TODAY - Wednesday, 19 October, 2011
أنقرة تتمسك باتفاق مع صدام حسين بمطاردة المتمردين داخل العراق
القصف التركي يقرّب حكومة إقليم كردستان لبغداد


غارات الطيران التركي لا تتوقف على اقليم كردستان

يرى متابعون عراقيون أن بغداد تبدي موافقة صامتة إزاء التوغل التركي الذي اختارت أنقرة بذكاء وقته حيث تشهد العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد شداً بسبب قانون النفط والغاز واتفاق أربيل وخلافات على رفع العلم الكردي في مناطق متنازع عليها بين المركز والإقليم.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

بعد ساعات قليلة على هجوم واسع افتخر به مقاتلو حزب العمال الكردستاني ضد الجيش التركي الذي كان يستعد للانقضاض على مقاتلي الحزب في المثلث العراقي الايراني التركي، وتسبب بمقتل وجرح نحو خمسين تركيا، شنت المدفعية التركية قبل أيام هجمات ضد أهداف داخل إقليم كردستان العراق مركزة على جبال قنديل ومقترباته حيث يتحصن مقاتلو حزب العمال وعلى قرى وقصبات كردية.
ولعدم وقوع خسائر واضحة في معسكرات حزب العمال الكردستاني عادت الطائرات التركية فجرا لتباغت قرى وقصبات حدودية بالقصف الكثيف الذي أشعل النيران في غابات ومراعٍ متعددة قريبة من جبال قنديل. ويأتي القصف الجوي تمهيدا لتوغل بري بدأ صباح اليوم وفق ما أوردته مصادر عسكرية تركية.وقد ذكرت وكالة السومرية نيوز المحلية صباح اليوم عن شهود عيان في محافظة دهوك الكردية أكدوا، أن الطائرات الحربية التركية قصفت مناطق تابعة لقضاء العمادية شمال المحافظة، ما أدى إلى اندلاع الحرائق في غابات ومراعي المنطقة.ويأتي القصف التركي بعد أيام على تصاعد مطالب كردية شعبية بالانفصال عن بغداد، وإعلان الدولة الكردية، لكن القصف التركي أسكتها وحثّ ساسة اقليم كردستان العراق على الاستنجاد بالحكومة المركزية من الغضب التركي.وكان وزير الخارجية التركي داوود أوغلو أعلن، في الـ26 من آب الماضي، أن تركيا ستواصل هجماتها داخل الحدود العراقية لاستهداف معاقل حزب العمال الكردستاني، فيما هدد قادة عسكريون أتراك خلال الفترة الماضية، بإرسال قوات عسكرية إلى العراق لمهاجمة قواعد حزب العمال الكردستاني المعارض.ويحتمي مقاتلو حزب العمال الكردستاني في مناطق عصية في جبال قنديل داخل الحدود العراقية في اقليم كردستان العراق، متخذين منها منطلقات لشن هجماتهم على الجيش التركي الذي تتسلح حكومته باتفاقية قديمة موقعة مع نظام صدام حسين تسمح للجيش التركي بالتوغل لأكثر من (30 ) ميلاً في عمق الأراضي العراقية لملاحقة المتمردين الأكراد حسب نص الاتفاقية والتي يصر الأتراك على نفاذها حتى الآن في حين ترى حكومة بغداد الحالية بأن الأتفاقية لاغية بانتفاء الموضوع والأشخاص.وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شدد على عدم نفاذ هذه الاتفاقية في اكثر من مناسبة أو أن يكون قد وقع مع الجانب التركي اية اتفاقية تسمح للجيش التركي بالدخول الى شمال العراق لمطاردة حزب العمال الكردستاني. واعتبر المالكي أن أي قصف أو توغل تركي او إيراني مسٌّ بالسيادة العراقية. ويكتفي العراق عادة منذ عام 2003 بالاكتفاء بايصال اعتراض خطي أو شفهي من قبل وزارة الخارجية للحكومة التركية عقب أي توغل عسكري تركي.لكن ما يثير تساؤل المتابعين صمت بغداد على القصف التركي والتوغل داخل الاراضي العراقية فقد صادق البرلمان التركي، في الخامس من تشرين الأول الحالي، على التمديد للإذن الممنوح للحكومة بشنّ غارات شمال العراق لمدة سنة على حزب العمال الكردستاني المعارض، وتزامنت مصادقة البرلمان مع تهديدات تطلقها الحكومة التركية بشن عملية برية في المنطقة.وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أقر خلال زيارته انقرة مؤخرا بأن تواجد المتمردين الأكراد في العراق حيث يستهدفون الأراضي التركية "غير مقبول" لكنه لم يقترح حلا، بينما توعدت تركيا مجددا بالتدخل عسكرياً.وتعتبر أنقرة ودول عديدة حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية. وهدد مسؤولو أنقرة مرات عدة بارسال قوات للمنطقة الجبلية العراقية التي يقصفها الطيران التركي بانتظام مستهدفا مواقع حزب العمال الكردستاني. وكانت مصادر عسكرية أبلغت وكالة لرويترز أن قوات تركية خاصة عبرت الحدود الى شمال العراق اليوم الاربعاء لمطاردة المتمردين الاكراد بعد مقتل 24 جنديا تركيا وجرح آخرين في هجمات شنها متمردو حزب العمال جنوب شرق تركيا.وأضافت المصادر أن اشتباكات متقطعة تدور بين القوات التي توغلت لما بين ثلاثة وأربعة كيلومترات في الاراضي العراقية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة الحدودية بالقرب من جوكورجا في اقليم هكاري الواقع في المثلث العراقي التركي الإيراني.ويرى متابعون عراقيون أن بغداد تبدي موافقة صامتة إزاء التوغل التركي الذي اختارت أنقرة بذكاء وقته حيث تشهد العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد شداً بسبب قانون النفط والغاز واتفاق أربيل وخلافات على رفع العلم الكردي في مناطق متنازع عليها بين المركز والاقليم. ويتوقع هؤلاء أن تكتفي الحكومة العراقية بالتنديد الرسمي بالتوغل والقصف التركي ومثلها سيفعل البرلمان العراقي بدفع من نواب أكراد منشغلين من زملائهم من كتل اخرى بمناكفات حزبية ومفاوضات اختيار وزراء أمنيين. وتعيد الهجمات التركية الساسة الاكراد للاقتراب اكثر بالمركز في بغداد وتأجيل مطالب اعلان الدولة الكردية لوقت لاحق.
يذكر ان الحزب وهو حزب سياسي كردي يساري مسلح ذو توجهات قومية كردية وماركسية -لينينية هدفه إنشاء ما يطلق عليه الحزب دولة كردستان المستقلة. ويطالب بتقرير مصير القومية الكردية في تركيا.
نشأ الحزب في السبعينيات وتحول إلى قوة مسلحة بزعامة عبد الله أوجلان المعتتقل لدى تركيا وحولت منطقة جنوب شرق تركيا المحاذية للعراق إلى ساحة حرب في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.ويعتبر الحزب في قائمة المنظمات الارهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا. لكن لديه مكاتب في بعض الدول الاوروبية ووسائل إعلام.
ايلاف