الموارد: إطلاقات مياه الفرات طبيعية وتسير بانسيابية02/06/2014 06:24
استبعدت وزارة الموارد المائية صحة الانباء التي تداولتها بعض وكالات الانباء بشأن قطع مياه الفرات من قبل الحكومة التركية، مؤكدة ان اطلاقات المياه طبيعية وتسير بانسيابية.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه ائتلاف دولة القانون الحكومة التركية من عواقب وخيمة في حال استمرت بـ”قطع المياه”.
لا تأكيد رسميا
المستشار الفني للوزارة عون ذياب عد في تصريح لمندوب”الصباح” احمد عبد ربه، الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام عن قطع مياه نهر الفرات من قبل الحكومة التركية عن سوريا والعراق “غير مؤكدة”، كونها لم تصدر من جهة رسمية في الحكومة التركية، مشيرا الى انها تهدف الى احداث بلبلة.
واستبعد ذياب قيام تركيا بقطع المياه بهذه الطريقة، كونها احتضنت مؤخرا منتدى اسطنبول الثالث للمياه، الذي اختتمت اعماله قبل يومين بحضور شخصيات عالمية على مستوى رفيع ومختصين في شؤون المياه من الحكومة العراقية، مبينا ان المنتدى اوصى بضرورة ايجاد التعاون المشترك بين الدول المتشاطئة من خلال رسم قواعد معينة للعلاقات.
واكد ان احتضان تركيا لهكذا مؤتمر يتناقض مع انباء قطع المياه عن سوريا العراق.
وبشأن انخفاض مناسيب مياه نهر الفرات، استبعد ذياب ذلك، مبينا انه في حال انقطعت المياه عن العراق فتأثيراتها في النهر تظهر بعد 20 يوما من تاريخ القطع من جانبه، اوضح مدير مركز ادارة المياه في الوزارة على هاشم كاطع ان اطلاقات مياه نهر الفرات طبيعية حاليا وتسير بانسيابية عالية.
ونفى كاطع في تصريح خاص لـ”الصباح” وجود اي انخفاض ملحوظ لها.
شكوى دولية
بدوره، هدد النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد السلام المالكي تركيا باستبعاد شركاتها من العمل بالعراق او تقديم شكوى لدى المحكمة الدولية في حال استمرارها بقطع مياه نهر الفرات.
وقال النائب المالكي في بيان تلقت “الصباح” نسخة منه: ان “قيام تركيا بقطع مياه نهر الفرات عن العراق وسوريا هو جريمة ضد الانسانية يحاسب عليها القانون الدولي”، مبينا ان “ذلك يعتبر نقطة سوداء ستعمل على تأزيم العلاقة بين البلدين في وقت نسعى فيه الى بناء علاقات متينة مع جميع الاطراف بالمنطقة”.
وهدد “تركيا باتخاذ كافة الاجراءات التي من شانها حماية حقوقنا سواء من خلال المقاطعة الاقتصادية او استبعاد شركاتها من العمل بالعراق او الذهاب ابعد من ذلك في تقديم شكوى لدى المحكمة الدولية ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل وحسم قضية المياه”، داعيا اياها الى “احترام الاتفاقات الثنائية وحسن الجوار بين البلدين”.واضاف النائب المالكي ان “تركيا ضربت عرض الحائط جميع الاتفاقات الدولية التي تنظم العلاقة بين البلدان المتشاطئة”، محذرا اياها “من عواقب وخيمة ستكون ذات مردودات سلبية عليها في حال استمرارها في نهجها العدائي تجاه الشعب العراقي”.واكد ان “عدم اتخاذنا اجراءات بالضد من تلك السياسات، لايمثل ضعفا منا بقدر ما يمثل تنفيذا حقيقيا لسياسة العراق الجديد المبنية على احترام جيرانه وبناء علاقات متوازنة مع الجميع على اساس المصالح المتبادلة وحسن الجوار”.
رد قوي
اما النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي فقد استنكر تصريحات الجانب التركي بشأن قطع مياه الفرات.
وقال الطرفي في تصريح لمندوبة”الصباح” شيماء رشيد: ان “قضية المياه مسألة دولية وهنالك اتفاقيات بين الدول المتشاطئة بالمياه، وان صدرت هذه التصريحات من جهة مهمة عندها على المؤسسات المعنية بالموضوع التحرك والرد بالقوة”.
ونوه بان تركيا دولة جارة وبين البلدين مصالح وليس من الممكن ان يكون هنالك موقف دون معرفة الاسباب لتقطع المياه وتهدد مصالحها بالعراق، مبيناً ان الشعب العراقي سيقف مع الحكومة بهذا الجانب.
