بين الشيخ والقيصر03/06/2014 07:36
كاظم الطائي
مرت قبل ايام الذكرى الخامسة لرحيل شيخ المدربين عموبابا بصمت وسط انشغال اهل الكرة بانتخابات الهيئة الادارية الجديدة وغياب للتنسيق بين مؤسساتنا الرياضية لاحياء مناسبات كهذه تقدم رواد الرياضة بصورة ابلغ والاحتفاء برموز رياضتنا والتذكير بانجازاتهم وببصماتهم في سني حياتهم.
مدرسة كروية حملت اسم المدرب الراحل وضريح جاور ملعبه الاثير الشعب وقاعة العاصمة الرياضية ونصب اسود الرافدين الفائزين بكأس الامم الاسيوية في العام 2007 هي واحدة من يد الرعاية والاهتمام من قبل وزارة الشباب والرياضة بعطاء الراحل ودوره في مسار رياضتنا فيما ترنو مواهب مماثلة الى خطوات تعزز هذا الجانب وترفع عن كاهل نجوم الامس بعض متاعب اليوم .
قبل ايام ايضا نقلت لنا اخبار الغربة تعرض اللاعب الدولي السابق والمدرب القدير دكلص عزيز الى متاعب صحية نقل على اثرها الى احد المستشفيات في مقر اقامته في هولندا وخضع لمراقبة دقيقة واجراءات تسعف حالته .
قيصر الكرة العراقية وربان سفينتها في سبعينيات القرن الماضي يتمتع بسجل ناصع في مسيرته الكروية لاعبا حينما مثل المنتخبين الوطني والعسكري للفوز ببطولات عديدة بينها كأس العالم العسكرية وتسجيله اهدافا خالدة ابرزها في المرمى الفرنسي في الثانية الاخيرة من المباراة محققا التعادل بكرة صاروخية ومن ثم الفوز برباعية .
في العام 1980 كلفت باجراء لقاء لصحيفة الاعلام الصادرة عن قسم الاعلام بكلية الاداب بجامعة بغداد ورأس تحريرها الدكتور الراحل سنان سعيد مع المدرب دكلص عزيز الذي كان يقود فريق الشرطة انذاك بوجود نخبة من ابرز نجوم القيثارة في تاريخها مثل رعد حمودي ورياض نوري وعصام خليل وصباح حاتم ورزاق حاتم وحسين لعيبي وقاسم حديد ومجموعة مبدعة اخرى .
مدرب الشرطة (ابو استيلا) طلب مني مشاهدة تدريبات الفريق التي كان يجريها في ملعب الادارة المحلية (الكرخ حاليا) قبل اجراء الحوار وتحدث بصراحة وبأدب جم عن حال فريقه ورغبته بخطف لقب دوري الكرة وتقديم مواهب للمستقبل وتحققت على ارض الواقع رؤاه وتصوراته وكسبنا مدربا جديرا بالتقدير لكنه اغلق الباب على تجربته بعد سنوات وغادر العراق نحو بلاد الغربة وعمل بالتدريب وأسس مدرسة كروية لابناء الجالية العراقية بالتعاون مع لاعبين عراقيين وانتهى به الحال في ادارة مطاعم في هولندا .دكلص عزيز واسماء من هذا الطراز ممن خدموا اللعبة وطرزوا راياتها بأجزل العطاء يرنون للمسة تعيد لهم جانبا من رحلة مضنية في دروب الرياضة وبعضهم يتمسك بقول الشاعر(الا ليت الشباب يعود يوما واخبره بما فعل المشيب) ولنكرمهم في حياتهم قبل فوات الاوان .
عذرا عموبابا ونحن نتذكرك بعد ايام من ذكرى الرحيل وكنا في العام الماضي امام ضريحك نوقد شمعة استمدت ضوءها من قامة شموخك واصرارك العجيب على الابداع.