2014/06/02 20:27
الغد برس/ متابعة: تسود حالة ذهول واستنكار في اقليم كردستان العراق لقتل زوج عمره 45 عامًا زوجته القاصر وعمرها 15 عامًا والتمثيل بجثتها ثم الفرار إلى جهة مجهولة وسط دعوات أممية وحقوقية لحماية نساء الاقليم من تصاعد العنف ضدهن في حين تم اعتقال رجل الدين الذي عقد قرانهما.
لندن: أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف ذهوله لقتل زوج كردي عروسه القاصر في أقليم كردستان العراق مشددا على انه كان أمرا مروعا له. ودعا ملادينوف حكومة اقليم كردستان إلى حماية النساء والفتيات من جميع اشكال العنف ضدهن اثر قتل زوج عمره 45 عاما عروسه القاصر وتدعى دنيا حسن وعمرها 15 عاما بوحشية الاسبوع الماضي في ناحية كلكجي التابعة لمحافظة دهوك في أقليم كردستان العراق الشمالي.
وقال الممثل الاممي في بيان صحافي اليوم حصلت "إيلاف" على نصه انه اصيب بالذهول "جراء مقتل العروس المراهقة على يد زوجها الاسبوع الماضي في احدى قرى اقليم كردستان". وطالب بالتزام حكومة أقليم كردستان حماية النساء والفتيات من جميع أشكال العنف ضدهنّ ومقاضاة الجناة إلى أقصى حد يسمح به القانون. ودعا ملادينوف الجميع إلى " الوقوف بحزم ضد مثل هذه الأعمال الوحشية التي لا يمكن تبريرها في أي تقاليد ثقافية أو دينية".
والد دنيا يحتضن جثمانها
وأشارت تقارير إلى أنّ للقاتل 6 اطفال من زوجته الاولى والتي تعيش معه في المنزل نفسه.. فيما أوضحت والدة الضحية في تصريح صحافي ان مشاكل اجتماعية كانت تعصف بحياة ابنتها وان الاخيرة كانت قد طلبت الطلاق لكن زوجها رفض ذلك بشدة.
وأوضحت ان ابنتها اتصلت بهم قبل مقتلها بساعات طالبة الحديث مع والدها لكن الاتصال انقطع وبعد ساعات وردهم خبر مقتلها.
اعتقال رجل دين عقد القران
وأعلنت سلطات اقليم كردستان اعتقال رجل الدين الذي عقد قران زواج دنيا مع احد الشهود من قبل مركز شرطة دوميز فيما سلم والد القاتل مع ابنائه الاربعة انفسهم للشرطة المحلية على خلفية الجريمة.
ونظم الناشطون والمنظمات النسائية مسيرات احتجاجية للمطالبة باعتقال القاتل الذي ما زال هاربًا من وجه العدالة فيما طالب اتحاد علماء الدين الاسلامي في كردستان العراق الاثنين باجراء تحقيق جدي في قضية مقتل القاصر على يد زوجها معتبرا ذلك بعيدًا عن جميع الاعراف والتقاليد الاسلامية.
ودان الاتحاد في بيان صحافي "مقتل هذه المرأة وبالاخص بهذا الاسلوب الوحشي وغير الانساني البعيد عن كل الاعراف السماوية والدنيوية. وطالب بالتحقيق في عقد قران فتاة قاصر في 15 من العمر وبشخص اكبر منها بعشرات السنين.
وتساءل قائلا "اي شخص واي رجل دين قام بهذه الفعلة وعقد القران؟". وشدد على ضرورة معاقبة المحكمة او رجل الدين الذي قام بهذا العمل ليكون عبرة للآخرين ولكي لا يتجرأ احد مرة اخرى على اتخاذ هذه الخطوة.
تظاهرات إدانة للجريمة ودعوات لحماية النساء من العنف
وتظاهر عشرات المواطنين وناشطون في حقوق الانسان والمرأة في مدينة السليمانية ( 330 كلم شمال بغداد) ضد مقتل الفتاة القاصر مطالبين بمعاقبة القاتل. وشدد المتظاهرون على ضرورة ردع الاعتداءات على النساء في الاقليم "لانه اصبح ظاهرة لا يمكن السكوت عنها".
وحمّلوا المنظمات النسوية كافة في الاقليم مسوؤلية تردي اوضاع وحقوق المرأة وقالوا ان هذه المنظمات منشغلة في صراعاتها الحزبية والمادية وتركت قضيتها الاساسية وهي الدفاع عن حقوق المراة جانبا.
وكانت لجنة تضم ستة من نواب برلمان الاقليم زارت محافظة دهوك مؤخرا لمتابعة قضية مقتل الفتاة القاصر دنيا وقالت فيان عباس عضو اللجنة "اطلعنا على حيثيات هذه القضية التي اتخذت بعدا جماهيريا وتضم لجنتنا اعضاء من ست لجان برلمانية وهي لجنة الثقافة ولجنة المراة ولجنة الاوقاف ولجنة الداخلية ولجنة حقوق الانسان إضافة إلى مندوب من مديرية شرطة دهوك".
وأوضحت ان الهدف من الزيارة هو "الوقوف على تفاصيل هذه القضية والالتقاء باطرافها من اهل الفتاة واهل الجاني كما التقينا بمحافظ دهوك ومدير شرطة دهوك ومديرية مكافحة العنف ضد المرأة في دهوك بغية الخروج بنتائج سنقوم بصياغتها على شكل تقرير سنقدمه للبرلمان الذي سيخصص جلسة لمناقشة هذا الامر للخروج بقرارات من شأنها الحد من ارتكاب مثل هذه الجرائم".
يذكر أن قضية الفتاة القاصر دنيا حسن قد اتخذت بعدا واسعا واصبحت قضية رأي عام الامر الذي جعل البرلمان الكردستاني يتدخل بإرسال هذه اللجنة لتهيئة تقرير عن ملابسات القضية لمناقشتها في جلسة خاصة يعقدها البرلمان بهذا الخصوص.
ومن جهتها عقدت اكثر من 25 منظمة نسوية ومجتمعًا مدنيًا مؤتمرا خاصاً بإدانة قتل الفتاة القاصر دنيا حيث تمت مناقشة اربعة محاور تتعلق بوقف العنف ضد نساء الاقليم.
وعادة ما تنتقد المنظمات الدولية حكومة إقليم كردستان على ملفها في مجال حرية المرأة والعنف الممارس ضدها على الرغم من وجود قانون مناهضة العنف ضد النساء الصادر من برلمان الإقليم والذي يحرّم 13 حالة من حالات الاعتداء واستغلال النساء والفتيات ومنها تحريم تزويج القاصرات ووضع عقوبات رادعة للعنف الأسري الممارس ضد النساء والاطفال والفتيات.