استعادة السيطرة على جامعة الأنبار ومقتل العقل المدبر لاقتحامها
08/06/2014 06:25
اقدمت عصابات "داعش" مجددا على ارتكاب جريمة بشعة، تدلل على مدى تعطشهم للدماء، وتؤكد حجم حقدهم الدفين للعلم والمعرفة، حينما قاموا يوم امس باقتحام مبنى جامعة الانبار، واحتجازهم للعديد من طلبة واساتذة الجامعة، قبل ان تتمكن قوات الامن من اقتحام الحرم وتحرير الرهائن، وقتل عدد من الارهابيين الذين نفذوا العملية بمن فيهم العقل المدبر للهجوم وفرار اخرين الى محيط الجامعة، في المعارك التي شارك فيها ابناء العشائر الذي انتفضوا بوجه الاساليب العدائية الى اتخذها افراد "داعش" بحق ابنائهم من طلبة جامعة الانبار.وبهدف ملاحقة الارهابيين والتمكن من اصطيادهم، اعلنت الجهات الامنية في الانبار امس، فرضها حظرا للتجوال في الرمادي، لا سيما المناطق المحيطة بالجامعة، في حين اقدمت، بمساندة ابناء العشائر، على تمشيط الاحياء القريبة بحثا عن المنفذين الذين قتل العديد منهم.

وتزامنت تلك الاعمال الاجرامية، مع عثور مجلس انقاذ الفلوجة، على خمسة اماكن يستخدمها "داعش" لغرض معالجة الجرحى الذين اصيبوا خلال الاشتباكات مع الاجهزة الامنية في اطراف الفلوجة.



تطهير مبنى الجامعة

واعلنت قيادة شرطة الانبار اتخاذها سلسلة اجراءات امنية عقب عملية اقتحام الجامعة، مؤكدة فرضها حظرا للتجوال في الرمادي، لا سيما المناطق التي تحيط بمبنى جامعة الانبار، معلنة في الوقت ذاته تمكن ابناء القوات المسلحة من تحرير جميع الرهائن من الطلبة والاساتذة والملاكات الادارية والعاملين في الجامعة.

وقال مصدر امني في تصريح خص به "الصباح": ان اعلان حظر للتجوال في مناطق عدة بمدينة الرمادي لا سيما القريبة والتي تحيط بمبنى جامعة الانبار ( طاش – التأميم – الخمسة كيلو – السبعة كيلو ) جاء من اجل السيطرة الكاملة على محيط الجامعة وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية التي فرت الى المناطق المجاورة بعد اقتحامها من قبل قوات الامن.

واضاف المصدر " تم تحرير الرهائن من الطلبة والاساتذة الذين كانوا محاصرين داخل مبنى الجامعة من قبل قوات الجيش وقوات النخبة التابعة لجهاز مكافحة الارهاب والشرطة المحلية" مشيرا الى أن عناصر ارهابيي "داعش" فجروا الجسر الرابط بين جامعة الانبار ومنطقة التأميم بعبوات ناسفة والذي يعتبر الطريق الرئيس إلى مبنى الجامعة من الجهة الغربية للمدينة" واوضح المصدر، ان "مواجهات عنيفة جرت مع الارهابيين وتم قتل ثمانية منهم وانسحاب الباقين إلى الجهة الخلفية لمبنى الجامعة ولاذوا بالفرار وان القوات الأمنية تطاردهم من اجل القضاء عليهم" مبينا "أن دائرة الجهد الهندسي العسكري تقوم بابطال العبوات التي زرعتها عناصر "داعش" في عدد من القاعات الدراسية والمباني داخل مبنى الجامعة مستهدفة الاجهزة الأمنية كفخ لها أثناء اقتحامها المكان.



العشائر تساند الأمن

وفور اعلان عملية اقتحام الجامعة من قبل الارهابيين، هب ابناء العشائر لمساندة الاجهزة الامنية ضد عصابات "داعش" رافضين في الوقت ذاته تلك الاعمال الاجرامية التي طالت ابناءهم الباحثين عن العلم والمعرفة.

رئيس مجلس انقاذ الانبار حميد الهايس، اكد في تصريح خص به "الصباح" أن الصحوات وشيوخ ووجهاء العشائر الشرفاء يساندون الاجهزة الأمنية في دحر الارهاب وكل من يمد يد العون لهم، مبينا ان اقتحام مبنى جامعة الانبار دليل واضح على ما يحمل الارهاب من تخلف وجهل وقتل للعلم والمعرفة، لافتا الى ان "داعش" حاول بهذه العملية الفاشلة زعزعة الامن الذي بات يعود تدريجيا إلى المدينة بهدف زرع الخوف والقلق وعدم الطمأنينة في نفوس المواطنين.

