لا تنخدعا بالتوافق الزائف وابحثا عن معنى "نحن"
ليس معنى أن الحياة بين رجل وامرأة لا يشوبها الكثير من المشكلات والشجارات العنيفة بشكل يومى، أنها حياة زوجية مثالية أو قصة حب وعلاقة لا مثل لها، بل على العكس، فالمقياس الدائم والمثالى لتقدير مدى مثالية العلاقة وثباتها ورسوخها هو ذلك الكائن المفقود فى أغلب العلاقات وهو "الاندماج" و"المشاركة".
من ناحيته أكد الدكتور محمد محمود أخصائى النفسية أن استقرار العلاقة ليس معناه أن الأمور على ما يرام، ولا يعانى الزوجان من مشكلات حقيقية، فقد تكون المشكلة الحقيقية أنهما لا يخوضان فى أمور مشتركة، ولا يندمجان بالقدر الكافى، ويتجنبان التعاون فى أمر ما دون أن يعرفا السبب، فهذه الأفعال الوقائية هى تجسيد حقيقى لإمكانية انفصال هذين الشخصين بعقليهما ونفسيتهما وحياتهما عن بعضهما البعض، ولا يصلان لمستوى مقبول من الاندماج الذى يكفل لهما المثالية المنشودة فى العلاقة.
كثرة الشعور بشكل بديهى بإمكانية إدخال طرف ما لطرف آخر فى كل ما يخص حياتهما وحياة من يهتما لأمرهما كالأولاد والعائلة، هو الدليل الوحيد على أنهما يتشاركان حياة جيدة، ويتمتعان بقدر كاف من الانخراط الشخصى المطلوب بينهما، وليس الدليل أن يكونا قليلى التصادم، أو يستطيع كل طرف إدارة حياته بمفرده، مثلما كان يحدث قبل الزواج.