طفل صغير
كان يلعب مع الأطفال ..
لم يكن يعلم أن أباه قد أستشهد
دماؤه سالت بين أحضان الأخاء
فأطلق الطفل الصرخات
أخرسو أبي لم يمت
هذا كف قد حنى علي
تلك سماء غطتني بفرشها والنجوم
صرت أسير فخورا على هامات الغيوم
فأبي لم يعرف يوما أن يخون
لم يعلم ذلك الطفل إن من قتل أباه هم الأطفال
ورائهم تختفي وجوه الذئاب
طنين الذباب
ظلام يطرق الباب
اخرسو أبي لن يمت
أبي شهيد
أبي كان عقيد
وزيرا في الأباء
ملكا فقيرا قرب غربان الأغنياء
عاش في شموخ قرب جفنات العنب والسواقي
أخرسو أبي يعيش في خلود
أبي قد كان يوما بين سياط الغرباء
أبي قد كان يوما ندا لكل العملاء
أبي قد عاش عمره نخلة يحوفها العز بين الشرفاء
أخرسو أبي لم يمت
كان يبني عش الحضارة والصمود
كان يعيد كل ماضي الجدود
أخرسو أبي لن يلف بأكفان حاكتها أكف اليهود
أخرسو أبي منبع للأيثار والصمود
أبي كان للأبتسامة الأطفال ينذر نفسه
ورود ذبول كان في وجه العدو قصفه
أخرسو
فأنا لضحكات أبي أعيش في أشتياق
أبي .. ياوطني العراق
أقبل كفاك كفا حزنا ،، خذ الفرح في عناق
أخرسو أبي سيعود
و يعود تأريخ الجدود
فأبي ماكان يموت .. حتى العزة والكرم والجود يموت ..