بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا اليوم ( 2 شعبان المعظم ) سنة ( 2 هـ ) ، نزل فرض صيام شهر رمضان وآية فرض الصيام قول تعالى : ( يا أيَهَا اَّلذيِنَ آمَنُوا كُتبَ عَلَيْكُمَ الصِّيامُ كَما كُتَبِ عَلَى اَّلذيِنَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمُ تَتَّقُونَ ) .
وهذه الآية تدل على أن الصوم كان مفروضاً على من كان قبلنا ، وهذا أمر مفروع منه ، وإنما الكلام في وقت وكيفية صيامهم .
قال الطبرسي : قوله تعالى : ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم ) قيل : فيه ثلاثة أقوال ، أحسنها :
إنه كُتب عليكم صيام أيام ، كما كتب عليكم صيام أيام . وهو اختيار الجبائي وغيره ، فيكون الصيام رفعاً ، لأنه ما لم يسمّ فاعله ، ويكون موضع كما ( كَما ) نصب على المصدر . والمعنى : فرض عليكم فرصاً كالذي فُرض على الذين من قبلكم .
ويحتمل أن يكون نصباً على الحال من الصيام . وتقديره كتب عليكم مفروضاً . أي في هذه الحال .
والثاني : ما قاله الشعبي والحسن : إنه فرض علينا شهر رمضان كما فرض شهر رمضان على النصارى . إنما زادوا فيه . وحولوه إلى زمان الربيع .
والثالث : ما قاله الربيع والسدي : إنه كان الصوم من العتمة إلى العتمة ، لا يحل بعد اليوم مأكل ولا مشرب ولا منكح ، ثم نسخ .
والأول هو المعتمد .