بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته





الإمام الرابع من الأئمة الأطهار: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
كنيته: أبو الحسن وأبو محمد.

ألقابه: علي الأصغر لكونه أصغر من أخيه الشهيد بكربلاء علي الأكبر، وزين الصالحين، والسجاد لكثرة سجوده وزين العابدين، والبكّاء، وذو الثفنات.
إمامته: قام بأمر الإمامة بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام عام 61هـ وله من العمر 23سنة، وتوفى مسموما في 25 محرم عام 95هـ وله من العمر 57 سنة.



الميلاد الميمون:
في ظل خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أرسل حريث بن جابر وكان واليا على جانب من المشرق بعث إلى أمير المؤمنين بابنتي يزدرجد بن شهريار فعرض عليهن الإسلام فدخلن فيه واعتنقن الإسلام كدين جديد لهن، ولما رغب المسلمون في الزواج منهن سألهن أمير المؤمنين وكان قد أعطاهن كامل الاختيار في الانتخاب، فاختارت شاه زنان الحسين سيد الشهداء فتزوج منها.
وهكذا بقيت العترة الطاهرة تنتظر ولادة الإمام السجاد من هذه المرأة الطاهرة، وفعلا فقد جاء إلى الدنيا عام 38هـ وابتهج به جده أمير المؤمنين وأبيه الحسين وعمه الحسن عليهم السلام وأجروا عليه المراسيم الإسلامية التي أجراها رسول الله صلى الله عليه وآله على الحسن والحسين.
وبقي الإمام زين العابدين سنتين في أحضان جده نهل روحانيته ومعنوياته وعاش مع عمه الحسن عشر سنين ومع أبيه 22 أو 23 سنة. وهكذا تلقفت أركان الإمامة السجاد بالعلم والأدب وحكمة الأنبياء وصفاء الأولياء، وبعد أن اختار الله تعالى له هذا الاسم المبارك (علي) زين العابدين وسيد الساجدين.

صفته عليه السلام:
كان عليه السلام أسمرا يميل إلى القصر قليلا، كث اللحية، وسيما، جوادا، جميل الصوت، قال الإمام الكاظم عليه السلام عنه: كان حسن الصوت حسن القراءة وقال يوما من الأيام: إن علي بن الحسين كان يقرأ القرآن فربما مربه المار فصعق من الحسن صوته، وكان السقاءون يمرون فيقفون ببابه يستمعهون قراءته ومن صفاته الجميلة أن مجلسه كله علم وحكمة ومنافع معنوية، يقول ابن أخته: كانت أمي فاطمة بنت الحسين تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته، إما خشية لله تحدث في قلبي لما أرى من خشيته لله، أو علم استفدته منه عليه السلام.

فضائله عليه السلام:
للسجاد عليه السلام فضائل كثيرة، كيف لا وهو من أئمة الهدى الذين طهرهم الله تعالى وعصمهم بلطفه، ومنم فضائله التي تدل على علو مقامه نذكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف وروى جابر الأنصاري الصحابي الجليل قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل عليه الحسين بن عليه فضمه إلى صدره وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى ناد مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو.
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام لابنه الحسين حينما أراد التزوج من شاه زنان: ليلدن لك منها أعلام خير أهل الأرض.
وهذا اليسير من فضائله الكثيرة ولكنها ترشدك إلى شموخه وعظيم منزلته.



كرامة الإمام زين العابدين عليه السلام:
وهكذا ينصر الله أولياءه في الحياة الدنيا وفي الآخرة أيضا.
فقد روي أن الحجاج بن يوسف الثقفي لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله بن الزبير، ثم عمرها فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود فكلما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهادهم يتزلزل ويضطرب ولا يستقر الحجر في مكانه.
فجاءه علي بن الحسين عليه السلام وأخذه من أيديهم وسمى الله ثم نصبه فاستقر في مكانه وكبر الناس.

من حكم الإمام السجاد:






* عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة.
* من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا.
* اتقوا الكذب الصغير والكبير في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير.
* كفى بنصر الله لك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك.
* الخير كله صيانة الإنسان نفسه.