الانتحاري الكندي سلمان اشرفي الذي شارك بهجوم انتحاري مزدوج في العراق في شهر تشرين الثاني الماضي
قناة كندية تكشف عن هوية "انتحاري كندي" فجر نفسه في العراق وتحذر من تحول الغرب الى "معقل لتصدير الجهاديين"
2014/06/04 19:29
المدى برس/ بغداد
كشفت قناة كندية إخبارية، اليوم الأربعاء، عن "مقتل شخص كندي" بتفجير انتحاري مزدوج في العراق خلال شهر تشرين الثاني الماضي، وأوضحت أنه "ثاني متطرف من مدينة كالجاري الكندية" يشارك بعملية انتحارية خارج البلاد، وبينت أنه كان "يعيش حياة سعيدة يحسده الكثير عليها"، وفيما أكدت أن "عشرين شابا آخر غادروا كندا خلال سنتين" للالتحاق بصفوف المجاميع المتطرفة في سوريا، حذرت من أن الغرب بدأ يتحول الى "معقل لتصدير الجهاديين".
وقالت قناة (CBC NEWS) الكندية الإخبارية في تقرير لها، نقله موقع قناة (CBC News) الكندية، وأطلعت عليه (المدى برس)، إنه "بعد ان عرض تنظيم (داعش) شريطا فديويا، الشهر الماضي، يشيد بالانتحاري ابو عبد الله الخراساني الذي شارك بالهجوم الانتحاري المزدوج في العراق، في شهر تشرين الثاني الماضي، تبين انه الاسم الحركي للمواطن الكندي سلمان اشرفي الذي عاش في مدينة كالجاري الكندية حيث أكمل دراسته فيها وباشر بالعمل".
وأضافت القناة الكندية في تقريرها أن "قصة الاشرفي هي واحدة من بين عشرات الحالات الاخرى الذين اغلبهم غادروا البلاد ليلتحقوا بصفوف المسلحين في سوريا"، مشيرة الى أن "اشرفي كان يعيش حياة سعيدة قد يحسده الكثير عليها حيث اشتغل في عدة شركات عالمية منها شركة تالسمان للطاقة، وشركة اكسون، مع شركات ضخمة اخرى في مدينة كالجاري".
وبينت القناة أن "خبر قيام سلمان الاشرفي بقتل نفسه مع قتل آخرين في تفجير انتحاري بالعراق قد أثار دهشة واستغراب الذين كانوا يعرفونه خلال حديثهم مع المحطة ومنهم الإمام البارز في مدينة كالجاري سيد سهرواردي"، وتابعت "سهرواردي قال مندهشا بعد ان شاهد صورته (يا الهي انا اعرف هذا الشاب كنت أراه مع بقية زملائه وإخوته وهم يكبرون أمام عيني."
وقال سهرواردي، حسب القناة، "لا استطيع ان اصدق بان رجال الامن لا يعرفون من الذي يعمل على تحويل الشباب المسلمين لمتطرفين"، مؤكدا أن "الامر المروع هو أنهم يجندون المسلمين للذهاب الى القتال في سوريا ويدفعونهم للانتحار".
وأضاف سهرواردي أن "الحكومة الكندية لم تفعل شيئا إزاء ذلك"، مبينا أن "هذا الشاب قد قتل وهناك الكثير من بلدنا قد قتلوا قبله من اجل لاشيء".
وذكرت القناة الكندية أن "الإمام سهروردي كان قد تلقى تهديدات بالقتل لتحدثه عن التطرف خلال خطبه وضرورة تحصين الشباب لأنفسهم لكي لا ينجرفوا لهذه الأفكار"، موضحة أنه "يجد نفسه مضطرا للاستمرار بهذا النهج من التوجيه".
وتابعت القناة قولها أن "الجهادي الآخر الذي أنجبته مدينة كالجاري الكندية وهو المواطن الكندي داميان كليرمونت الذي اعتنق الإسلام وغير اسمه الى مصطفى الغريب"، وأوضحت أنه "ألتحق بصفوف مسلحي جبهة النصرة قبل سنتين وقتل في إحدى المعارك في سوريا".
