ضابط في الشرطة الاتحادية يروي ما حصل في الموصل.. القيادة أمرتنا بالإخلاء وترك المعدات




المدى برس/ بغداد
كشف ضابط في الشرطة الاتحادية بمحافظة نينوى، اليوم الثلاثاء، أن قوات الشرطة الاتحادية تلقت أمراً من القيادة بإخلاء مقارها في مدينة الموصل، مساء أمس، وخيرتنا بين ترك المعدات ونقلها، وفيما اكد أن عناصر الشرطة الاتحادية تمكنوا من التخفي مع الأهالي النازحين باتجاه إقليم كردستان، أشار إلى أن القيادات الأمنية "استقلت طائرات مروحية وفرت باتجاه العاصمة بغداد عقب صدور أمر الإخلاء".
وقال الضابط الذي فضّل أن نناديه "ابو احمد" في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفوج الذي ينتسب اليه تلقى نداءات عبر جهاز الاتصالات اللاسلكي (الهوكي توكي)، من القيادة العليا بضرورة إخلاء المقار الامنية من دون تحديد المكان وخيرنا بين ترك المعدات وحملها".
وأضاف الضابط الذي يحمل رتبة مقدم، أن "عناصر الشرطة الاتحادية القوا ملابسهم وجميع معداتهم وارتدوا ملابس مدنية وتخفوا مع أهالي الموصل النازحين إلى مدن إقليم كردستان"، مشيرا إلى أن "القادة الامنيين كقائد القوات البرية الفريق اول ركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبود كنبر فروا بطائرات مروحية إلى العاصمة بغداد بعد أمر الإخلاء".
وتابع الضابط، أن "عناصر تنظيم (داعش) انتشروا بشكل سريع في جميع مناطق المدينة ولم تكن هناك مقاومة من قبل القوات الأمنية"، مشيرا إلى أن "عربات الجيش أصبحت بيد عناصر التنظيم الذي احرق عددا كبيرا منها أثناء تجوالهم في المدينة وهم يحملون رايات (داعش)".
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد أعلن، اليوم الثلاثاء، عن ان القوات المسلحة ستستعيد السيطرة على مدينة الموصل خلال 24 ساعة، بعد سيطرة تنظيم (داعش) على جميع مناطق المدينة.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) قد أعلن، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، عن سيطرته على ثلاثة سجون في مدينة الموصل بعد فرض سيطرته بالكامل على المدينة، فيما أكد "تحرير" 3000 معتقل.
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد اعلن، اليوم الثلاثاء، ( 10 حزيران 2014)، عن "حالة الإنذار القصوى والتأهب الشديد"، في جميع انحاء البلاد، فيما دعا البرلمان إلى "إعلان حالة الطوارئ".
كما اعلن المالكي عن "اعادة هيكلة الاجهزة الأمنية العراقية" ورسم خطط جديدة من اجل "تطهير الموصل" من المسلحين، فيما دعا الجهات الرسمية إلى "دعم همة المواطنين وابناء العشائر للتطوع" وحمل السلاح والاشتراك في العمليات العسكرية لدعم الدولة.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي قد اكد، اليوم الثلاثاء، على انه طلب من الإدارة الأميركية أن تتدخل في ما يحصل بمدينة الموصل ضمن الاتفاقية الستراتيجية، فيما أكد أنه يعمل على "حشد الرأي العام الخارجي والداخلي لصد هذه الهجمة".
واتهم النجيفي، اليوم الثلاثاء (10حزيران2014)، قيادات الجيش العراقي وأجهزة الأمن في الموصل "بالإهمال"، مؤكدا على ان القطعات العسكرية العراقية لاتمتلك أية معلومات استخبارية، وترفض التعامل مع المعلومات التي تزودها بها "ادارة الموصل"، وفيما اشار إلى "هروب القيادات وترك الجنود اسلحتهم"، حذر من امتداد المعارك إلى مناطق اخرى من البلاد بعد "سقوط كامل الموصل".
وأفاد مصدر امني في محافظة نينوى، اليوم الثلاثاء(10حزيران 2014)، بأن عناصر تنظيم (داعش) سيطروا على قاعدة القيارة الجوية، جنوب الموصل، بعد انسحاب الجيش من القاعدة، فيما بين ان المسلحين متوجهون الى قضاء تلعفر، غربي الموصل بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من القضاء بالكامل.
وكان مصدر أمني في محافظة نينوى، أفاد اليوم الثلاثاء،(10حزيران2014)، بأن تنظيم داعش سيطر على مطار الموصل الدولي ومعسكر الغزلاني بالكامل جنوبي المدينة،(405كم شمال بغداد)، بعد اشتباكات مع القوات الأمنية، فيما اشار الى أن مسلحي التنظيم اطلقوا سراح العديد من السجناء المحسوبين على الإرهاب الذين كانوا محتجزين في سجون المدينة ومراكز الشرطة.
يذكر أن مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، شهدت في يوم الجمعة (6 حزيران 2014)، اشتباكات عنيفة بين عناصر ينتمون لتنظيم (داعش)، الذين هاجموا مناطق عدة من المدينة، والقوات الأمنية، سقط في إثرها عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، فيما تؤكد مصادر طبية في المدينة ان عشرات المدنيين قتلوا وأصيبوا اثر القصف بقذائف الهاون الذي تشهده تلك الاحياء، في حين اتهم مسؤولون بمجلس المحافظة القوات الأمنية بقصف بعض الأحياء السكنية ما أدى إلى نزوح سكانها إلى المناطق المجاورة ومنها سهل نينوى الذي يشكل المسيحيون أغلبية فيه.