النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

سواجي العطش والهم الذي لا ينتهي

الزوار من محركات البحث: 492 المشاهدات : 1879 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 213 المواضيع: 182
    التقييم: 7
    آخر نشاط: 15/June/2013

    سواجي العطش والهم الذي لا ينتهي

    الكتابة كما هو معروف.. فعالية خلّاقة يقوم بها كاتب، تعطي نتاجا فكريا نسميه في مجال حديثا إبداعا، إما القراءة ففعالية موكولة للقارئ مبنية على الأولى.. تتخذ من نتاجها موضوعا لها مع إمكانية تحولها بدورها لكتابة ثانية عن النص المقروء، هذا ما كتبه أحد النقاد العرب في معرض تعريفه للقراءة والكتابة. فالفن في الكتابة لايؤدي رسالته إلا إذا كان الفنان مخلصا لفنه.. لايهمه إلا تأدية رسالته الفنية.. رضي من رضي أو سخط من سخط.. فالفن قبل كل شيء وبعد كل شيء رسالة أهم عناصرها تفهيم الناس.. كيف يتذوقون الجمال..؟ وتعريفهم.. وكيف يحصلون على ما لهم من حقوق؟ وكيف يؤدون ما عليهم من واجبات؟
    ولان الأدب الشعبي انعكاس للحياة وهو انعكاس خاص يمر ويتسلل بخيال الأديب الذي يهتم بالمجتمع وبالناس.. ومن هذا المنطلق فان فرادة ديوان (سواجي العطش) لاتتاسى بادعاء إمكان الوجود من العدم ولا ترمي بمراسي السكون المعنوي في فضاء المطلق بقدر ما تنادي وقائع الماضي والحاضر لتلقي مسؤولية التبصر والتأويل على المتلقي دون أن تنتقص وعيه".
    كثيرون من الشعراء يمرون بالأرض سراعا ولكنهم يتركون فيها آثارا باقية طيلة البقاء باختلاف الظروف وتباعد العهد وتتابع الأيام... فالشاعر (عبد السادة العلي) صنع ركيزة أساسية ومهمة حينما وهب كلمته ونفسه لحركة الثقافة الشعبية، فقد استطاع أن يسير على موجة التوحد مع الشعب في وقت من الصعب فيه أن يقال فلان شاعر تقدمي.
    قوة وجرأة
    إن موطن قوة الشاعر عبد السادة كما يتضح من قصائد ديوانه (سواجي العطش) هو جرأته في استخدام المجاز الذي لعب دورا كبيرا في تحقيق أغراضه الشعرية ورغم أن استعاراته كانت تبدو في بعض الأحيان مستعملة الا انه لم يكن يعمد إلى التصنع في بحثه عنها على ما يبدو، بدلا من ذلك فإنها تبدو وكأنها قد فرضت بالضغط على حساسية حادة قوية مشربة بوعي معاصر لنقل عواطفه المعتمدة بدقة وقوة .
    وهناك قلة من الشعراء الشعبيين أقدمت على نشر نتاجها وليس في هذا الإنتاج ما يستحق أن نذكره . لقد ضاقت دنيا الشعر ذاتها بعد أن طغت عليها بعض الفنون الأخرى التي أخذت تحتل مرة أخرى مناطق كانت أصلا للشعر وهو أول الفنون أضف إلى ذلك أن جمهور الشعر الشعبي قد انعكس ... أما اليوم وعلى يد شعراء أعادوا للشعر الشعبي هيبته ومكانته فأصبح يحظى باهتمام كبير ويحضره جمهور واع ومثقف وناقد ومتابع.. يعرف كل صغيرة وكبيرة عن شاعره المعجب به... وعبد السادة العلي.. وذلك النجم الجنوبي.... واحد من هولاء.
    طبيعي بمشاعره
    قدم لهذه المجموعة الشاعر المعروف شاكر السماوي... ومما جاء فيه :
