تَكتُبُ و هيَ مُتردِّدَة , أشعُرُ بهَا و حَقِّ قَلبها .
تَنهَمِرُ دُموعها بَعد أنْ تَنهي كُلّ صَفحة ٍ مِنَ الصّفحات و تَقول " هَذه ِ لَن تُعجِبُ حَبيبي " سَـ أُعِيدُ صِياغتها مِن جَديد , عَلّني أُضيفُ لهُ عِباراتٌ أقوى و أبلغ فـ يَشعرُ حَبيبي بِـ جُموع أشواقي و دفء مشَاعري ..
فـ هِي لا تَزال " تَكتُبُ و تُمزِّق " و بُكائُها مُستمَرٌّ لا يَنتهي .
سَهرةٌ طُفولية , ملأتها الشّموع و الأوراق و رائحة القَهوة الشّاذليّة .
تتعَاقبُ الأفكَار رويداً رويدا ً بِـ مُخيّلة حبيبتي , و مَا إن تتمسّك بِـ فِكرة ٍ مَا , حَتى تَندفع و تَنحني عَلى مَكتبها الصّغير , لـِ تبدأ بالكِتابة , و كأني أراها الآن ..
و ما إن تسترسل في رصّ عباراتها التي تنفَجر بِـ أنوثة المشَاعر الرّقيقة , حَتى أرى هدوئها يتحوّل إلى شُعور ٍ مُظطرب , و تنفعل إلى أن تبكي مُمزِّقَة بـِ أوراقها ..
طِفلةٌ و ربّ عَقلي , طِفلَةٌ لا أحَد يَستوعب أفكَارها سِوَى مَن يَكتُبُ عَنها الآن ..
أضِيعُ فِي عالم ٍ لا أحد به ِ , عِندما أُقَدِّمُ لِـ مسَامعها مَعزوفةٌ عُزِفت عَلى لَحن الحُزن النّاعم .
و أنظُر إلى صَغيرتي عِندما تبدأ تَصغي إلى هذه المَعزوفة , فـ تنحني شفتيها إلى الأسفل و يَرتفع حَاجبيها إلى الأعلى و تُصبِح وَجنتيها كـ طَرف وردة ٍ زهريّة , يُداعبها قَطر النّدى أثناء الصّباح .
هُوَ نَفسه الدّمع الذي سُكِبَ إثر هذه المَعزوفة الحَزينة .
فـ ألعَنُ نَفسي سبعين لَعنة , و أبدأُ فِي عمَلية جَلد الذّات .. فـ هي تُدرِك تماما ً بأنّ لا قَلب يَشُدّني إليه سِوى قلبُها .
أشهَدُ أنّ لا امرأة ٍ استولَت على مَا تبقّى مِن عقلي و مشَاعري إلا طفلتي ..
فـ لِمَاذا البُكاء مِن الكِتابة , و لماذا تُمزِّقين الأوراق , و لمَاذا تُبكِيك مَعزوفتي ؟
قَهوتي داكنة .. بِـ قليل ٍ مِن السُّكر
مما راق لي