احتفاء برواية «دهاليز للموتى» لحميد الربيعي08/06/2014 06:55
في جلسة نظمها نادي السرد
بغداد – صفاء ذياب
أعاد الروائي حميد الربيعي ذكرياته مع روايته الأخيرة التي صدرت في دمشق "دهاليز للموتى"، مستذكراً أول يوم شرع بكتابتها في العام 1991 مع دخول الجيش العراقي في الكويت.
وأشار الربيعي في الجلسة الاحتفالية التي أقامها نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، إلى أن كتابة الرواية استغرقت 22 عاماً "بدأت في العام 1991 عندما كنت مقيماً في الكويت، مع الغزو العراقي، إذ كتبت أول صفحة فيها على ضوء الشمعة مع انقطاع التيار الكهربائي هناك، إلى أن انتهيت منها في العام 2013".
أضاف الربيعي في أثناء حديثه عن عمله الجديد أن الإشكال الذي رافق هذه الرواية، "أنها تتناول غزو الجيش العراقي للكويت، وكانت هذه الثيمة حرجة بسبب التداخلات السياسية بين البلدين، وكلما حاول دفعها للنشر نشبت مشكلة بيننا وبين الكويت، فحاولت أن أكون حيادياً في أثناء عملية الكتابة ولحظة النشر"، وهو ما سبب التأخر في نشرها سنوات طويلة.
وسرد الربيعي ثيمة الرواية، مبيناً أنها مجموعة حكايات يرويها شخص اسمه خضر البابلي لابنته سومر، بعد العام 2003 ترجع ابنته سومر وأخته بالرضاعة ليعيشا في مدينة الكوت.
أدوات الربيعي
تضمنت الجلسة الاحتفالية مداخلات كثيرة بدأها الناقد فاضل ثامر الذي بيّن في مداخلته أن الربيعي يمتلك أدوات سردية متكاملة ودقيقة، لكن طريقته في الكتابة تبقى ملتبسة بعض الشيء، فعلى سبيل المثال يتحدث إمبرتو إيكو في كتابة (الدخول إلى غابة السرد)، يشبِّه فيه الدخول إلى عالم السرد مثل الدخول في غابة، وفعلاً شعرت وأنا أقرأ روايات الربيعي بأني أدخل إلى غابة متشابكة يصعب علي أحياناً الولوج إلى داخلها.
من جانبه أشار الناقد علي حسن الفواز إلى أن الحدث الكويتي كان عتبة من سلسلة عتبات موجودة في الرواية، وقد حاول أن يقدم الربيعي هذا الحدث من خلال رؤية مثقف يعيش هواجس وجودية وأخلاقية، كيف ينظر إلى سلسلة من الأحداث التي مست الوعي الوجداني؟
حدث الكويت قاده إلى التاريخ، إلى محنة الإنسان العراقي القديم، صنيعة العذابات، وصولاً إلى الزمن العباسي مستلهماً شخصية المتوكل الذي يمثل شخصية عراقية ازدواجية، محنة المثقف إزاء السلطة ورؤية المتوكل تجاه ذلك.
الفواز تساءل في مداخلته فيما إذا كان الربيعي استطاع أن يقدم هذه السيرة البانورامية ويزاوج بين الحدث التاريخي بوصفه سلسلة أحداث متواترة، وما بين الرؤية السردية التي تحتاج للتعامل مع الزمن واللغة وبنيات الأسطرة والاستعارة والتبئير؟ "بدأ الربيعي يفتقر إلى شيء من القدرة على لملة الأشياء وفرشها، وبالتالي عكس لنا منظوراً قلقاً لبطل قلق، حتى التسميات كانت بحاجة إلى إعادة توصيف، واللغة التي كانت بحاجة إلى إعادة تقشير"
الروائي أحمد خلف تحدث عن مثابرة حميد الربيعي وإصراره على تقديم أعمال مهمة تحسب للرواية العراقية، لكنه في عمله الأخير "حاول أن يعرض معلوماته وأفكاره السردية في هذا العمل، "الأثاث كثير والبيت صغير، والمعلومات المتوفرة في دهاليز للموتى معلومات كثيرة تعتمد مزجاً قاسياً بين الواقع وبين المخيلة التي يتمتع بها الروائي، لكنه وضع كل المعلومات في سلة واحدة من دون توزيعها على العمل السردي". وأكد خلف أن الربيعي تناول موضوعاً حساساً لم يجرؤ عليه أي روائي عراقي.
الواقعية العراقية
اقترح القاص والروائي خضير فليح الزيدي في قراءته لأعمال الربيعي مصطلحاً أسماه الواقعية العراقية، مقارنة بالواقعية السحرية وغيرها من الواقعيات التي عرفت على مدى تاريخ الرواية، مفيداً أنه "ربما تتجلى في السنين المقبلة هذه الواقعية كثيمات وأساليب، هذا الموضوع يحيلني إلى قضية مهمة في الرواية، الحدث التاريخي وغير التاريخي فيها". في حين قدمت أشواق النعيمي ورقة نقدية اشتغلت فيها على الأسطوري والاستعاري، مؤكدة أن الرواية تقوم على نسف البناء الدلالي، ومن ثم إعادة توصيف الأفعال والأمكنة والزمن أسطورياً.