TODAY- Thursday, 20 October, 2011كيف تسرق 300 الف دولار من اموال العراقيين ؟اخترت هذا الرقم جزافا والحقيقه ان بأمكان من يريد, سرقة اكثر من هذا المبلغ بكثر اذا اتبع الخطوات التاليه1.هويه مقاول تحمل التصنيف من الدرجه الاولى وهي عباره عن بطاقه بلاستيكيه سيئه الطباعه .غالبا ما تكون مزوره2.(سي في) سيره ذاتيه بالاعمال المماثله عباره عن اربع صفحات ملونه مليئه بصور مأخوذه من الانترنت تتعلق بنوع السرقه3.خطاب ضمان من احد البنوك او المصارف الحكوميه والحصول عليه يكون بالتنسيق مع احد موضفي المصرف بدون ايداع اي مبلغ فعلا
4.بعض العلاقات مع بعض الموظفين صغار كانوا ام كبار حسب رغبه الحرامي وامكانيته وحسب حجم (العمليه)او السرقهوطننا الحبيب المنهار يتمتع بثروه نفطيه هائله تجعل ايراداته تصل الى قرابه ال 100 مليار دولار اي 100 الف مليون دولار وهو ملئ بالعروض والمناقصات بقصد البناء في مختلف المجالات اشتري اي صحيفه يوميه وستجدها مليئه بتلك العروض .
لنأخذ امانه بغداد مثلا بعد قرائتك لأي مناقصه في الامانه تذهب الى مبنى الامانه قسم العروض والمناقصات ستجده ملئ بالموظفين ولكن الفاعلين والمؤثرين هم اما واحد او اثنان
بالطبع لن تجد الطريق معبد بالورود نظرا لعدد اللصوص المتقدمين لغرض تنفيذ المجسر الفلاني او الرصيف الفلاني او مقاوله لتوصيل المجاري بانابيب قطر كذا وطول كذا لاتشعر بالارتباك لان الجميع هم من غير ذوي الاختصاص كحالك انت عليك فقط ارتداء بدله (قاط) يفضل ان يكون لون (شكري) صيني الصنع واكثر من عدد (المحابس) في كلتا يديك وسبحه اصطحب معك صديق (مزين اكرع) يمشي خلفك اقترب من الموظف المعني وقل له صراحه انه سيكون شريكك بالمقاوله على ان يساعدك على تجاوز كل العراقيل والاوراق التي قد تكون مزوره لديك.ادفع مبلغ 100 الف دينار واشتري شروط المناقصه
ستعمل لجنه تحليل العروض المقدمه التي لا تتقاضى الرشوه وحسب وانما تتفاوض على ان يكون لها نسبه لا تقل عن ثلث من المبلغ الكلي المخصص للمشروع .
اذا افترضنا ان مبلغ المقاوله مليون دولار وهو مبلغ تافه قياسا بالاموال المخصصه لبناء العراق . وليس لديك اي مبلغ لا تقلق هناك اختراع عراقي اسمه سلفه تشغيليه تكون عادتا ربع المبلغ اي 250 الف دولار قدم بدفع 100 الف دولار رشوه او(نسبه) لللجنه التي ارست العقد على شركتك الوهميه وخمسين الف دولار لموظفي الحسابات المسؤلين عن صرف الصك وبعض الرشى هنا وهناك ليس لأنك تخاف من العواقب لاتخف ابدا فالجميع في العراق يخشى الكاتم والعبوات اللاصقه لكن يتوجب دفع الرشوه لانه مستحب ومن اجل تسريع اجراءات الصرف
سيبقى لديك 100 الف دولار .
استأجر حفاره وبلدوزر واذهب الى موقع العمل المفترض طوق الموقع بالبراميل المتباعده واحفر الشارع كيفما تشاء وارمي الاتربه المستخرجه جراء الحفر قرب الموقع .بعد بضعه ايام تخرج لجنه الكشف المكونه من مهندسين اثنين من الذكور ومهندسه انثى لزياره الموقع ومع رشوه بسيطه قد لا تتجاور 5 الاف دولار لكل فرد منهم سيقومون بكتابه تقرير يشير الى تقدم ملموس بالعمل ونسبه انجاز تتجاوز ال 25 بالمئه بناءا عليه تحصل على الدفعه الثانيه من السلفه التشغيليه . وتكون 250 دولار ثانيه
بهذا تكون قد حصلت على 300 الف . لا داعي للخوف او القلق ولا داعي للشعور بأنك لص قذر تسرق اموال هذا الشعب المسكين انما انت مقاول وقد قمت بحفر الشارع بما يرضي الله والضمير في حاله شعورك بتأنيب الضمير لاقدر الله الحل بسيط اذهب الى زياره العتبات المقدسه مشيا على الاقدام وقم بطبخ كميه لابأس بها من التمن والقيمه اذا كنت شيعيا اما اذا كنت سنيا ادفع مبلغ خمسه الاف دولار واحصل على فرصه الذهاب الى حج بيت الله الحرام وفي كلتا الحالتين يغفر الله لك من ذنبك ماتقدم وما تأخر واطمئن توجد اي عواقب لعمليه السرقه هذه كل ما هناك ان امانه بغداد ستضع اسم شركتك المزعومه في القائمه السوداء وستمنع التعامل مع الشركه مستقبلا .
المصيبه والمأساه الحقيقيه ان الشارع سيبقى محفر وممزق ويتحول الى بركه من الاوحال اذا حل الشتاء وسيكون سبب اضافي لتأخير مرور السيارات عدا عن السيطرات الكثيره التي لا نفع منها سوى عرقله حركه الناس وتأزيم حياتهم الى ابعد مدى ممكن
وستبقى الحفره هناك تذكر الماره من العراقيين بالفساد واللامبالاه وتمعن هذه الحفره في اذلال الناس حيث يمرون قربها ولا حول ولا قوه لديهم لعمل اي شئ سوى الدعاء الذي لن يجدي نفعا
حفره ساحه الميدان في باب المعظم الذي يقع في قلب بغداد مثال على ما اقول وهناك في كل حي من احياء العراق حفرة مماثله كي تشعرنا بالقهر وان العمل مستمر على قدم وساق من اجل بناء الوطن وما عليكم سوى الصبر 100 يوم اضافي سيتم بعدنها تقييم اداء الوزارات وتشكيل لجان لمتابعه المقصرين ترفع تقاريرها الى الجهات المعنيه و........بلا بلا بلا بلا بلا بلا . تبقى الحفر منتصبه منتصره شامخه . وتعسا لبقايا البعث المقبور وشراذم القاعده الملعونه اللذين يستغلون مطالب الناس ليركبوا عليها او عليهم بغيه التظاهر والقيام باعمال الشغب ولا حول ولا قوه الابالحريه.