بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين لطاهرين الاشراف
في الحقيقه هناك الكثير من التعليقات في الفيس والكوكل والمواقع والمنتديات على الكوكل ايضآ .
بلماذا هذا الموضوع وبعض الاستفسارات الاخرى ؟
طرحنا الموضوع في هذا الوقت وان كنا متاخرين والمفروض قبل سنين . الغايه هو ان نعرف السياسه الاسلاميه وعلى اساسها نختار الرموز والشخصيات الدينيه حتى نتبعهم او نسادهم . جهلنا بالكثير بالامور الدينيه جعلنا نتخبط بل نكون لعبه بيد هذا وذاك واصبحنا مشروع لتنفيذ مخططاتهم . وكل ما نعرفه من الدين او الشخصيه السياسيه الاسلاميه هو الزي الديني او الادعاء بالانتماء للحزب الديني . رغم ان سياسته ومنهجه مادي صرف او ما يسمى ب ( العلماني ) كما شرحنا في الموضوع السابق ولا يمت للدين بصله . وتناسينا قول الامام علي - عليه السلام - ( لا تاخذوا الحق بالرجال , بل خذوا الرجال بالحق ) . لكننا مع الاسف اخذنا الحق بالرجال . كل الامه الاسلاميه تعاني من الجهل الديني وعدم المعرفه الحقيقه بالدين , وعدم الرغبه بالبحث والاطلاع من اجل المعرفه لانقاذ نفسها في الدنيا والاخره , لذلك اخذ البعض استغلال تلك الصفه وتمرير رغباته وما املي عليه من جهات خاصه باسم الدين , وخير دليل ما تعانيه الامه الاسلاميه بل بلاد المسلمين من ويلات ومحن من قبل هؤلاء واصبحوا نقمه على المسلمين بل الانسانيه جمعاء .
نرجع للموضوع :
نتكلم حول الانسان الذي هو مادة السياسه .
ذكرنا ان الانسان له طاقه وقدره كاملتان يستطيع بهما تحقيق كل شيء , وهذا المبدأ الفلسفي العظيم يستخلص منه ثلاث نتائج اخلاقيه وهي :
1 - أمكانية التربيه في كل الاحوال :
اعلم ان حقيقة وجود الانسان وخلقته انما تكون في تكامل أخلاقه , ومن لم يتخلق بالاخلاق الفاضله لم يكتمل خلقه بعد ,
بمعنى ان لنا كمالين : كمال بشري , وهو كمال الخلقه وهذا متحقق , وكمال انساني وهو كمال الاخلاق , وهذا الذي يسعى الانسان لتحصيله لكي يكون أنسانآ .
الظاهر هذا المبدأ ليس من مختصات المسلمين بل حتى علماء الغرب يقرون بذلك فقد جاء بكتاب - human relations - ( سأل معلم تلميذه من الذي خلقك ؟ فأجاب التلميذ بشكل مفاجىء المعلم حيث قال : لم يكتمل خلقي بعد ) .
اذن لابد للانسان ان يعترف اولآ بانه غير مكتمل , نعم هو بشر كامل سوي ولكنه ليس انسانآ كاملآ ,
النكته : اذا عرف الانسان واعترف بذلك قبل فكرة التربيه - اذ الاعتراف بفكرة التربيه فرع الاعتراف بعدم كمال الانسان - اما اذا لم يعتقد بهذا المبدأ فسوف يقطع الطريق امامنا لاجراء اي تغيير واصلاح في وجود الانسان وبالتالي في المجتمعات والعالم .
لابد ان يكون هناك قابلآ للتربيه ونحن ننظر الى من له القابليه نظرة أمل , ومن ليس له القابليه ننظر اليه نظرة خيبه , وان كان القنوط من فعل الله تعالى مذمومآ لكن هذا الانحياز الى امر غيبي , ونحن وان كنا نتكىء على الغيب وارادة الله في اصلاح المجتمعات وسياستها , لكن بالمقابل نؤمن بان تحقيق ذلك في الخارج يحتاج الى مقدمات وهو التربيه , قال تعالى { إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
} . لذلك عنونا هذه النقطه بامكانية التربيه .
نعم عامل الوقت مهم وله دور في انصهار كثير من المشاكل وبه تذل اغلب الصعاب ولكن يجب ان ننتبه الى ان الوقت قد يكون تاثيره سلبي فياخذ العدو ( الخارجي والداخلي ) اي الغرب والنفس دوره في الافساد اكثر .
يقول الامام الخميني - رحمه الله - : { ان جميع الملكات والخلق النفسانيه قابله للتغيير والتحول ما دامت النفس تعيش في هذا العالم , علم الحركه والتغيير وتخضع للزمان والتجدد وتملك الهيولى والقوه ويستطيع الانسان ان يغير خلقه النفسي ويحوله الى اضداده , ويدل على ذلك اضافة الى البراهين والتجربه , دعوة الانبياء والشرائع الحقه التي تدعوا الى التخلق بالصفات الحميده والابتعاد عما يقابلها من الخلق السيء } .
يقول امير المؤمنين - عليه السلام - { وانما قلب الحدث كالارض الخاليه ما القي فيها من شيء قبلته } .
يعني ذلك كلما تقدم عمر الانسان تناقصت قدراته على التغلب على العادات الذميمه ويبقى رهن اخلاقه الذيله لانه كلما مر عليه يوم تتجذر تلك الصفات في اعماقه .
يقول الامام الخميني - رحمه الله - { ما دام الانسان في دار الزوال وعالم التغير هذا من الممكن ان يتغير في جميع صفاته واخلاقه ومهما تكن تلك الصفات مستحكمه في ذاته , فانها قابله للزوال مادام على قيد الحياه }
وهنا تختلف درجة القدره والقابليه على تنقية النفس وتزكيتها تبعآ لتجذر تلك الصفات وسطحيتها , .
نستنتج من ذلك ان التربيه الاخلاقيه متاحه على الدوام وباقيه مادام الانسان على قيد الحياه .
والحمد لله رب العالمين