وكشفت أنه "استنادا الى مصادر امنية فان المواطن الكندي كليرمونت، الذي عاش في مدينة كالجاري، هو من بين اكثر من عشرين شابا آخر كانوا قد غادروا البلاد خلال السنتين الماضيتين ليتوجهوا الى سوريا ويلتحقوا بصفوف المجاميع المتطرفة ويشاركوا بالجهاد هناك"، لافتة الى أن "الكثير من عناصر جيش جبهة النصرة هم من متطرفين أوربيين واستراليين وشمال امريكا كتطور يشير الى ان الغرب بدأ يتحول ليكون معقل لتصدير الجهاديين".
وبينت محطة التلفزيون الكندية أن "إدراك طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بين الشباب الخمسة، وهم اشرفي وشقيقين كنديين آخرين مع كليرمونت وزميله الاخر، قد تساعد في كشف كيفية تحولهم لاشخاص متطرفين"، مشيرة الى أنها "أبقت على سرية هوية الآخرين لحين ظهور معلومات أخرى على السطح".
وذكرت أن "هؤلاء الخمسة كانوا يتناولون العشاء في المطاعم نفسها ويؤدون الصلاة في الجامع نفسه ويعيشون في المجمع السكني نفسه في مدينة كالجاري"، مضيفة أن "جميعهم غادروا كندا في الفترة نفسها تقريبا من أواخر عام 2012".
وكان مسؤولون أميركيون كبار من أجهزة الاستخبارات كشفوا، في (31 ايار 2014)، بأن مواطنا أميركيا يعمل مع القاعدة "نفذ عملية انتحارية" في سوريا الاحد الماضي، وبينوا أنها "المرة الأولى" التي يشترك فيها مواطن أميركي في مثل هذه العمليات، وفيما عدوها بأنها من "احدث" تحديات الأحداث السورية لأوربا وأميركا، أكد خبير بمكافحة الإرهاب أن اتجاه اللعبة "سيتغير والأميركان سينفذون هجمات مسلحة" داخل أميركا أو ضد مصالحها في الخارج.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، في (15 ايار 2014)، إطلاق تسمية (داعش) كأسم رئيس بدلاً من تنظيم القاعدة في العراق، وفيما لفتت الى حظر تعامل المواطنين الامريكيين مع أية منظمة ارهابية وفق هذا التصنيف وتجميد أصولها ومصالحها التي تخضع للصلاحيات الامريكية، أكدت تصنيف جبهة النصرة على انه تنظيم ارهابي قائم بذاته.
وكان تنظيم (داعش) كشف، في 12 ايار 2014، انه لايهاجم من سماهم "الروافض" في ايران والسعودية امتثالا لاوامر تنظيم القاعدة، وحرصا على ماسماه "وحدة الصف"، وفيما اشار الى انه خالف توجيهات امير التنظيم، ايمن الظواهري، التي طالبت بعدم استهدافهم في العراق، وجه انتقادات شديدة اللهجة للقاعدة والظواهري، متهما اياه ببث "الفتنة"، وطالبه بالبيعة لأمير داعش "حفيد الحسين"، فيما اعلن "ارتداد" رئيس مصر السابق محمد مرسي، و "كفر" الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية في (2 ايار 2014) أن معدلات ضحايا "الارهاب" على المستوى العالمي ازدادت بنسبة 60% في العام الماضي، وفيما بينت أن الارتفاع يأتي بعد زيادة حجم العنف في العراق وسوريا، أكدت أن ضربات الطائرات الامريكية المسيرة جعلت قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري محدود القوى ويواجه بعدم الطاعة من قبل الاجنحة الاقليمية لتنظيمه في المنطقة.
يذكر أن سوريا تشهد حرباً أهلية طاحنة منذ آذار 2011، تسببت في سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى فضلاً عن ملايين النازحين والمهجرين داخل البلاد وخارجها.