وزيرة الخارجية الأميركية تصل طرابلس في زيارة غير معلنة لتوثيق العلاقات مع حكام ليبيا الجدد.
طرابلس - من اندرو كوين
كينتون تريد 'الاطمئنان' على مستقبل ليبيا الجديدة
وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى ليبيا الثلاثاء في زيارة لم يعلن عنها من قبل لترسيخ العلاقات مع السلطات الليبية الجديدة وعرض المساعدات عليها وتشجيعها على الوفاء بوعد اجراء انتخابات سريعا.
ووصلت كلينتون الى طرابلس على متن طائرة عسكرية أميركية في مستهل زيارة ليوم واحد من المقرر أن تجتمع خلالها مع زعماء من مايسمى المجلس الوطني الانتقالي ونشطاء في المجتمع المدني الليبي وعاملين بالسفارة الأميركية في طرابلس التي أعيد فتحها مؤخرا.
كما ستعلن عن مجموعة من البرامج الجديدة التي تهدف الى توثيق العلاقات الأميركية الليبية بما في ذلك المساعدة في علاج الجرحى من المقاتلين في الصراع الذي شهدته ليبيا واستئناف برنامج التبادل الطلابي وتقديم المزيد من المساعدة في جهود ليبيا لاقتفاء أثر الاسلحة الخطيرة التي تعود لعهد القذافي وتدميرها.
وكلينتون هي ارفع مسؤول أميركي يزور طرابلس منذ سيطرة مليشيات التمرد التي كانت تحارب حكم القذافي على العاصمة في أغسطس/اب بمساعدة طائرات حلف شمال الاطلسي.
وقال مسوؤلون أميركيون ان زيارتها تبرز أمل واشنطن في العمل مع الزعماء الليبيين الجدد في الوقت الذي يقودون فيه البلاد نحو الانتخابات ويبدأون في اصلاحات اقتصادية.
وشاركت الولايات المتحدة في حملة القصف التي شنها حلف شمال الاطلسي وساعدت على تولي مايسمى المجلس الوطني الانتقالي شؤون البلاد وان كان دورها دورا داعما للدور الفرنسي والبريطاني. وزار زعماء من فرنسا وبريطانيا طرابلس في الشهر الماضي.
واكتنفت زيارة كلينتون اجراءات امنية مشددة. وقال مسؤولون أميركيون انها ستبحث خطط ليبيا للانتقال السياسي مع مصطفى عبد الجليل رئيس مايسمى المجلس الوطني الانتقالي ومحمود جبريل الذي يتولى مسؤوليات رئاسة الوزراء وعلي الترهوني الذي يتولى شؤون المالية والنفط معا.
وما زالت المليشيات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تحارب من تبقى من القوات الحكومية الليبية الموالية للقذافي في مسقط رأسه سرت وجيوب مقاومة أخرى في الوقت الذي يسعى فيه المجلس الى ادراج العديد من الجماعات المسلحة التي ظهرت خلال الصراع تحت قيادة مركزية.
وصرح مسؤول أميركي كبير مرافق لكلينتون للصحفيين بأن وزيرة الخارجية ستبحث الاوضاع الامنية وستؤكد في الوقت ذاته على أهمية التزام المجلس الوطني الانتقالي بخطته التي تهدف الى اجراء انتخابات بعد ثمانية أشهر بمجرد خضوع كل اجزاء البلاد لسيطرته.
وقال المسؤول "المهم هو التمكن من اظهار أن هناك زخما للشعب الليبي. نحن ندفع (المجلس الوطني الانتقالي) حتى يكون قادرا على ان يظهر للشعب الليبي جديته في التزاماته تجاه الانتقال وجديته في التزامه تجاه سيادة القانون وجديته تجاه الوصول الى تلك الانتخابات".
وساهمت الولايات المتحدة بنحو 140 مليون دولار من المساعدات لليبيا منذ مستهل الانتفاضة. ومن المتوقع أن تكشف كلينتون عن تمويل عدد من المبادرات.
وستزيد المساهمة الأميركية في جهود ليبيا لاقتفاء الاسلحة الخطيرة وتدميرها وهي عملية تفتيت للقوات المسلحة الليبية وكما فعلت قوات الاحتلال بالعراق وجيشه وبمساعدة عملاءها ممن تنصبهم امريكا بقوتها على هرم السلطة ويصل الدعم الى نحو 40 مليون دولار ومن هذه الاسلحة الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف والتي يخشى مسؤولون غربيون أن تسقط في أيدي متشددين.
وكان يعتقد أن ليبيا لديها نحو 20 ألفا من تلك الصواريخ عندما بدأت الحرب على القذافي في فبراير/شباط. ورغم تدمير أعداد كبيرة منها خلال الغارات الجوية التي شنها حلف الاطلسي يعتقد خبراء أن مصير الكثير منها ما زال مجهولا وتقول دول حلف الاطلسي ان هناك حاجة عاجلة لاقتفاء أثرها.
وستعلن كلينتون عن برامج أميركية جديدة لمساعدة عملاءها في مايسمى المجلس الوطني الانتقالي في رعاية المقاتلين الذين أصيبوا خلال الحرب بما في ذلك التعاون مع القطاع الخاص لاعادة تزويد مستشفيات ليبيا ومراكزها الطبية بالمعدات ووضع نظام لاقتفاء المرضى وربما نقل بعض الذين لحقت بهم اصابات خطيرة الى الولايات المتحدة للعلاج.
وقدرت الامم المتحدة أن نحو 15 ألف مقاتل أصيبوا في حرب ليبيا منهم نحو 1500 بترت أطرافهم. ويقول مسؤولون أميركيون ان مساعدة المجلس الوطني الانتقالي في رعاية هؤلاء الجرحى من الممكن ان تزيد التأييد السياسي للمجلس الوطني.
وقال المسؤول الأميركي الكبير "لهذا الامر جوانب انسانية لكن له تداعيات سياسية أيضا.. وهي أن الناس الذين حاربوا من اجل مستقبل ليبيا وحاربوا من اجل ليبيا الجديدة يمكن أن ترعاهم المؤسسات الليبية الحاكمة".