ميسي كركوك تخلى عن منزله ليلعب في ايطاليا وجريمة قتل أبعدته عن الكرة
الأربعاء 4 حزيران 2014
السومرية نيوز/ بغداد
من جبال كركوك وسهولها تناهي صدى اسم النجم الكروي ميسي، حيث يتداوله كل قريب وبعيد عن كرة القدم، وبات يحظى باعجاب الملايين من محبي كرة القدم، وياتي ذلك ليس من باب التشجيع لنجم الكرة الارجنتيني وانما نجم كروي من كركوك استحق أن يطلق عليه ميسي كركوك، فالصغير يار سعيد ابن الاثني عشر عاما، يعيش حتما اوضاعا تختلف كثيرا عن ميسي الارجنتيني بفعل العوز المادي الذي يهدد طموحاته، وابتعاده عن الكرة بسبب جريمة قتل في الملعب.
نقطة الانطلاق
يقول الصغير يار سعيد واحد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "بدايته كانت من حواري (الاسرى والمفقودين) في محافظة كركوك،مصطفى حيث عشق الساحرة المدورة بجنون"، معربا عن "أمله بأن يلعب في أكبر دوريات العالم، لأنه ومن منطلق الثقة بالنفس يمتلك المهارة الفنية التي تؤهله لان يكون نجما عالميا".
واضاف سعيد أنه "يعرف الطريق الى الهدف ولأن الكرة معشوقة الملايين ومع مهارته العالية التي تخضع لمتابعة اخيه الأكبر ووالده الذي كان له دور عبر المتابعة اليومية"، مشيرا إلى أن " والده يوصله إلى النادي يوميا لتعلم المهارات التي يسعى لتوظيفها بصورة صحيحة ليكون ذو شان في عالم الكرة".
حلم الصغر
وكشف سعيد أن "الحلم والوصول الى أعلى المستويات يراوده منذ نعومة الأظفار، مع الدعم المتواصل من أبيه وأخيه حيث كانا يساعداه على لعب الكرة منذ أربع سنوات"، معتبرا أن "أبيه يقف إلى جانبه بصورة دائمة عندما كان يلعب في حي الاسرى والمفقودين احد احياء كركوك".
وأشارميسي إلى أن "دعوات كثيرة تلقاها من أندية كبيرة في هولندا وتم ترتيب إجراءات السفر، لكن الافتقار للمال حال دون الرحيل إلى هولندا لتوقيع عقد مع احد الاندية الهولندية"، مشددا على أنه "لن يفقد الأمل وسيلعب في القريب العاجل بفضل دعم والده في أحد الأندية الأوربية على حد قوله".
لقب مستحق
ومضى بالحديث بالحديث عن لقبه (ميسي كركوك) فيقول إن "اللقب لم يطلق عليه اعتباطا وإنما بعد ترسخ القناعة التامة لدى كل المتابعين من الوسط الكروي لما يمتكله من مهارات فنية وتهديفية مشابهة لما يمتلكه ميسي برشلونة"، مؤكدا أنه "يتابع ميسي في جميع المباريات وهو لاعب مهاري من طراز مهم، ما يحفزه لأن يقترن به وهو حق مشروع لكل من يرى في نفسه القدرة والمهارة التي تؤهله لتحقيق غايته".
مدلل العائلة
بدوره يقول سعيد واحد كاكئي والد ميسي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "يار ومنذ الصغر كان يشعق الكرة ونحن في المنزل وفرنا له الأجواء التي يستطيع من خلالها التواصل مع الكرة"، كاشفا أن "هذه القدرات بدأت تكبر مع يار اذ كنا نسكن في اربيل قبل عام 2003،وتركنا مسقط رأسنا فعدنا بعد 2003 وسكنا في حي الأسرى والمفقودين جنوب شرقي كركوك".
وتابع كاكئي أن "عائلته مكونة ،ونحن من أب متقاعد وزوجة موظفة وولدهم البكر مصطفى وبنت واحدة إضافة إلى الأصغر يار"، لافتا إلى أن "حب يار الأصغر والمدلل دفعه للاهتمام بقدراته الكروية واحترامها بعد أن وقعت عيونه عليها في أزقة الحي وبدأت تكبر كلما يكبر يار".
ابتعاد وعودة
وأكد والد اللاعب أن "ابنه بدأ لعب الكرة في عامة الرابع ولكن المهارات الفنية والتكتكية له ظهرت بعد العام السابع وتواصل بعدها مع معشوقته"، معتبرا أن "حادثة قتل مدني قرب ملعب ساحة كرة القدم أثرت على نفسية يار وبسببها ترك اللعب عاماً كاملا بسبب تأثره بالجريمة لكنه عاد بعد سنة كاملة للمارسة اللعبة".
وبين كاكئي أن "ممثلية الأولمبية كان لها دور في الدعم المعنوي حتى التنسيق مع الخبير الايطالي حيث أكملت الاجراءات والتي تطلبت أموالا كثيرة"، كاشفا أنه "اضطر لبيع منزله في كركوك من أجل توفير أجور الانتقال من كركوك الى ايطاليا و في غضون أسابيع سيكون يار في ايطاليا".
دعوات اللعب
وعن الدعوات التي تلقاها ميسي كركوك يؤكد كاكئي أن "أكاديمية ماركة المختصة بكرة القدم في هولندا هي المحطة الأولى حيث تم الترتيب ووقعنا العقد"، مستدركا بالقول أن "تأخر وصول التاشيرة وعدم امتلاكه المال الكافي للسفر حالا دون وصول يار إلى الأكاديمة"،
وتابع كاكئي أن "دعوة أخرى وصلته من نادي أيندهوفن للعب في صفوف الناشئين ولم يحالفه الحظ في تحقيق الحلم والانتقال للعب في أوروبا"، مبينا أن "المحطة الأخرى عندما جاء خبير كروي ايطالي إلى كركوك وهو مدرب ومكتشف للمواهب الكروية وهو من أصل كردي، فتابع ميسي وشاهد مهاراته وأخبرنا أن يار سيكون خلال أقل من شهر واحد في ايطاليا من اجل لعب الكرة في أي سي ميلان أو انتر ميلان فهما مهتمان بيار وقدراته الكروية".
مدعاة فخر
من جهته يقول رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في كركوك حربي خالد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنه "كان يتابع أخبار اللاعب يار سعيد،وهو لاعب مهاري من الطراز الأول ويعرف كيف يسجل الأهداف ومن طرق مختلفة"، موضحا أن "طريقته في اللعب والتسجيل تشبه بتلك الاهداف التي يسجلها ميسي ولهذا أطلقت عليه لقب ميسي كركوك".
ودعا خالد "الحكومة العراقية ووزارة الشباب والرياضية واللجنة الأولمبية رعاية المواهب وزيادة الدعم للقطاع الرياضي"، مستندا إلى أن "الرياضة تفعل الكثير وتقرب ولا تفرق وأن اهتمام الأندية الهولندية والايطالية والانجيلزية بلاعب عراقي صغير يعد مدعاة فخر واهتمام للرياضة العراقية ورياضة كركوك التي انجبت لاعبين أبطالا على مر التأريخ".