باحث مصري: وصفات الفراعنة "سحر الطبيعة" لعلاج الأمراض10/06/2014 07:58
أكد الباحث بسام الشماع عالم المصريات وخبير الآثار، أن أمراض البرد والعطس والحساسية والاحتقان والحرقان كلها كانت معروفة عند المصريين القدماء بـ”مشاكل الأنف”، حيث وصفها الفراعنة بمسببات “الآلام السبع”، والتي تصيب فتحات العين والأذن والأنف والفم، وكانوا يعالجونها بوضع نقاط من عصير “البلح” في الأنف.
وأوضح الشماع خلال الندوة التي أقامها بعنوان “الطب والأطباء في مصر القديمة”، أن “الفلفل الأسود” استخدمه المصريون القدماء لقتل الحشرات وسحب الرطوبة، لذا وضعوه في أنف مومياء رمسيس الثاني حتى يحافظوا عليها ولكي لا تنكسر أثناء لف المومياء الخاصة به بالكتان.
أمراض المعدة عند الفراعنة
وأضاف الشماع أن التخدير كان معروفاً في مصر القديمة، والدليل على ذلك رسم زهرة “الخشخاش” على جدران المعابد الفرعونية، مضيفاً أن مصطلح “الجوزة” جاء نسبة لأن المصريين القدماء كانوا يثقبون ثمرة جوز الهند ثقبان ليستخدمونه في شرب ما يعرف بـ “الشيشة” الآن.
وأدرك الأطباء القدماء أن القلب يتأثر بكل ما يدخل معدة الإنسان، لذا أطلقوا عليه “فوم القلب” بدلاً من “فوم المعدة”، فضلاً عن أنهم أول من أرجعوا الكتف إلى مكانه دون جراحة.
وأكد الشماع أنهم قد عرفوا أيضاً مرض “البلهارسيا” الذي اسموه حينها “عاع”، وهو عبارة عن ظهور بعض الدماء في البول والانتفاخ في الأعضاء التناسلية، حيث اكتشفوا بويضة “البلهارسيا” في أحد المومياوات.
الكتان والكحل.. للحماية من الشمس
وأوضح الشماع أن المصري القديم أول من اخترع علاجاً للتجاعيد يعمل مليون مرة بشكل جيد، حيث كان المليون هو الرقم الأكبر في الهيروغليفية، مؤكداً أن المصري القديم لم يخترع “الزئبق الأحمر” الذي يدعى أنه يجدد شباب الإنسان.
وكان الفراعنة يتعمدون ارتداء الملابس من الكتان والتي تغطي جسدهم بالكامل للحماية من أشعة الشمس الضارة والناموس والعرق والحفاظ على نظافة الجلد والوقاية من الأمراض المعدية، فالمصري القديم هو أول من اخترع رداءاً من الكتان منذ خمسة آلاف سنة تقريباً، والذي كان يشبه “السوي تي شيرت” الآن.
وأفاد الشماع بأن نساء الفراعنة لم يعانوا من الدهون وزيادة الوزن لأنهم كانوا يمارسون رياضات تشبه رياضة “الايروبكس” الآن، مضيفاً أنهم كانوا يضعون الدهون في شعرهم بسبب طبيعة البيئة الجافة المحيطة بهم.
وكان المصريون القدماء يصرون على وضع الكحل السميك لأنه يحتوي على نسبة من الرصاص بها “نيتريك أكسيد” والذي يقتل البكتيريا ويعكس أشعة الشمس، ويمنع الإصابة بالدمامل والخواريج، وهو العلاج البديل عن نظارات الشمس الآن، حيث كانت الشمس وقتها صاخبة، نظراً لأن أغلب المباني كانت منخفضة الارتفاع.
دفن الموتى والأمراض العقلية
أكد الشماع أن المصريين القدماء أول من عرف علم “التشريح”، كما أنهم كانوا يفضلون دفن موتاهم في “وضع الجنين”، وذلك لأن رحم التربة مثل رحم الأم، ولكي يبعثوا في الحياة الأخرى بنفس الوضعية التي ولدوا بها في الحياة الدنيا.
ويرى الشماع أن وصف الأطباء للأمراض العقلية بـ”الهيستيريا” خطأً كبيراً، لأن “هيستر” عند الرومان واليونان كانت تعني رحم الأم، وبسبب حالة السيدات السيئة في بعض الأحيان والتي تحدث بسبب الرحم أسموه “هيستيريا”، وبذلك يعد الوصف خاطئ، لأن الرجال أيضاً يصابون بهذا المرض.
التخصص في الطب
وقال الشماع إن الأطباء الفراعنة اهتموا بالحالة النفسية للمريض قبل كل شئ وكانوا يتحدثون معه لفهم ظروف حياته وسبب مرضه قبل وصف العلاج، كما عرفوا مشكلة الناصور والتهابات الشرج.
وأضاف أنه كان لدى الملك طبيباً متخصصاً في “فتحة الشرج” ، لذا قال الأطباء اليونان عن المصريين أنهم لديهم تخصص في الطب، فهناك طبيب لأوجاع البطن وأخر للعيون، لذا رغب أفلاطون في دراسة هذه الظاهرة فجاء إلى مصر وباع زيتاً ليصرف على رحلته البحثية داخل مصر.
صناعة الأعضاء
أشار الشماع إلى أن الطب الفرعوني قد وصف بـ “الطب الرقيق”، حيث اهتم المصريون باختراع الأجهزة الاستعاضية لأول مرة في التاريخ مثل الأصابع والأقدام الخشبية، وذلك للمحافظة على مشاعر المرضي الذين بترت أحد أطرافهم وأيضاً لكي يبعث المريض في الحياة الأخرى وهو كامل الأعضاء.
وكانوا يستخدمون “عاج الفيل” في تركيب أسنان، لذلك كان أول لوجو لطبيب أسنان في التاريخ عبارة عن رسمة لـ “عاج الفيل”، كما أنهم كانوا يوصلون الأسنان ببعضها بأسلاك ذهبية مثل “التقويم” الآن لتحسين تناول الطعام.