عاد الممثل سيث مكفارلين ليطل علينا عبر زمان ومكان قاسيين مثلا العمود الفقري لفيلمه الجديد «مليون طريقة للموت في الغرب» الذي أدار بنفسه دفة إخراجه، لينقلنا فيه إلى عالم الغرب الأميركي في عام 1882
بعد تقديمه مسلسل «رجل العائلة» المشهور، عاد الممثل سيث مكفارلين ليطل علينا عبر زمان ومكان قاسيين مثلا العمود الفقري لفيلمه الجديد «مليون طريقة للموت في الغرب» الذي أدار بنفسه دفة إخراجه، لينقلنا فيه إلى عالم الغرب الأميركي في عام 1882، وهما الزمان والمكان القاسيان بحسب ما يقوله في مقدمة الفيلم الذي يبدأ بمبارزة مسدسات والتي كانت آنذاك أمراً مشروعاً وقانوناً أساسياً في أميركا، وقد اختارها مكفارلين لتكون مدخله لوضع خط فاصل بين الشجاعة والجبن، عند الرجل الذي قد يضع «جُبنه» في خانة «التصالح مع النفس والآخر».
فيما يعده الاخرون هرباً من المواجهة، ولتكون المبارزة مدخلاً آخر لمكفارلين لاستعراض أشكال الموت المختلفة التي سادت بلده، بطريقة كوميدية، فمن لم يمت بالرصاص مات بغيره، بحسب تعبير مكفارلين، الذي يلعب دور «ألبرت» مزارع بسيط يعيش في أريزونا، ويفتقد لأدنى مقومات الشجاعة، ما يُفقده حبيبته (الممثلة أماندا سيفيرد) بعد انسحابه من مبارزة مسدسات، ولكنه سرعان ما يلتقي مع امرأة أخرى (الممثلة شارليز ثيرون) تساعده على استعادة ثقته بنفسه وتغيير حياته، بعد مواجهته لزوجها الشرير «كلنش» الذي يجسده الممثل ليام نيسون، والتغلب عليه بقتله.
ورغم أشكال الموت المتعددة في الفيلم والتي رأى فيها بعض النقاد «صيغة مبالغة»، إلا أن أحداثه جاءت في قالب كوميدي خفيف، ساعد بشكل كبير في تخيف وطأة الحوار والجمل التي اعتاد مكفارلين على إطلاقها، والتي تشعرك للوهلة الأولى بأنها «ارتجالية»، وأن توظيفها في النص كان «مقصوداً»، وقد يفسر ذلك اجتياز الفيلم لاختبار النقاد، وحلوله ثالثاً على شباك التذاكر الأميركي.
تطور
خروج الفيلم من فلك التكنولوجيا الحديثة التي تغزو كافة أفلام هوليوود تحديداً، لعب دوراً في تقريبه من الناس، فقد جاء الفيلم في زمن مجرد من أشكال التطور، فلا شوارع ولا سيارات وبيوت حجرية، لدرجة أن ابتسامة رجل في صورة بالأبيض والأسود شكلت مثار جدل بين ألبرت وآنا، واللذان اعتادا رؤية صور أشخاص عابسين.