صفاته :
كان ( عليه السلام ) من أصبح الناس وجهاً ، وأحسنهم خُلُقاً ، وكان يشبه جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنطق والخَلق والخُلق .
قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) حينما برز علي الأكبر يوم الطف : ( اللَّهُمَّ أشهد ، فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك ) (2) .
قال الشاعر فيه :
لم تَرَ عَينٌ نَظَرتْ مِثله ** من محتف يَمشـي ومِن نَاعِلِ
كانَ إذا شبَّت لَهُ نارُه ** وقَّدَها بالشَّرفِ الكَامِلِ
كَيْما يراهَا بائسٌ مرملٌ ** أو فرد حيٍّ ليسَ بالأهلِ
أعني ابن ليلى ذا السدى والنَّدى ** أعني ابن بنت الحسين الفاضل
لا يؤثِرُ الدنيا على دِينِه ** ولا يبيعُ الحَقَّ بِالباطِلِ
شجاعته :
لمّا ارتحل الإمام الحسين ( عليه السلام ) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه ( عليه السلام ) وهو يقول : ( إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين ) ، كرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( ممَّ حمدتَ الله واسترجَعت )؟.
فأجابه ( عليه السلام ) :
( يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا ) .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( يا أبَه ، لا أراك الله سوءاً ، ألَسنا على الحق ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( بلى ، والذي إليه مَرجِع العباد ) .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( فإنّنا إذَن لا نُبالي أن نموت مُحقِّين ) ،
فأجابه الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه ) (3)
شهادته :
روي انه لم يبق مع الامام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء إلاّ أهل بيته وخاصته، فتقدم علي الاكبر(عليه السلام) وكان على فرس له يدعى الجناح، واستاذن أباه في القتال فاذن له، ثم نظر إليه نظرة آيس منه، وأرخى عينيه فبكى ثم قال (اللهم كن أنت الشهيد عليهم، فقد برز اليهم غلام اشبه الناس خَلقا وخُلقا ومنطقاً برسولك).
فشد علي الاكبر عليهم وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي
نحـن و بـيت الله أولى بالنبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
أضرب بالسيف أحامي عن أبي
ضرب غلام هاشمي علوي
ثم يرجع الى ابيه فيقول : يا أباه ! العطش! فيقول له الحسين (عليه السلام) : (أصبر حبيبي، فانك لاتمسي حتى يسقيك رسول الله (ص) بكأسه). ففعل ذلك مراراً فرآه منقذ العبدي وهو يشد على الناس فاعترضه وطعنه فصرع، واحتواه القوم فقطعوه بسيوفهم.
فجاء الحسين (عليه السلام) حتى وقف عليه وقال : (قتل الله قوما قتلوك يابُني، ما أجرأهم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول)،
و انهملت عيناه بالدموع ثم قال : (على الدنيا بعدك العفا)،
وقال لفتيانه : (احملوا أخاكم) فحملوه من مصرعه ذلك، ثم جاء به حتى وضعه بين يدي فسطاطه،
وروي أنه كان أول قتيل من ولد ابي طالب مع الحسين ابنه علي الأكبر.
فسلام عليك ياشهيد وابن الشهيد ويا مظلوم وابن المظلوم، ولعن الله قاتليك وظالميك.