مزنةٌ قديسةٌ
فى دير الآسى
تشعل للحزن الشموع
راهبة فى الدير صلاتها
آهات يضيق بها الصدر
فتجرى فى مدامعها الدموع
أفنت عمرها البض إلتياعا وأسى
بظلمة الاحزان قربان خشوع
غلقت أبواب صومعةٍ طَلَتْها بالسواد
أحرقت قصن الفأل فيها أذرته الرياح رماد
بصحنِ معبدها أقبرت قلبا ذبيحا وفؤاد
كفراناً بكل صدقٍ ووفَى تبقى بالعباد
نبض القلب معصية ترى
والحنين ضلالة كبرى
الشوقُ فِسقٌ
والاحاسيس فسوق
أن تهوى فذلك نزق من الشيطان
أن تُحبَ فرجسٌ من الشيطان
ما لها غير حضن الأحزان أمان
يرمقها الليل بعين عاتبه
الفجر يلقاها بجبين مقطبه
إحتارت النسمات فيها
الصيف يترجاها
المساء يستجديها
الربيع بعبق الورود يسترضيها
الشتاء بكل صقيعه يأتى ويعود خائبا
دون أن عن عزمها يثنيها
فيا حسرة الهناء عليها
هرم العود منه وشاخ يأسا
يستميحها عذرا دون أن يستهويها
حزن الخريف لامرها فبكى بدمعٍ
إستفاض سيولا
ظناً بانه سوف يغرق حزنها
فتنعم بالهنا يجرى جداول حولها
ليزيدها مطر الهناءِ هطولا
فأبت عليه تمنعا بعد السماء
قربا له ليطوله لكنما هيها ت
لقربها مهما سعى يوما اليه يطولا
غضبت مياه البحر ثائرةً
وزمجر موجها لخضوعها للحزن ذياك الاثير
كيف يستأثر بها دونما كون من السحر الوفير
الازهار أضناها الشذى ينخر سوقها صوما
عن السريان فى النسمات
برفقة الفجر المنير
قسما قليظا ساقه
لن يبرح السوق الى الاوراق حتى
يرجع الانسان فى أعماقها بالفأل
ينضح والمنى لكنما هيهات
لكنما هيهات
لكنما هيهات
وأنتِ حبيسةً للحزن
فى دير الاسى
طائعة له توليه بالصلوات
قسما قليظ ساقه فتبخرا
كبخار الماء يصعد للسماء
ولا يألف الارض والفلوات
قديسة الحزن الاليم
اما كفى الايلام فى
الاحلام والصحوات
قومى بكسر القيد هيا تحركى
كفى بالاحزان ما قد فات
إستقبلى الفجر المضىء ببسمة
تعيد العبق للنسمات
العمر يمضى كقطارٍ مسرعٍ
ركابه الايام والسنوات
لنا أن نشاء باى محطةٍ
بارادةٍ إيقافه
وإن لم نجرؤ حملنا
إلى سواها وفات
بقلمى/ ود جبريل