دعا الائتلاف الوطني، اليوم الثلاثاء، إلى الاستعانة بقوات البيشمركة الكردية للمساعدة بمواجهة الإرهابيين في نينوى قبل اللجوء إلى طلب المساعدة الدولية سيما من أميركا، وفي حين رأى ائتلاف (الاتحاد) أن العراق بحاجة الآن لموقف وطني موحد لإدانة داعش والقاعدة ودعم الأجهزة الأمنية قبل اللجوء إلى العامل الدولي، طالب محلل سياسي “الحكومة بإعلان الطوارئ وطلب المساعدة الأميركية”، سيما أن “السقوط السريع” للمحافظات بيد الإرهابيين سيضع داعش على أبواب بغداد”.
وقال عضو الائتلاف الوطني، علي الدباغ، إن “الائتلاف سيجتمع اليوم، ليصدر بياناً بشأن ما حدث في الموصل”، عاداً أن “سقوط ثاني محافظة عراقية بهذا الشكل المروع، قضية تدعو لوقفة جدية وأن يتحمل الجميع كامل المسؤولية”.
وأضاف الدباغ، أن هناك “خللاً واضحاً في آليات الدفاع عن الموصل”، مستدركاً “لكن قبل اللجوء إلى العمل الدولي، ينبغي الاستعانة بقوات البيشمركة التي يمكن أن تسهم مع القوات العراقية بنحو فاعل في معركة الموصل”.
وأوضح عضو الائتلاف الوطني، أن “أحداً لايقف ضد طلب المعونة من الأصدقاء سيما أميركا”، وتابع “لكن ينبغي أن تستنفذ كل الجهود الأمنية الوطنية التي تشكل قوات البيشمركة جزءاً منها”.
من جانبه رأى عضو ائتلاف القوى الوطنية (الاتحاد)، حيدر الملا، أن “ما حدث في الموصل ناجم عن حزمة أسباب أبرزها الخلافات السياسية ووجود بيئة مجتمعية تمت تهيئتها على مدار سبعة أشهر وعدم تلبية مطالب الجماهير، والعمل الإقليمي لبعض دول الجوار، والخلل في بناء المؤسسة العسكرية”.
وقال الملا، إن “ما حدث في الموصل ليس سقوطاً للمدينة بقدر ما هو كشف لواقع الخلافات السياسية في العراق”، مشيراً إلى أن “إرادة داعش تمكنت نتيجة تلك الأسباب الآنفة الذكر، من تحقيق أجندتها الإرهابية في الموصل وباقي المحافظات”.
وعد عضو ائتلاف الاتحاد، أن “العراق بحاجة الآن إلى موقف وطني موحد، لإدانة واضحة لداعش والقاعدة ودعم الأجهزة الأمنية، برغم كل الملاحظات عليها، قبل اللجوء إلى العامل الدولي”، لافتاً إلى أن “الائتلاف حذر قبل يومين، من تداعيات الأوضاع الحالية التي يعيشها العراق، لأنه كان يتوقع أن يكون مصير الموصل ما حدث اليوم”.
وذكر الملا، أن “ائتلاف الاتحاد قدم قبل يومين مبادرة لموقف موحد يدعم الجيش ويدين داعش والإرهاب، ووضع الخلافات جانبا”، مستدركاً “لكن أحداً لم يستمع إلينا”.
إلى ذلك قال الاستاذ في كلية العلوم السياسية، إحسان الشمري، في حديث إلى (المدى برس)، إن “”ما يحصل في الموصل ليس ببعيد عما حدث في سوريا، لأن داعش انكفأت هناك على مستوى الأرض والتمويل والمجتمع”.
وعد الشمري، أن “الامتداد الجغرافي بين سوريا ونينوى، سهل إلى حد كبير، دخول ذلك التنظيم بثقله في الموصل”، عاداً أن “موازين القوى تغيرت، وأن داعش يخوض في الموصل معركته الأخيرة على الأرض العراقية”.
واتهم الشمري، القيادات الأمنية العراقية، بأنها “لم تأخذ بالحسبان تلك الأمور، ولم تتعاط معها بالنحو الذي يمكن أن يحفظ الأرض في نينوى”، داعياً “الحكومة العراقية لأن تعلن حالة الطوارئ في المحافظات الساخنة، وتطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأميركية، سيما أن داعش يمكن أن يتمدد للمحافظات الأخرى كصلاح الدين وغيرها”.
يذكر أن رئيس الحكومة، نوري المالكي، أعلن بعد ظهر اليوم الثلاثاء، عن حالة “الانذار القصوى والتأهب الشديد”، في أنحاء البلاد كافة، ودعا البرلمان إلى “إعلان حالة الطوارئ”.
وطالب الشمري، الحكومة أن “تبادر بتبني ستراتيجية اللحظة وهي ضرورة وقف التردد”، وتابع أن “السقوط السريع للمحافظات بيد الإرهابيين سيضع داعش على أبواب بغداد، وربما تمتد جنوباً، مما سيجعل شبح الحرب الأهلية حاضراً”.