السلام عليكم ورحمة الله
في تلك اللحظة التي كانت منهمكة في أداء الواجب الإنساني وإذا بتلك المرأة تدخل عليها ... امرأة حاملة ثقلا كبيرا ليس ثقلا ماديا بل معنويا ’ ينبئ أننا نعيش في زمن رديء يُحمل المرأة مالا تطيق وليس لها معين في مجتمع لا يرى إلا السيادة للرجل والقسوة المفرطة على المرأة ؟ ! جلست أمامها في حزن ودموعها جارية كأنها وردة نازفة .
فرفعت رأسها صاحبة القلب الكبير والتي تعيش تجارب وهموم الآخرين وبعد سماعها لشكوى تلك المرأة وهي تسرد لها الظلم في زمن الحرمان وقفت حائرة وعجز لسانها عن التعبير أو التعليق ...!انصرفت المرأة وبقيت صاحبة القلب الحنون تذرف الدموع ......سألت نفسها كيف لي أن أنام وهم ساهرون ؟؟وكيف لي أن ألتذ بطعام وهم جياع ؟؟ ليت الموت أعدمني الحياة .
صرخت في أعماقها آه من الحنايا أطلقها ومن الأعماق أرسلها على حال المرأة في زماننا إنها تعيش الضياع بكل أشكاله .....ضياع فكري – ضياع أخلاقي – ضياع معنوي –وضياع .. وضياع ... وضياع .. لماذا .. ؟
أليست هي بشر ؟؟
ومن حقها أن تعيش كباقي البشر أم أننا ما زلنا نعيش الجاهلية الأولى التي تأد البنت من قبل أن ترى النور ؟؟؟
نعم إنه قتل لكن من نوع آخر تعددت الأسباب والموت واحد .....عادت إلى البيت وهي تحمل في نفسها اللوعة والألم .....أخذت تناجي النجوم وتتحدث مع القمر لعلهم يشعرون بما تعيش به من أسى .... بقيت تنتظر وكأن الوقت أصبح وحش مفترس تحاربه لتمضي لتلك المرأة لتشاطرها معاناتها وحقيقة هي تلك الوقفة التي خطتها إلى دارها لقد وقف بصرها عجز لسانها ثقلت خطواتها أرادت من يوقظ فكرها التائه أو أحد يُكذب ما تراه وقفت شاردة تسأل هل يعرف الرجل معنى المرأة أو لا يوجد من يستنكر هذا المنظر ؟؟بدت كأنها تبحث عن شيء ضائع في ركام القسوة والظلم فلم تجد إلا عيونا دامعة وقلوب منكسرة الحزن يضج من زوايا ذاك المنزل كادت أن تفقد وعيها من فرط ما رأت فخاطبت وعيها أن أمنحني قوة قليلة لأوصل صوت هذه المرأة إلى عالم أغمض عينيه عن هؤلاء وأصبح الكل يعيش في زمن الأنا !!
ثم التفت إلى شقوق أرض المنزل والتي تنبئ أن قلب المرأة محفور بمخالب قاسية كما هذه التشققات في هذه الأرض الصلبة ولما أرادت الانصراف لمحت طفله كانت تراقبها ببراءة الأطفال فوقفت أمامها ورسمت قبله على جبينها , ابتسمت الطفلة حين أمسكت بيدها لأنها شعرت بحب صادق يتدفق بين أناملها الصغيرة فخاطبتها أن الحب الصادق يا صغيرتي لا يعرف غرباء أو أقرباء وإنما هو قوة كامنة داخل القلوب الصادقة.. فقط هي مأساة أتطلعها حينما تكبرين إلى أين المصير ؟؟
وحينما أدارت ظهرها لترحل حاملة داخل روحها الجريحة مأساة جديدة ومعاناة أناس حرموا البسمة وظللت عليهم سحب الشقاء ...وإذا بالطفلة تناديها وما أن أدارت بصرها لها إذا بعينيها البريئتين يخاطبنها (خالة إني أحبك ) رحلت وهي تتمنى لو كانت شمسا ترسل الدفء لتلك القلوب الجريحة ...أو قطرة ندى تروي عطش السنين كأني أتصورها وهي تخرج من ذاك البيت جبل شامخ أصم لو استطعت أن تخترق هذا الجبل حتى الأعماق لوجدته حمما من الأيمان والصبر ولسمعته صوتا داخليا يتحدث ويبكي بخشوع فهل هذا الجبل يستمر في الصمود .؟
أم أنه سيثور يوما كما البركان ويقول كفى .. كفى
فما بقي لي من صبر على البقاء ..
مما قرأت وراق لي ..