اعترف ....
انه منذ الحبو الاولى للحرف ... كان يسري بظلك شيء ما .. لا يتهم كثيرا بالتعرف على امكنة الملاذ .. لا يفقه العلاقة بين الحلاق وموسه .. او بين الهوانم المتجمعة في الكاردن سيتي .. وبين الليالي التي نامت على صخبها الحلمية ... ترك المجال واسعا لكل الاماني الضالة التي صاحبته عن بعد ... مشى على اطراف ( خدك المياس ) وتصفح جرائد الشعر الفرنسي المترجم بقسوة عابد .. اضاع مكان سجدته .. اخذ يسطو على قرابين الـ ( حريمة ) المغناة في فترة ما بعد الظهيرة .. لعب الدمينو على اروقة الوجوه المتابعة للبيان الصادر من القيادة ابان صد الهجوم الاول على مسرى التوكل الغالب للحدود .. لم تشفع له بالمرة تلك التوسلات المنبعثة من ايام التمرد الاولى .. ولم تأخذ اجاثا كريستي منه المآخذ المتوخاة للنظر ببعد صدر .. رمى كل فتاوى العقلاء خلف كأس نبيذه المعهود .. تسكع في غروب االارصفة .. باع علب الثقاب .. عند مدخل شارع الرشيد .. عند الساعة الواقفة دوما بعد منتصف الانتظار .. نظر الى الامة وهي تنحي لحديقتها امتناناً بتوفير ساحة لتبادل الرؤوس نشوتها ...
وضع كرسيا مقلوباً ... ورجع يتابع لعبته الاثيرة حين يفتقد الـ ( دوشيش ) هيبته المعتادة في فرض قانونه الخاص ...