تتسبب بعض الكلمات التي تخرج بشكل عفوي بإثارة مشكلات بين الشريكين. وكي تحافظي على علاقة جيّدة بعريسك، انتبهي إلى كلّ كلمة تقولينها. انطلاقاً من هنا، إليك عدّة جمل، لا يُحبّذ الرجل سماعها من المرأة:
"متى ستجد وظيفة جديدة؟"
أولاً، فكّري مليّاً في السبب الذي تريدين من أجله أن يجد وظيفة جديدة. ألأنه يُمضي وقتاً طويلاً معك؟ ألأنك تعتقدين أنّه بحاجة إلى التقدّم في مسيرته المهنيّة؟ أتعتقدين أنّ أجره الحالي غير كافٍ؟ قبل التفوّه بأيّ عبارة تؤذي مشاعره، فكّري بمشاكلك أنت. انتبهي إلى عدم النيل من قدرته على إعالتك أنت، لأنّ الرجال يميلون إلى تقييم أنفسهم، وفقاً لقدرتهم على إعالة عائلاتهم. لتجنّب مواقف مماثلة، تحدّثا بانتظام عن وظيفتيكما وطموحاتكما المتعلّقة بمسيرتيكما المهنية والمخاوف المرتبطة بالميزانيّة العائليّة. وهكذا، ستتسنّى لك فرصة التطرّق إلى أجره، إن كان يُشكّل قلقاً بالنسبة إليك.
"حذّرتني أمي من أنك ستفعل ذلك!"
حتى ولو كنتِ جدّ مستاءة منه، فلا تتكلمي معه بهذه الطريقة؛ وذلك لسببين: أوّلاً، ستجعلينه يعتقد أنّ ثمة آخرين يضمّون صوتهم إلى صوتك وكأنك تشكّلين جيشاً ضدّه، وثانياً ستجعلينه يعتقد أنك لست في صفّه أو في صفّ علاقتكما، مع أنّه يجب ألا تؤثر آراء الآخرين في علاقتكما. وإن كنت تشعرين بأنّ مع أمك حقّاً في أمر ما، ففكّري بالطريقة المناسبة للتطرق إلى الأمر. على سبيل المثال، إن قالت أمّك إنه بخيل مثلاً، فقولي له: "لِمَ تتردد في بعض الأحيان في صرف المال على أمور نكون بحاجة إليها؟". وبهذه الطريقة قد يفتح لك قلبه ويبدأ بالتكلّم عن مخاوف متعلقة بالمال منذ طفولته. وهكذا، يتمّ إفساح المجال أمام حلّ المشكلة بطريقة مبتكرة.
"اترك هذا، سأعتني بالمسألة بنفسي!"
هذا كلام جارح بطريقتين: أولاً، أنت تتهجّمين على حاجة عريسك الأساسية إلى الاعتناء بعائلته، وثانياً: هي عبارة محطّمة جداً. إن كرّرت هذه العبارة كثيراً على مسامع عريسك فسيفكّر في أنّه مهما فعل فلن ينجح في إرضائك. ينصح علماء النفس باختيار معاركك. ونعني بذلك أنّه إن كان يؤدي عملاً مثلاً، وشعرت بأنّه لا يقوم به بالطريقة المرجوة، فقيّمي أهمية المهمّة. وتذكّري أيضاً أنّه إن كانت طريقته مختلفة عن طريقتك، فهذا لا يعني أنّ طريقته خاطئة.
"أنت تفعل ذلك دائماً" أو "أنت لا تفعل ذلك أبداً"
لا ينصح علماء النفس الأزواج بالتفوّه بهاتين العبارتين أبداً، لأنّهما توحيان بنيّة سلبيّة، وتضع الشريك في وضعيّة دفاعيّة. وعوضاً عن ذلك، إن كان ثمّة مشكلات شرعيّة ترغبين في معالجتها، فتجنّبي التعميم، وحاولي التركيز على المسألة المحدّدة، مع التكلّم عن مشاعرك في هذا الخصوص. في الواقع، إنّ معظم الرجال مستعدّون للقيام بما يُسعد شريكاتهم، إن طلبن منهم ذلك بلطف.
"هل تعتقد فعلاً أنّ هذا السروال يليق بك؟"
هل تحاولين أن تقولي له إنه يكسب وزناً إضافيّاً؟ قد تعتقدين أنّك توصلين الرسالة بشكل خافت. ولكنك في الحقيقة تؤذين مشاعره عبر التهجّم على طلّته من دون إظهار أيّ قلق صريح بشأن صحّته. عوضاً عن ذلك، ابدئي بإطراءٍ ما، مثلاً: "يليق بك هذا القميص الأزرق جداً، لأنّه يُبرز جمال عينيك". وبعد ذلك، قاربي مسألة اكتسابه الوزن الإضافيّ من منظار صحي لا مظهريّ، مثلاً: "حبيبي: ما رأيك في أن نبدأ بالمشي بعد العشاء سوياً، من الآن فصاعداً؟". وهكذا، تتطرّقين إلى المسألة بطريقة مناسبة.
"يا ويلاه، أسنمضي وقتنا معه مرةً أخرى؟"
ما من سوء إن كان عريسك يحبّ تمضية وقته مع أحد الأصدقاء الذي لم ينلْ رضاك. ولكن الأمر السيء هو التهجّم على خياره في ما يتعلّق بالأصدقاء. لذلك، يُمكنك التطرق إلى الموضوع بالشكل التالي: "حبيبي. تعلم أنني لا أحبّ القيام بالأمور نفسها التي تقوم بها مع صديقك. لمَ لا تمضيان هذا الوقت بمفردكما؟" ليس من الضروري تمضية كلّ وقتكما معاً.