بغداد رفضت مساعدة كردستان في حماية الموصل



أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني أمس حالة التأهب التام للقوات الأمنية وقوات البيشمركة الكردية لحماية الإقليم من خطر تنظيم «داعش» التي تسيطر حاليا بشكل كامل على محافظة نينوى، مؤكدا أن الإقليم عرض على بغداد المساعدة في حماية الموصل لكن الحكومة رفضت التنسيق، وحمل محافظ أربيل الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي مسؤولية ماحدث، بينما يستعد الإقليم إلى فتح مخيم للاجئين الفارين من نينوى.

وقال صحفي أمس «للأسف وبسبب فشل الجيش والقوات الأمنية العراقية في حماية أهالي نينوى من سيطرة مجموعات «داعش» على المحافظة، مما تسبب في خطر كبير ودفع أهالي نينوى إلى ترك المدينة لحماية أرواحهم من القصف وانعدام الخدمات والمواد الغذائية».
وأضاف أن «حكومة الإقليم حاولت التنسيق مع الحكومة العراقية على مدار اليومين الماضيين، ولكن الحكومة الاتحادية رفضت التنسيق ولم تستجب لتلك المحاولات وقد سقطت نينوى صباحا».




وذكر «من أجل نجدة ومساعدة النازحين من مدينة الموصل بجميع قومياتهم من الكرد والعرب والتركمان والكلدان والآشوريين، أدعو مواطني الإقليم إلى تقديم كل ما يمكنهم من عون في إطار الإجراءات القانونية والأمنية وأن يساعدوا النازحين من أهالي نينوى، كما أدعو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى نجدة النازحين من المحافظة».

وقال أيضا «في الوقت نفسه نطمئن أهالي المناطق خارج إدارة إقليم كردستان بأن القوات الامنية والبيشمركة في حالة تأهب تام لحمايتهم».
بدوره حمل محافظ أربيل نوزاد هادي، حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية سقوط نينوى. وقال إنه كان من واجبات حكومة المالكي حماية السكان من الهجمات الإرهابية، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً. وشدد على أن سياسات الحكومة المستمرة منذ سنوات أدت إلى هذا الفشل، لذا يجب إعادة النظر في كافة السياسات المتبعة وليس فقط على الصعيد الأمني. كما أكد أن أخطاء كثيرة ارتكبت خلال السنوات الماضية من قبل الحكومة.
وكانت مصادر كردية قالت إن البيشمركة استعادت ناحية «ربيعة» وقرية «أم خباري» التي كان مسلحون سيطروا عليها أمس الأول بعد طرد القوات العراقية المتمركزة هناك. وقال قائد قوات البيشمركة في منطقة زمار غرب الموصل إن «قوات البيشمركة اضطرت إلى التدخل بعد أن سيطرت الجماعات المسلحة على معظم مناطق الموصل وربيعة، واقتربت من المدن والبلدات والقرى الكردية في المنطقة».
من جهته ، أفاد مدير ناحية سنون التابعة لقضاء سنجار شمال الموصل أن «قوات البيشمركة المتمركز في الناحية قد استعادت قرية «أم خباري» بعدما سيطر عليها مسلحون وأحرقوا مركز الشرطة فيها».
إلى ذلك أعلن محافظ أربيل نوزاد هادي أمس أن إقليم كردستان العراق بصدد فتح مخيم للنازحين الفارين من الموصل. وقال وهو يتفقد أوضاع النازحين على الحدود بين محافظة نينوى ومحافظة أربيل، إن السلطات لا تملك حتى الآن رقما محددا «لأعداد النازحين لأنهم بالآلاف، والتدفق ما زال مستمرا، وقمنا بتوفير بعض المساعدات الضرورية لهم من الأكل والماء».
وأوضح «نحن بصدد فتح مخيم لهم بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وسوف ننصب كمرحلة أولية حوالي 200 خيمة لإيوائهم إلى حين تتحسن الأوضاع الأمنية في الموصل».واضطرت آلاف العوائل من نينوى إلى الفرار بعد أن بسط المسلحون أمس سيطرتهم على المدينة، وانسحاب جميع القيادات الأمنية والإدارية والسياسية منها إلى جهات متفرقة. ويتجمع حاليا عشرات الآلاف من العوائل العراقية عند مداخل إقليم كردستان من جهة الموصل، في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية واكتظاظ بشري غير مسبوق بهدف الوصول إلى ملاذات آمنة داخل الإقليم.
(أربيل - الاتحاد، وكالات)