تحالف الأقوياء "ولادة ميتة"…انقسامات وإنشقاقات تطيح بآمال الداعين لتشكيله.. فهل أصبح في خبر "كان أم نتمنى"؟

ينظر مراقبون ومحللون في الشأن السياسي لخارطة ما أسماه البعض بـ (تحالف الاقوياء) والذي يزعم البعض ان تشكيله بعد المصادقة على نتائج الانتخابات حسبما اشيع من قبل الساعين لتشكيل هذا الاتحالف، بإن هذه الدعوة ولدت ميته وعرضه للتفكك والتصدع في اي وقت بسبب ما اسموه سعي الكتل المؤتلفة لتحقيق مكاسب شخصية.
ويرى محللون إن الانقسامات والانشقاقات بدأت تطفو على خارطة تحالف الاقوياء قبيل اعلان تشكيله وانطلاقه للعمل السياسي، الامر الذي عده المحللون بالولادة الميته، والانهيار المبكر لاستحالة جمع الفرقاء فيه رغم توحد رؤيتهم بشأن رفض الولاية الثالثة.
مؤكدين إن توحدهم حول رفض الولاية الثالثة لا تتيح لهم الاستمرار في تحالفهم كون رؤيتهم الاستراتيجية تكتفها الضبابية والتشكيك بنوايا البعض بشأن الاستئثار بالقرارات السياسية لزعامة التحالف التي ربما تنسحب تجاه أجندة اقليمية معادية للمشروع السياسي العراقي والعملية السياسية.
ويشير المحللون إلى إن بعض زعامات هذه الكتل لا تحضى بمقبولية لدى الشارع العراقي الذي قال كلمته في الانتخابات الاخيرة . واعترف عضو كتلة الاحرار رافع عبد الجبار بالانقسامات الحاصلة داخل الكتل السياسية الكبيرة حسب وصفه، لكنه قلل من أهميتها كونه جزء من هذه المنضومة التي تدافع عن هذا التحالف، قائلا: أن الانقسامات التي حدثت داخل الكتل الكبرى لا يعول عليها وان الخارجين عن الكتل لا يؤثرون على طبيعة المفاوضات، مشيرا الى أن بناء الدولة القوية لا يعتمد على انشقاق ثلاثة أشخاص من كتلة كبيرة ومؤثرة في الوضع السياسي العراقي.
واعلن أمين عام ائتلاف أبناء العراق الغيارى عباس المحمداوي انضمام نائبين انشقوا من ائتلاف متحدون و الوطنية وانضمامهما إلى ائتلافه. وعلق محللون :إن تحالف الاقوياء لم يستند في تشكيله على رؤية واقعية مبينة على مصالح البلاد العليا بل هدفها رفض الولاية الثالثة وحكومة الاغلبية السياسية التي تقف بالضد من مصالحهم الشخصية وتطلعاتهم الفردية للحصول على مناصب عليا في الدولة .
واضاف من الطبيعي أن نشهد ونسمع انشقاقات يومية لاعضاء هذا التحالف نتيجة سعي قادة الكتل في هذا التحالف للحصول على الزعامة ، مضيفا ربما إن بعض الاعضاء لم يؤمن بجدوى وجود مثل هكذا تحالف بسبب تهميشه للكتل الصغيرة واقصاءه مكونات معينة لها تاثيرها داخل الشارع العراقي وبالتالي إن هذا التحالف لن يستمر طويلا ولن يصمد أمام رغبة الشارع العراقي بشكيل حكومة اغلبية سياسية .
لافتا إلى إن تحالف الاقوياء ربما سيختصر على متحدون للاصلاح والتيار الصدري لكونهم الكتل الاكثر تشددا في مواقفها تجاه حكومة الاغلبية والولاية الثالثة، خاصة بعد اعلان كتل سياسية موقفها من هذا التحالف وانسحابها منه.
ويدافع ائتلاف متحدون وكتلة الأحرار، عن التحالف محاولين التقليل من أهمية الانقسامات داخل الكتل السياسية الكبرى، وأوضحا أنها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولن تؤثر على طبيعة المفاوضات، ووصفا ذلك بأنه أحاديث إعلام فقط، لكن الواقع يكذب هذا الدفاع ويكشف عن عمق الخلاف بين هذه الكتل التي تحاول تشكيل تحالف الاقوياء .

المصدر من هنـــــــــــــــــا