صلاح الدين: داعش اخترقت ٣ ألوية وفتحت بجهدها الهندسي ساتراً ترابياً يحيط بسامراء



بغداد / وائل نعمة
كشف مسؤولون محليون في صلاح الدين امس الجمعة، بان المسلحين الذين سيطروا على قضاء سامراء، فجر الخميس، كانوا يسعون الى تفجير الإمامين العسكريين أو سد سامراء لإغراق بغداد وإشعال الفتنة.
وذكروا ان تنظيم داعش كان يمتلك "جهداً هندسياً" نجح في هدم ساتر ترابي امني، وباغت ٣ ألوية تحتشد في سامراء، مشيرين الى وجود "هدنة" بين المسلحين وبعض رجال الأمن، تسمح لهم بالتحرك والتدريب وجمع إتاوات من المزارعين لتمويل النشاط المسلح، ما يدفع المسؤولين الى الشعور بالقلق من إمكانية تكرار هجمات نوعية من هذا القبيل.
وفيما قالو ان العملية الإرهابية استمرت 20 ساعة، انسحب المسلحون بعدها الى تلال حمرين، إلا ان الوقت كان كافيا "لإحداث صدمة" وزعزعة الثقة بالقوات الأمنية والتشكيلات المختلفة التي تحمي القضاء بعد اختراق 300 مسلح و50 سيارة يدعمها جهد هندسي وآليات ثقيلة المدينة بسهولة.
وكانت مصادر أمنية قالت، أول من امس، إن مجاميع مسلحة دخلت مدينة سامراء، واستولت على عدد من مراكز الشرطة، وأعلنت عبر مكبرات الصوت "الجهاد"، داعية الأهالي إلى عدم الخروج من منازلهم، وأنهم آمنون على أنفسهم. قبل ان تعلن وزارة الدفاع ان قواتها تلاحق مسلحي داعش خارج مدينة سامراء، فيما اعترف التنظيم بمقتل قائده العسكري.
وفي هذا الشأن يقول عضو مجلس محافظة صلاح الدين خزعل حماد لـ"المدى" ان الوضع في سامراء "عاد الى الهدوء"، ومعظم المسلحين الذين دخلوا المدينة بعد الساعة الثانية من فجر الخميس الماضي انسحبوا الى أطرافها. مؤكدا انهم عادوا الى مناطق "تل حمرين والعظيم" باتجاه ديالى، والى غربي المحافظة باتجاه بحيرة الثرثار.
المسؤول المحلي يقول ان "300 مسلح و 50 سيارة " بينها "شفلات وكرينات وكريدرات" وآليات لفحص الطرق، هاجمت المدنية من المحور الشرقي، وهو الجانب الأضعف امنيا في القضاء، بينما تكثف القوات الأمنية تواجدها في الجانب الغربي المطل على المراقد الدينية. ويصف الوضع العام في القضاء بعد دخول المسلحين بـ"الصدمة"، بسبب ما كان يعتقده الجميع بان "سامراء محصنة" بوجود ثلاثة ألوية للجيش والشرطة بالإضافة الى قيادة عمليات سامراء.
المسؤول يرى ان ما حدث في المدينة هو "اسرع عملية إرهابية"، تصرف خلالها المسلحون بطريقة "الجيش النظامي" الذي يتحقق من الطرق ويفتح الشوارع عبر الآليات التي كانت بحوزته، فاستطاعوا هدم الساتر الترابي من الجهة الشرقية واقتحموا دائرة الكهرباء، كما قتلوا عددا من الشرطة وفجروا مراكز أمنية واقتحموا سيطرات، قبل ان ينسحبوا الى مناطق مجاورة للمدينة "يعجز الجيش عن السيطرة عليها".
وتخشى صلاح الدين ان يستغل المسلحون "الثغرات الأمنية" في باقي مناطق المحافظة، لان القوات الأمنية تركت اغلب مواقعها وجاءت الى سامراء، فيما يقول المسؤول المحلي ان مناطق تكريت والشرقاط "مهددة أمنيا"، ويعتقد ان تلك المناطق "يمكن ان تسقط بيد المسلحين بظرف ساعات" لان التحصينات الأمنية ضعيفة جدا مقارنة بتحصينات سامراء لوجود الأضرحة الدينية.
وحذرت صلاح الدين وعدد من المحافظات المجاورة بشكل متكرر من غياب سيطرة الحكومة عن مناطق بالكامل، وتركها لمسلحي داعش. ويقول سكان صلاح الدين لـ"المدى" ان منطقة ما يسمى بـ(العين البيضة) في قضاء الشرقاط شمال صلاح الدين هي معسكر مخصص لتدريب عناصر داعش. ويذكرون ان بعض العناصر الأمنية تحذر السكان من الاقتراب من تلك المنطقة.
كما يقولون ان "قرية الجلام" في المحافظة تخضع لـ"اتفاقية" بين القوات الأمنية وبعض الفصائل المسلحة تقضي بـ"الهدنة بين الطرفين".
في غضون ذلك يقول رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين ان المحافظة تجاور مناطق ساخنة، ويتدفق المسلحون من "الأنبار وكركوك"، وعبر مناطق تل حمرين من ديالى.
ويشير جاسم جبارة في تصريح لـ"المدى" الى ان اتساع تلك المناطق لايسمح بإحكام السيطرة عليها بشكل دقيق. وعلى الرغم من ان "أماكن تواجد المسلحين مشخصة ومعروفة لدى السلطات المحلية في المحافظة"، إلا انه يؤكد وجود "ضعف في الجهد الأمني والاستخباراتي في تتبع الخلايا التي تتخذ من تلال حمرين مواقع للتدريب وفرض الإتاوات".
ويقول الجبارة ان المسلحين "يأخذون أموالا من المزارعين في موسم الحصاد، ويفرضون على أصحاب مكائن الحصاد نسبا معينة تحت طائلة التهديد بالقتل".
ويكشف الجبارة ان المسلحين الذين هاجموا القضاء كانوا يسعون "الى إحداث فتنة بتفجير مرقدي الإمامين العسكريين وإعادة سيناريو 2006 او تفجير سد سامراء وإغراق بغداد". لكنه يقول ان الاستجابة السريعة من القوات الأمنية حالت دون تحقيق تلك الأهداف، مشيرا الى ان الخسائر التي لحقت بالمواطنين كانت "بسيطة"، كما تعرضت منازل وبنايات ودور عبادة الى أضرار كبيرة.
وقتل المسلحون ثلاثة من أفراد حماية وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي بإطلاق النار عليهم، بعد اقتحامهم منزله في حي الخضراء وسط سامراء. فيما لم يكن الوزير موجودًا في المنزل لدى وقوع الهجوم.
فيما نقلت مصادر طبية وأمنية في سامراء عن وصول اكثر من 50 حالة بين قتيل وجريح الى مستشفى المدينة اغلبهم من القوات الأمنية.