واضاف الهايس أن الارهابيين الذين اقتحموا مبنى الجامعة امس من جهتين الأولى من منطقة الطاش التي تعد الجهة الخلفية للمبنى والاخرى من الجهة الامامية للجامعة وبما يقارب 50 عنصرا ارهابيا وتحصنوا داخل اروقة الجامعة في عدد من كلياتها، مشيرا الى ان الاجهزة الأمنية استطاعت دخول المبنى بالتدريج وبعد مواجهات عنيفة مع الارهابيين تمكنوا من تحرير الرهائن واخراجهم سالمين من الجامعة وتم محاصرة المبنى بالكامل من اجل قتل ارهابيي "داعش" وكل من يقف معهم ويساندهم.

وفي الشأن نفسه اكد العديد من المواطنين في منطقة التأميم غرب مدينة الرمادي والمجاورة لجامعة الانبار أن اشتباكات حصلت في منطقة التأميم وشارع السيراميك المؤدي إلى جامعة الانبار صباح السبت ما بين الاجهزة الأمنية وارهابيي " داعش " وبعد ساعات من الاشتباكات استطاعت الاجهزة الأمنية فرض سيطرتها على المنطقة ودحر العناصر الإرهابية ومن ثم اعلن حظر للتجوال .

من ناحيته أعلن رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت، إخراج جميع الطلبة والطالبات من جامعة الأنبار والبالغ عددهم 1300 طالب.وقال كرحوت في حديث لـ"السومرية نيوز"، انه "تم إخراج جميع طلبة وطالبات جامعة الانبار والبالغ عددهم 1300 طالب"، مشيرا الى "انهم نقلوا الى مكان آمن في مدينة الرمادي".في تلك الاثناء، عثر مجلس انقاذ الفلوجة, على خمسة اماكن يستخدمها "داعش" الارهابي لغرض معالجة الجرحى الذين اصيبوا خلال الاشتباكات مع الاجهزة الامنية في اطراف الفلوجة.وقال رئيس المجلس حميد الهايس لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي": إن" الدور تحتوي على بعض مستلزمات الاسعافات الاولية والطبية بالاضافة الى وجود العديد من قطع الضماد المليئة بالدماء وغيرها من الملابس الممزقة في مناطق حي البكر والجزيرة ودور الضباط شمال الفلوجة. واوضح الهايس أن " داعش" استخدم ايضا بعض الدور السكنية كمقابر لغرض دفن قتلاه، فضلا عن الضحايا الذين يرفضون الانضمام اليه ".الى ذلك اعلن ضباط ميدانيون عن مقتل "ابو عطاء الحلبي" العقل المدبر لاقتحام جامعة الانبار.

وقال الضباط لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي": إن " معلومات استخبارية دقيقة اشارت إلى ان احد العقول المدبرة لعملية اقتحام جامعة الانبار المدعو "ابو عطاء الحلبي" يتواجد قرب مقر رئاسة الجامعة".

وأضاف الضباط أن " قوة امنية رصدت الهدف وتمكنت من قتله والحصول على معلومات دقيقة في هاتفه عن عملية اقتحام الجامعة".

واشار الضباط إلى أن " تحركا سريعا لاجتثاث عصابات "داعش" الارهابية من المناطق الامنة في المحافظة انتج عنه مقتل اكثر من اربعة عشر ارهابيا داعشيا بينهم اثنان من الاردنيين".



مخطط لاغراق بغداد

في تلك الاثناء، أحبطت الأجهزة الأمنية في محافظة صلاح الدين يوم الخميس الماضي، مخططا لعصابات "داعش" يقضي بتفجير سد سامراء بغية إغراق مدينة بغداد وإعادة سيناريو سدة الفلوجة، بالتزامن مع المحاولة الإرهابية لاستهداف مرقد الإمامين العسكريين (ع).وقال نائب رئيس لجنة الامن البرلمانية النائب إسكندر وتوت لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي": إن "القوات الأمنية كانت على علم بكل شيء قبل عشرين يوما، بعدما وردت معلومات تفيد بوجود نية لدى "داعش" للقيام بعمليات في سامراء، فتهيأت القوات وتصدت للخطر"، مؤكدا أن "القوات المتواجدة في صلاح الدين تكفي لحماية كل مناطقها".