اللهم صل على محمد و آل محمد
اُبتلي الامام المهدي صلوات الله عليه بنوعٍ خاص من البلاء لم يتحقق في اي احدٍ من الانبياء و الائمه عليهم السلام ! ، و هو من اصعب الابتلائات التي تصيب الانسان و التي تتطلب قلباً واسعاً عظيماً له مقدرة على الصبر الجميل بلا مللٍ او جزع ، و إمامنا هو اهلٌ لما فوق ذلك .....
هذا البلاء هو انكار وجود شخصيته سلام الله عليه ، و نفيها و عدم الاعتراف بها اصلاً !! ، و تصوير وجوده عليه السلام على انه خرافه لا يؤمن بها الا الذين يعتقدون بالخرافات و الاساطير الكاذبه !!! ....
و على الرغم ان وجود الامام المهدي (ع) هو السبب في الحفاظ على البشرية و دوامها بل على الخليقة كلها من الانهيار و الدمار ، ذلك لأن لولا وجود الحجه لساخت الارص بأهلها و لما انزلت السماء قطرها و اخرجت الارض عشبها ، الا ان منكري المهدي (ع) اصرّوا و تابعوا على انكارهم على الرغم من كل تلك الافضال الصادرة من قبل الامام (ع) عليهم .... و الادهى من كل ذلك اننا نجد من يدعي الانتماء الى شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه و آله و السير على سنته و هو ينكر وجود ولده و خليفته المهدي (ع) و يعتقد انه لم يولد بعد و انه غير موجودٍ الآن ، بل انك تجد هذا الصنف الأخير و الذي يدعي اتباع كتاب الله و سنة نبيه (ص) هو الاكثر عتيّاً و عناداً و سخريةً و استهزاءاً بوجود هذا الامام المظلوم (ع) مِن جميع اتباع الشرائع الاخرى ....
و في حديثٍ طويلٍ جداً عن الامام الصادق صلوات الله عليه ... بعد ان يقوم كلُ إمامٍ يشكو الى رسول الله (ص) ظلامات الامة و جورها عليه ،،، يصل الدور الى الامام المهدي صلوات الله عليه ، ففال (ع) :-
« ..... ويقوم الخامس بعد السابع وهو المهدي يشكو إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيته م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وعليه قميص رسول الله بدم رسول الله يوم كسر رباعيته والملائكة تحفه حتى يقف بين يدي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول له: يا جداه نصصت علي ودللت ونسبتني وسميتني فجحدتني الأمة أمة الكفر وتمارت فيَّ وقالوا ما ولد ولا كان وأين هو ومتى كان وأين يكون وقد مات وهلك ولم يعقب أبوه واستعجلوا ما اخره الله إلى هذا الوقت المعلوم فصبرت محتسبا وقد اذن الله لي يا جداه فيما امر فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين ويقول قد جاء نصر الله والفتح وحق قوله تعالى: (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ويقرأ: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) .... »
( الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة 428 ) .
صلى الله عليك يا امام زماننا .... كم تعاني و كم تصبر .... ندعو الله بحقك و حق آبائك ان لا يجعلنا ممن يؤذيك و يدخل الألم على قلبك ، بل ممن يسعدك و يدخل السرور على قلبك المقدس ...