شجب عارم وامتعاض نسوي لجريمة قتل الفتاة الكردية القاصر [دنيا حسن]الجمعة, 06 حزيران/يونيو 2014 16:38[سليمانية - أين]لم تتوقف الأوساط الشعبية ومنظمات المجتمع الدمني والحقوقيون عن حالة الشجب والاستنكار للجريمة البشعة، التي ارتكبت ضد برعم في عنفوان ربيع حياته [دنيا حسن]، التي قتلت على يد زوجها في احدى قرى محافظة دهوك في إقليم كوردستان، في وقت لم تثر تلك الجريمة الرأي العام المحلي فحسب، إذ شهدت المدة القليلة الماضية، حالات شجب واستنكار من نشطاء في محافظات وسط وجنوب العراق، في وقت دخلت الامم المتحدة على خط الإدانة، على لسان ممثلها الخاص في العراق نيكولاي ميلادينوف، وأدان الاخير في بيان له جريمة مقتل الفتاة الكردية القاصر، على يد زوجها الذي يسبقها بـ[٣٠] عاماً، مطالباً حينها حكومة الإقليم، بضرورة توفير الحماية للفتيات والنساء، ودرء جميع انواع العنف ضدهن.وفي هذه الأثناء لم تتوقف الجهات المعنية عن متابعة الموضوع، برغم إن الملف بات اليوم بعهدة القضاء، لاسيما وأنه قبل [٤] أيام من الآن، تم اعتقال رجل الدين، الذي قام بعقد قران الفتاة دنيا ذات الـ[١٥] ربيعاً، من زوجها، الذي قتلها ولاذ بالفرار، مع أحد شهود عقد القران، في حين سلم والد القاتل مع ابنائه الـ[٤] أنفسهم للعدالة، فور حدوث الجريمة.المجلس الاعلى لشؤون المرأة في إقليم كردستان، عدَّ مقتل الفتاة دنيا، جريمة بشعة بكل المقاييس، وأنها جريمة تحتوي بداخلها أكثر من جريمة، هذا ما أكدته الأمينة العامة للمجلس بخشان زنگنة في حديثها لوكالة كل العراق [أين] أن "الجريمة الأولى تكمن في مسألة عقد قران الضحية، وهي لم تبلغ السن القانوني، وانها لم تتجاوز الـ[١٢] عاماً، وتم عقد قرانها على زوجها الأول، فيما كان زواجها الثاني، من الاخر ايضا وهي لم تتجاوز الـ[١٤] عاماً، مقابل حصول ذويها على مبالغ مالية كبيرة، بحسب ما ذكره والد دنيا اثناء التحقيق، كل هذا يعدَّ جريمة، ولا تمت للعادات والأخلاق الكردية بأي صلة" .وتابعت أن "المجلس الاعلى لشؤون المرأة في إقليم كردستان، ومنذ وقوع الجريمة باشر في متابعة الموضوع، من خلال الاتصال المباشر والمتواصل مع الجهات المعنية، مع مجلس نواب الإقليم، والمؤسسات المعنية كمديريات متابعة العنف، مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم التأثير على سير عمل القضاء لمعرفة ملابسات الجريمة والبت بالقضية" .إلى ذلك تحدثت الكاتبة والناشطة النسوية في السليمانية تامان شاكر لـ[أين]" لقد قمنا في اليومين الماضيين بالعديد من التجمعات النسوية، والاعتصمات السليمة، استنكرنا فيها الجريمة وفيها طالبنا الجهات المعنية بسرعة القبض على المجرم، وإنزال أقصى العقوبات بحقه"، مشددة على "ضرورة عدم السماح بتطبيق نظام الدية [العشائري]، وأن المألوف في مثل تلك الجرائم، يدفع فيها الزوج القاتل المال لأهل الضحية مقابل حريته، وهذا الشيء لن نسمح به إطلاقاً وندينه جملة وتفصيلاً".إلى ذلك قالت الصحفية في مدينة السليمانية أية ايليا، في حديث لـ[أين] "لن نكتفي بالاعتصامات ونشر المقالات الصحفية، لإدانات مقتل الفتاة دنيا، فهناك حالات عنف كثيرة تمارس ضد المرأة في مجتمعنا، من دون أن تكشف إلى الرأي العام، فهنا في السليمانية المجتمع متفتح كما هو في عموم كردستان، إلا أنه للأسف مازالت حالات من العنف ضد المرأة تسجل، وهذا امر يجب الحد منه، والجميع يتحمل المسؤولية ابتداء من التوعية من البيت والعائلة، مروراً بالمدرسة إلى الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، وأطالب بضرورة أن تكون هناك تشريعات جديدة تخص حماية المرأة من العنف بأي شكل من الاشكال، وتطبيق القوانين، التي شرعها مجلس نواب إقليم كردستان، على أرض الواقع".هذا وتبقى جريمة قتل دنيا، التي قُتلت أحلامها قبل أن تغادر روحها إلى خالقها، مثار جدل للشارع، وسط أمنيات بأن تتم محاسبة المقصر، ليكون عبرة لمن يحاول العبث بالقوارير، وان تعلو ثقافة احترام المرأة وصيانة حقها بالحياة، على العقلية الذكورية والقبلية، التي ترى بالمرأة كائنا مهمشا لا يصلح حتى للعيش، في وقت تشير الإحصاءات إلى تسجيل [١١] حالة انتحار، لنساء أغلبهن حرقن أنفسهن لأسباب مجهولة، في الاشهر الستة الماضية في إقليم كردستان، رغم ان السنوات الاخيرة شهدت انحساراً في ظاهرة العنف ضد المرأة في الإقليم، بحسب الإحصاءات. انتهى