أخيرا، اعترفت واشنطن رسميا بتزويد ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة بالأسلحة الفتاكة بعد فترة طويلة من النفي والإنكار وتضليل المجتمع الدولي. من العربات المدرعة إلى المنظومات المضادة للطائرات والدبابات إلى قاذفات الهاون، هذا طبعاً بالإضافة إلى تزويدها بالمعدات غير الفتاكة أيضاً. وتساؤل المتابعين لملف الصراع يتعلق بكيفية استخدام تلك المعارضة خلال الفترة السابقة لكل تلك الأسلحة، وبقدرتها على أن تفعل أكثر مما فعلت حتى الآن، خاصة بعد أن اعترفت واشنطن بتزويدها بالأسلحة. والقضية هنا ترتبط بجانب آخر، هو أن مواصلة واشنطن التدخل في الشأن السوري، ستعني ومن دون شك، إطالة أمد النزاع وإراقة مزيد من الدماء. كانت التصريحات الرسمية الأمريكية سابقاً تصدر للتأكيد على رفض وقوع تلك الأسلحة في أيدي من تم وصفهم بالمتطرفين، وكان الأمريكيون يصرون على ضرورة الحصول على ضمانات بهذا الشأن من المعارضة. المسلحون في سورية، أو من تسميهم واشنطن وأوروبا بالمعارضة المعتدلة، والذين يعدهم مراقبون غربيون جزءاً من مصطلح المستقبل الديمقراطي للبلاد والحرية للشعب السوري في اختيار مصيره، المسلحون لا يمتلكون الآن الأسلحة الفتاكة فحسب، بل وأيضا الضوء الأخضر والدعم السياسي. أي أن كل ذلك مسموح به في سورية لمعارضي السلطة المركزية، في حين أنه غير مسموح به في أوكرانيا التي يناضل جنوب شرقها ضد المتطرفين القوميين والنازيين الجدد.
المصدر :روسيا اليوم