بقلم سامر عطا الله - القشة التي قصمت ظهر العراق
نعم ، حسب فهمي و حسبما ارى .. كل ما في الأمر إننا كنا في مرحلة (الاستدلال) فوصلنا الان إلى درجة (اليقين) .. و لتوضيح هذه الفكرة انت (تستدل) على إنك لو لمست النار فستحرقك ، ولكن اليقين هي أن تحرقك فعلا
ما كان متوقعا قد حصل، وسقطت محافظة كاملة في ظرف ساعات نتيجة هجوم افراد قلائل (مهما كانت درجة ايمانهم بقضيتهم) ، هذا الفشل العسكري/الاستخباراتي/ التكتيكي الرهيب إنما لا يحتاج إلى محلل عسكري فذ ليتوقعه او يفهم اسبابه، فنعرف إن لدينا دولة هشة للغاية، ذات نظام فوضوي، تفتقر للكثير من اسس و مقومات الدول الحديثة. و ليست هذه الدولة إلا نتاجا متوقعا (أيضا) لدرجة وعي شعبها ، فالتخبط الفكري الذي نعاني منه وعبادة الشخصيات وانتهاج الطائفية هي أبرز سمات التدني الفكري لهذا الشعب، و السبب المباشر و غير المباشر لما يعانيه الان من بؤس
وبالطبع الخط الأول من الملامين هم مفكروا هذه الأمة وعلماؤها وقادتها الذين يظن معظمهم إن من مصلحتهم إستمرار درجة التدني الفكري هذه لدى الشعب، فيغذون الطائفية وفكرة إن المذهب او القومية أهم بكثير من الوطن، و اضفاء هالة القدسية والعصمة على الأشخاص الاعتياديين ، و في النهاية تكون الوطنية هي المبدأ الأضعف لدى الناس، وتكون اختياراتهم مبنية على هذه الاسس الفاسدة، فيختارون (في حالتنا) برلمانيوهم و ساستهم و حكامهم من الفارغين المفرغين من أي شعور بالمسوؤلية و الوطنية و همهم الوحيد هو مصلحتهم ولو كانت على حساب بؤس ودماء أبناء الشعب
قد يلومني البعض و يقول ان تلوم الحكومة ولكنك لا تلوم الارهابيين او من يتواطأ معهم من الخارج او الداخل ، هنا أورد مثال لتوضيح الفكرة ، قطعة الطعام التي تترك دون أي حماية سرعان ما يتكالب عليها الدود والعفن ، و تتحول من قطعة جميلة و لذيذة إلى اخرى مقززة وذات رائحة كريهة ، فهل يعقل ان نقوم برمي اللوم على الدود والعفن والبكتريا ؟ لا يوجد عاقل يفعل هذا، اللوم و كل اللوم على من ترك القطعة مكشوفة عمدا او سهوا او جهلا
أعزائي، وفق رؤيتي لواقع العراق والشعب العراقي، نحتاج حقيقة إلى (صدمة) تجعلنا نفيق فيعرف السنة كم إن الحكم تحت لواء داعش مذل ودامي ورجعي ، و يعرف الشيعة كيف إن الحكم تحت لواء حكومة فاشلة وفائقة الغباء (مجلس وبرلمان ورئاسة) هو مذل ودامي و بلا جدوى، للاسف هذه الصحوة والصدمة سيكون ثمنها الدماء الغالية من أرواح اعزائنا و أبريائنا. فلعلهم بعدها يكونوا بالفعل شعب واحد و يحرصوا على وطنهم أكثر.