حملة توعية
في تلك الاثناء، اطلقت أمانة بغداد امس الاحد، حملة توعية تحت عنوان “ترشيد” للحد من هدر الماء الصافي وتقنين استعماله والمحافظة على هذه الثروة الوطنية.
مديرية العلاقات والإعلام في الامانة ذكرت في بيان تلقت “الصباح”، نسخة منه، ان “الحملة تهدف الى اشاعة ثقافة المحافظة على الماء من الهدر بوصفه ثروة وطنية لا تقدر بثمن وتقنين استعماله وفقاً للحاجة الفعلية والحد من ظاهرة الإسراف غير المسوغ “.
واضافت ان “الحملة سيشارك فيها جميع فئات المجتمع وعدد من المؤسسات والهيئات الخدمية والصناعية والرياضية والدينية ومنظمات المجتمع المدني الى جانب وسائل الاعلام التي ستقع على عاتقها مهمة اعداد مجموعة من البرامج والانشطة والفعاليات لترسيخ مفاهيم الوعي بأهمية الحفاظ وترشيد استعمال الماء الصالح للشرب.
تلوث المياه
الى ذلك، قال مدير مركز الموارد المائية في وزارة الموارد علي هاشم لـ”الصباح” ان معظم مياه الانهر في البلاد تعاني من التلوث نتيجة رمي المخلفات دون معالجتها وبالخصوص مخلفات الصرف الصحي وذلك لعدم وجود مجار ومنظومات صرف صحي منظمة تنقل المخلفات بعد معالجتها الى مناطق بعيدة عن النهر، ما يسبب امراضا كثيرة تظهر دائما في فصل الصيف لزيادة الطلب على المياه.
واضاف ان الوزارة تعمل بالتعاون مع وزارة البيئة للحد من حجم التلوث الكبير الموجود في الانهار من خلال اطلاق حملات التوعية وتعيين مناطق بؤر التلوث والتأشير على مصادره والجهات المسببة من اجل اتخاذ الاجراءات الازمة بشأنها.
من جهته، قال مدير صحة الكرخ الدكتور حسن هادي باقر لـ”الصباح” ان الدائرة لم ترصد وجود زيادة عالية في تسجيل الامراض الانتقالية التي تنتشر خلال فصل الصيف لاسيما التايفوئيد.
تعبئة المياه
وفي الشأن نفسه، اوضح معاون مدير دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور محمد جبر حويل ان لجانا فنية متخصصة من الدائرة تتابع وتراقب معامل تعبئة المياه في بغداد والمحافظات بغية ضمان مطابقتها للمواصفات الصحية المعتمدة، لافتا الى هذا الاجراء يأتي ضمن خطة الوزارة الاحترازية والوقائية من امراض الصيف ابرزها الكوليرا والتيفوئيد والاسهال.
واضاف في تصريح لمندوب”الصباح” علي موفق، ان هناك متابعة لتعزيز خطة السيطرة على الامراض التي تنتقل عن طريق الماء والغذاء الملوث من خلال وجود شراكة مع جميع الوزارات ذات الصلة، خصوصا البلديات وامانة بغداد والبيئة والموارد المائية لغرض تأمين حصول المواطنين على الماء الصالح للاستهلاك البشري.
اما مدير دائرة ماء بغداد المهندس عمار موسى كاظم فقد اكد لـ”الصباح” ان نسبة وجود التلوث في المياه طفيفة جدا وضمن الحدود الطبيعية، حيث تتم معالجة واعادة تصفية وتعقيم المياه المنتجة قبل ضخها الى المواطنين.
ماء الرصافة
وبشأن شح الماء الموجود في بعض المناطق، بين كاظم ان استخدام اغلب المواطنين لـ(مضخات المياه) ادى الى تفاوت نسب التجهيز واختلافها من منطقة لاخرى، علاوة على الدور السكنية التي شيدت دون موافقات رسمية وتحويل الاراضي الزراعية الى سكنية، مبينا ان العام الجاري سيشهد القضاء على شح الماء الصافي في مناطق العاصمة بعد تدشين المرحلة الاولى من مشروع ماء الرصافة العملاق بطاقة 910 آلاف متر مكعب يوميا.
واكد لمندوب”الصباح”حيدر مازن، ان المشاريع التسعة المنتجة للمياه في بغداد تحوي مختبرات لاجراء الفحوصات المطلوبة للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري من خلال اخذ نماذج باوقات متفاوتة ومن مختلف مناطق التجهيز.
رد مع اقتباس