بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


أُم الإمام السجاد زين العابدين عليه‌ السلام


اسمها :
هي السيدة شهربانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه آخر ملوك الفرس ، كانت معروفة النسب ، ومن خير النساء ، ومن ربّات
البرّ والصلاح والعبادة والتقى ، ويكفيها فخراً
أنها زوجة سيد الشهداء خامس أصحاب الكساءالإمام السبط الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام.

وقد وردت لهذه السيدة الجليلة والمخدّرة المنيفة عدّة أسماء ، منها : شاه زنان ، سلافة ، غزالة ، جهانشاه ، بَرّة ، سلامة
خولة مريم.
وقد ورد اسمها ونسبها في أُرجوزة الحرّ العاملي رحمه‌الله ، قال :

وأُمّه ذات العلا والمجد -----شاه زنان بنت يزدجرد
وهو ابن شهريار ابن كسرى ------ ذو سؤدد ليس بخافٍ كسرى

ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الإمام أمير المؤمين عليه‌السلام أبدل اسمها ( شاه زنان ) إلى ( شهربانو )

لئلاّ تشارك الصدّيقة الزهراء بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لقبها ، لأنّ ( شاه زنان ) تعني سيدة النساء ، ولأن الرسالة الإلهية
قد خصّت الصدّيقة فاطمة عليها‌السلام بلقب سيدة النساء وفقاً لمؤهّلات ومواصفات إلهية توفّرت فيها دون غيرها
ولهذا قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌ وآله مخاطباً فاطمة الزهراء عليها‌السلام :
« يا بنية أما ترضين أنّك سيدة نساء العالمين؟ »
قالت : يا أبت ، فأين مريم عليه‌السلام؟
قال صلى‌الله‌عليه‌ وآله : « تلك سيدة نساء عالمها ».
ويذكر بعض المؤرّخين أنّ الإمام علي عليه‌السلام قد أسماها مريم تيمّنا بالصدّيقة مريم عليها‌السلام ، وهو آخر أسمائها حتى
تُوفّيت رضوان اللّه عليها (1).

تاريخ وصولها إلى المدينة المنورة :

اختلف في تاريخ وصولها الى المدينة فقد روي انها وصلت في زمن الخليفة الثالث عثمان ورواية اخرى انها وصلت في زمن
خلافة امير المؤمنين علي عليه السلام الا ان المرجح والمشهور في اكثر الكتب هذه الرواية وهي في زمن
خلافة عمر وهي هذه الرواية

ما رواه ثقة الإسلام الكليني طاب ثراه بسنده عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، قال : « لما اُقدمت بنت يزدجرد على عمر ، أشرف
لها عذارى المدينة ، وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته ، فلما نظر إليها عمر غطّت وجهها وقالت : أف بيروج بادا هرمز (1)
فقال عمر : أتشتمني هذه؟ وهمَّ بها
فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليس ذلك لك ، خيرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئه ، فخيرها فجاءت حتى وضعت
يدها على رأس الحسين عليه‌السلام
فقال لها أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما اسمك؟
فقالت : جهان شاه
فقال لها أمير المؤمنين عليه‌السلام : بل شهربانويه
ثم قال للحسين عليه‌ السلام :
يا أبا عبد اللّه ، لتلدن لك منها خير أهل الأرض ، فولدت علي بن الحسين عليهما‌السلام
وكان يقال لعلي بن الحسين عليهما‌السلام :
ابن الخيرتين ؛ فخيرة اللّه من العرب هاشم ، ومن العجم فارس »(2)

وروي انّها قالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا ، كأنّ محمدا رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏ و‏آله دخل دارنا وقعد
ومعه الحسين عليه‏السلام وخطبني له وزوّجني أبي منه ، فلما أصبحت كان ذلك يؤثّر في قلبي ، وما كان لي خاطب غير هذا .

فلمّا كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى‏الله‏عليه‏ و‏آله ، وقد أتتني وعرضت عليّ الاسلام وأسلمت
ثم قالت : انّ الغلبة تكون للمسلمين وانّك تصلين عن قريب الى ابني الحسين عليه‏السلام سالمة لا يصيبك بسوء أحد
قالت : وكان من الحال إنّي خرجت الى المدينة ما مسّ يدي انسان(3)

----------------------------------