اكتشاف النسخة الأقدم لقصة آدم وحواء: آدم كان إلهاً.. وحواء بريئة من الغواية!
أكَّد عالمان هولنديان أنهما اكتشفا نسخة قديمة جداً لقصة آدم وحواء، تعود إلى 800 عام قبل “سفر التكوين” في التوراة، وتختلف عنها في الإنجيل المقدَّس والقرآن الكريم.
القصة تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهي منقوشة باللغة الأوغاريتية على لوحين من الطين عُثر عليهما في سوريا عام 1929. وبعد تفكيك رموز الكتابة الأوغاريتية ودراسة اللوحين من قِبَل الدكتورة “مارغو كوربل” والأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية في أمستردام “يوهانس دي مور”، تبيَّن أن اللوحين يحملان نسخة قديمة لقصة الخلق التوراتية.
في القصة القديمة يسود الإله إل، وهو الإله الأعلى (حسب الميثولوجيا الكنعانية) على “حقل كرمة الآلهة العظام”، الذي يقع على جبل أرارات في شرق تركيا اليوم. لكن الإله الشرير حورون، سلف الشيطان، عارض سلطة الإله إل. وعندما عُوقب حورون بالطرد من الجبل سمَّم “شجرة الحياة”، وهنا يظهر آدم في القصة: هو إله أُرسل إلى الأرض لوضع حورون عند حدّه، لكن نهاية مهمته كانت مأساوية.
فقد حوَّل حورون نفسه إلى ثعبانٍ سام ولدغ آدم، ممَّا أدى إلى خسارته لطبيعته الخالدة. وكنوعٍ من العزاء لما أصابه، قدَّمت آلهة الشمس له “امرأة طيبة القلب” من أجل أن تتكاثر البشرية ويستردَّ آدم بعضاً من طبيعته الخالدة.
أوجه التشابه بين هذه القصة وقصة الخلق في التوراة والقرآن قوية لدرجةٍ دفعت الباحثين للاعتقاد بأن هناك نسخاً مختلفة للقصة نفسها. والاختلاف الرئيسي، كما يقول البروفسور “دي مور”، هو أن “هناك العديد من الآلهة في هذه الأسطورة الأوغاريتية. آدم والثعبان هما من الآلهة، وهذا يتناقض مع الأديان التوحيدية”. أما الاختلاف الثاني، فهو أن سقوط آدم لا يعود إلى خطأ أرتكبه هو: “في القصة، وحسب ما استطعنا أن نفكِّك رموزها، ليست هناك خطيئة وعقاب”. كذلك، توصف امرأة آدم على أنها “من طينة جيدة”، ما يعني أن “حواء في هذه القصة لا ذنب لها فيما حدث لآدم، وهي بريئة من الغواية، على عكس قصة الخلق التي يعتمدها اليهود والمسيحيون والمسلمون”.
يُذكر أخيراً أن لوحَيْ الطين اللذين كُتب عليهما القصة هما جزءٌ من مجموعةٍ أكبر، اكتُشفت في أوغاريت شمال سوريا. لم تتمّ دراسة العديد من هذه الألواح بعد، الأمر الذي يعني – برأي كل من “كوربل” و”دي مور” – أن هناك المزيد من الاكتشافات التي قد تظهر تباعاً.
كاردينيا