك.
وفي ضوء هذا التدهور الامني، دعت الحكومة العراقية البرلمان الذي سيعقد جلسة طارئة الخميس الى اعلان حالة الطوارئ في البلاد، واكدت وضع قواتها في حالة التاهب القصوى، كما تعهدت تسليح كل مواطن يتطوع لقتال "الارهاب"، معلنة التعبئة العامة، ومشيرة الى قرار باعادة هيكلة الاجهزة الامنية وخططها.
وقد طالب رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تلا بيان الحكومة بحشد "كل الطاقات الوطنية من اجل انهاء تنظيم داعش في محافظة نينوى والمحافظات الاخرى"، وذلك في اشارة الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
ويمثل سقوط نينوى في ايدي المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة حدثا استثنائيا بالنسبة الى الوضع الامني في العراق بشكل عام لما تحظى به هذه المحافظة من اهمية استراتيجية نظرا لمساحتها الجغرافية ولموقعها القريب من اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
كما ان مدينة الموصل عاصمة الشمال العراقي تقع على بعد كيلومترات فقط من الحدود مع سوريا حيث تفصل بينها وبين معبر اليعربية الفاصل بين العراق وسوريا منطقة ربيعة التي تسكنها عائلات سنية لها امتدادات عشائرية وعائلية على الجانب الاخر من الحدود.
والموصل ثاني مدينة تفقد القوات العراقية السيطرة عليها منذ بداية 2014 بعد الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) الواقعة في محافظة الانبار والتي تسكنها غالبية من السنة ايضا.
وقال المحلل السياسي عزيز جبر لوكالة فرانس برس ان "سقوط محافظة مثل نينوى يشكل تهديدا خطيرا جدا للامن القومي العراقي (...) والمسالة تنذر بكارثة وطنية كبرى، واذا لم تعالج فستنسحب المسالة نحو محافظات اخرى".
واضاف ان "الجماعات المسلحة تريد اقامة دولة اسلامية وهذه الدولة تريد ان تقتطع الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى في العراق وتضيفها الى دير الزور والرقة في سوريا وهذه الاهمية الاستراتيجية لما حدث اليوم".
وفي التفاصيل الامنية، قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لفرانس برس ان "مجموعات من المسلحين سيطرت اولا على مبنى المحافظة في الموصل وعلى القنوات الفضائية وبثوا عبر مكبرات الصوت انهم جاؤوا لتحرير الموصل وانهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم".
واضاف ان "افراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والامنية (...) واصبحت مراكز الجيش والشرطة في المدينة فارغة، فيما قام المسلحون باطلاق سراح سجناء" من السجون في المدينة.
وتابع "مدينة الموصل خارج سيطرة الدولة وتحت رحمة المسلحين".
وفيما لم يحدد المصدر في وزارة الداخلية الجهة التي ينتمي اليها المسلحون، قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة برتبة عميد لفرانس برس ان هؤلاء المسلحين ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
وقد اعلن التنظيم تبنيه لعمليات خاضها ضد قوات الامن في محافظة نينوى على حسابه الخاص في موقع تويتر.
واوضح الضابط ان الهجوم الذي شنه مئات المسلحين "بدأ في الساعة 23,30 (20,30 تغ)"، لافتا الى ان "الدوائر والمؤسسات الحكومية والمصارف بيد داعش".
وفي وقت لاحق، قال النجيفي في مؤتمره الصحافي ان "كل محافظة نينوى سقطت في ايدي المسلحين"، مضيفا ان "مسلحين يتوجهون الى محافظة صلاح الدين لاحتلالها".
وتشهد نينوى حركة نزوح كثيفة باتجاه اقليم كردستان المجاور الذي يتمتع بحكم ذاتي، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في الموصل.
وقال المراسل انه شاهد سيارات تحمل عائلات تفر من المدينة، وسيارات شرطة واليات للجيش بعضها محترق واخرى متروكة على الطريق، فيما اغلقت المحلات ابوابها.
وقد اعلن محافظ اربيل نوزاد هادي الثلاثاء ان اقليم كردستان الشمالي بصدد فتح مخيم للاجئين الفارين من نينوى.
وعند احدى نقاط التفتيش الواقعة ببلدة اسكي كلك على بعد 40 كلم غرب مدينة اربيل، قال المواطن محمود نوري علي لفرانس برس "شاهدنا قوات الجيش تلقي سلاحها وغيرت ملابسها وتركت سياراتها وخرجت من المدينة ولم نشاهد احدا يطلق طلقة واحدة للدفاع عن المدينة".
واضاف "لم يبق اي اثر للشرطة وجاءت قوات داعش ورايناهم بلحاهم الطويلة ولم يتعرضوا لنا ولكن نخشى ان تهاجمهم القوات العراقية فنكون نحن الضحية ولهذا تركنا المدينة".
وتتشارك نينوى والانبار مع سوريا بحدود بطول نحو 600 كلم، علما ان سقوط المحافظة الشمالية الثلاثاء ياتي في وقت يشن فيه تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" هجوما على تنظيمات جهادية اخرى في شرق سوريا قرب الحدود العراقية بهدف انشاء "دولته".
واعتبر المحلل المتخصص بالشان العراقي في مجموعة "اي كي ايه" الاستشارية الامنية البريطانية جون دريك ان "ما حدث له دلالة بالغة. خسارة نينوى ستخلق ممرا للمسلحين بين الانبار والموصل والحدود السورية ما سيسهل عملية تهريب الاسلحة والاموال والمسلحين بين جبهات القتال المختلفة".
وفي واشنطن، دعت وزارة الخارجية الاميركية الى "رد قوي" على عمليات تنظيم "داعش" معتبرة انه بات يهدد المنطقة باسرها، بينما اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ حيال الوضع في العراق.
وتلقي احداث نينوى الضوء مجددا على عجز القوات الامنية والعسكرية العراقية التي يبلغ عديدها نحو مليون عنصر، عن وقف التدهور الامني المتواصل منذ اكثر من عام، والذي يغذيه الاستياء السني من السلطات التي يسيطر عليها الشيعة، والنزاع في سوريا المجاورة.