حذر التحالف الكردستاني انقرة من تنفيذ عملية عسكرية جديدة داخل الاراضي العراقية كما كشفت عنها وسائل الاعلام التركية.يأتي ذلك في وقت توعد الرئيس التركي عبد الله غول ما وصفه بالرد “القاسي” على عملية نفذتها عناصر حزب العمال الكردستاني امس وادت الى مقتل 26 جنديا واصابة 18 اخرين.
وقال القيادي في التحالف محمود عثمان لـ”الصباح”: ان “ تركيا مستمرة بسياستها الخاطئة وبتنفيذ العمليات التي ليست طريقا للحل”، محذرا من تنفيذ المزيد من العمليات.وتابع عثمان: ان “حل قضية الـ(pkk) سياسي وهو عن طريق الحوار وليس عن طريق الاعتداء على المدنيين والقرى الآمنة، لاسيما داخل الاقليم”، مبينا ان “الحل ليس في بغداد او اربيل بل في انقرة والحكومتان المركزية والكردستانية ليس لهما علاقة بما يحصل”.
ونفى القيادي الكردي ان تكون الهجمات التي تستهدف الجيش التركي تنطلق من داخل الاراضي العراقية، منتقدا الدور الاميركي بحل هذه المسألة، قائلا: ان “الاميركيين يشجعون الاتراك على ذلك وموقفهم سلبي تجاه الازمة”.
بدوره، قال مستشار رئيس الوزراء لشؤون اقليم كردستان عادل برواري لـ”الصباح”: ان “وزير الخارجية هوشيار زيباري ابلغ المسؤولين الاتراك خلال زيارته الاخيرة لانقرة بان عمليات عناصر حزب العمال لا تنطلق من الاراضي العراقية”.
وقال برواري: ان “موقف بغداد واربيل واحد اتجاه هذه القضية وان العنف امر مرفوض، وقد تم تشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن العراق وتركيا والولايات المتحدة، الا ان الازمة مازالت قائمة لان الحكومة التركية لا تدرك ان حل القضية يتم عبر الحوار وليست العمليات العسكرية”.
وتابع برواري: ان تركيا نفذت منذ العام 1992 اكثر من 24 عملية، كاشفا عن “اتفاق عقدته الحكومة التركية مع النظام المباد ينص على السماح للقوات التركية بدخول الاراضي العراقية بعمق 15 كيلو مترا لمواجهة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي، الا ان هذا الاتفاق اصبح ملغيا بعد سقوط النظام”.وتوعد الرئيس التركي عبدالله غول برد قاس على العملية التي نفذها مسلحو حزب العمال الكردستاني المحظور فجر امس وادت الى قتل 26 جنديا واصابة 18 اخرين.وقال غول في تصريح للصحفيين على هامش افتتاح اعمال الدورة ال27 لاجتماعات اللجنة الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي باسطنبول: ان “الذين تسببوا بهذا الالم سيدفعون الثمن غاليا”.
واكد ان الحكومة تعد العدة للانتقام لهذه العملية، متوعدا مسلحي الحزب برد “قاس ونوعي على العملية الارهابية”.
وعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس اجتماعا امنيا في انقرة بمشاركة وزراء وقادة عسكريين وامنيين لبحث تداعيات عملية حكاري وكيفية الرد على منفذيها فيما الغى عدد من الوزراء ارتباطاتهم الخارجية لمتابعة الموقف.
وتحدثت وسائل اعلام محلية تركية عن قيام وحدات خاصة تركية بعبور الحدود مع العراق لاعتقال مسلحي حزب العمال الكردستاني او قتلهم وتدمير معاقلهم في المناطق الجبلية المحاذية للحدود المشتركة بين البلدين.
وسط هذه الصورة، نفت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان توغل الجيش التركي داخل الأراضي العراقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة جبار ياور في تصريح نقلته وكالة السومرية نيوز: إن “التقارير التي نشرت في عدد من وسائل الإعلام حول توغل قوات الجيش التركي داخل الحدود البرية الشمالية للعراق عارية عن الصحة”.
وأكد ياور أن “اشتباكات أمس الاول بين حزب العمال الكردستاني وقوات الجيش التركي وقعت داخل الأراضي التركية”.
وكانت وكالة رويترز للانباء نقلت عن مصادر عسكرية قولها: ان “قوات كوماندوز تركية توغلت لمسافة ما بين ثلاثة الى أربعة كيلومترات في الاراضي العراقية بعد الهجمات على منطقتي جوكورجا ويوكسيكوفا باقليم هكاري”.
وقالت المصادر: ان “اشتباكات متفرقة وقعت بين القوات ومتمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة الحدودية بينما حلقت طائرات هليكوبتر حربية فوق المنطقة”.كما ذكرت وسائل اعلام تركية أن الطائرات الحربية التركية التي شنت غارات جوية انتقامية على أهداف للمتمردين الاكراد في شمال العراق أقلعت من قاعدة في مدينة ديار بكر”.وأفاد شهود عيان في محافظة دهوك، بأن الطائرات الحربية التركية قصفت مناطق تابعة لقضاء العمادية شمال المحافظة.وقال المواطن محمد هيتوتي وهو راعي غنم متواجد في منطقة نيروريكان التابعة لقضاء العمادية في تصريح صحفي: ان “طائرات حربية تركية قصفت، صباح امس، منطقة نيروريكان التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك”.
وأضاف هيتوتي أن “القصف استمر لأكثر من ثلاث ساعات، ما أدى إلى اندلاع الحرائق في الغابات والمراعي”، مشيراً الى أن “السكان أخلوا تلك المناطق خلال الأشهر الماضية نتيجة الهجمات التركية والايرانية”.
كما قال شهود عيان في محافظة السليمانية امس، بأن الطائرات الحربية التركية قصفت بشكل مكثف مناطق تابعة لجبال قنديل شمال المحافظة.وقال احد أهالي منطقة قنديل يدعى محمد جلي: إن “طائرات حربية تركية قصفت، صباح اليوم(امس)، وبشكل مكثف مناطق في جبال قنديل التابعة لمحافظة السليمانية، من دون معرفة حجم الخسائر البشرية والمادية”.
وأضاف جلي أن “القصف مازال مستمرا حتى الآن”.وكان وزير الخارجية التركي داوود أغلو أعلن، في الـ26 من آب الماضي، أن تركيا ستواصل هجماتها داخل الحدود العراقية لاستهداف معاقل حزب العمال الكردستاني، فيما هدد قادة عسكريون أتراك خلال الفترة الماضية، بإرسال قوات عسكرية إلى العراق لمهاجمة قواعد حزب العمال الكردستاني المعارض.كما صادق البرلمان التركي، في الخامس من تشرين الأول الحالي، على التمديد للإذن الممنوح للحكومة بشن غارات في شمال العراق لمدة سنة على حزب العمال الكردستاني المعارض، وتزامنت مصادقة البرلمان مع تهديدات تطلقها الحكومة التركية بشن عملية برية في المنطقة.