    (ان هذه المجموعة الشابة من القصائد تتقدم لتصنع أمامنا شاعرا نحسه من خلالها شخصا لا يفتعل أحاسيسه أو يستعير مماثلاتها ولا يتقمص (المودة) ولا يقوقع همومه وخصوصياته وتعابيره في قوالب لامست مبدعيها وظروفهم.. بل جاءنا طبيعيا بهمومه ومعانيه وعواطفه وممارساته المتحفزة للأفضل منتفعا بعفوية وتمعن من خير الآخرين ومعطياتهم دونما مغالطة وتسطح في منزلقات ومخاتلات التأثير والتأثر فقصائده... هويته الشخصية وخط نموه الشعري يقدم لنا روحيته التي يسهل علينا رصدها في تارجحها بين الطلاقة والتزمت.... بين الخيبة والتطلع.. بين الحداثة والعمودية.. بين الرغبة والترفع.. بين السكون والجدية... فهو يتدفق بالتطلع ليصبو لآفاق تزدان بالرغبة والتواصل وتزدهر بالفعل والتغير الأنقى.)
    - احتوى الديوان على 11 قصيدة ودراسة قيمة عن الشعر الشعبي وأفاق تطوره بقلم الشاعر شاكر السماوي بـ 132 صفحة من القطع الصغير.. صمم الغلاف واللوحات الداخلية الفنان المبدع عبد اللطيف ماض
    مرود كحل
    هي أول قصيدة في الديوان.. يضيف إلى عناصر الصورة الشعرية التي أراها عماد بنائه الشعري عنصرا لا يقل أهمية هو زمن القصيدة او الحركة الشعرية داخلها... يبدأها
    يل غفيت أبحضن غيضك
    هونه بمواصلك هزنه
    محلت أرياض المحبة
    ومر شتاك بغير مزنه....
    ويخاطب بكل عفوية وصدق
    يانبع سباح غافي ابفي جوالي
    يانبع آذار... يل كلك ترافه... اشلون سالي...
    ويؤكد له...
    والشته مر وجزانه
    لانده... لامزنه... لاﮘرصة برد
    لا غيمه فضية ابسمانه
    ويشير الى هجره الذي لابد له من نهايه
    وبيه... ما فز هرش غافي
    ابلهفة العطشان حاضن جمر وجده
    ياعضد عكيد.. هجرك لوين حده
    ويختمها بقوله
    حلم... لو يخطر ببالك يوم..
    من اهوزاك جزنه
    يل غفيت ابحضن غيضك هزنه بمواصلك هزنه
    محلت ارياض المحبة
    ومرشتاك بغير مزنه
    جرح الشرف
    اهدى القصيدة الى السيف الذي يابى ان يغمد الا في عيون النار ويشير فيها الى التراث الذي نعتز به ونحرص على مجد تلك التقاليد القيمة التي ارسيت للبشرية جمعاء لكن هناك دائما خطرا ماثلا ينبغي علينا وعلى مثقفينا بوجه خاص ان ينتبهوا له.. ذلك هو خطر التسليم المطلق بما خلفه لنا الاسلاف العظام خطر الصمت امام بلاغة الامجاد القديمة خطر ان تفقد القدرة على الرؤية اليقظة الواعظة في ضوء الماضي الساطع فالتقاليد في تراثنا بالغة الاهمية... فما من شك اننا ورثة حضارة عريقة وثقافة تضرب بجذورها في اعماق الزمن
    كحل اعيون الشمس واشتل شواطي الليل
    داسيات كمره او فجر تتزامط اويه الحيل
    موع اثلوج الغفو واركه اعله موج السيل
    والصبر والقوس والنشاب لها مكان في قصيدته
    والصبر من ينحصد.. يبدو شرار وغيض
    احنه بربيع العمل... للكسل ماظل كيظ
    بورحت ارض الشرف وتريد منك فيض
    كوز المراجل عمر... بيه انته ظل نشاب
    شمس الروح
    - ان الروح والجد والنفس تتالف كلها من وعي الشاعر لدرجة لايمكن تخيلها في الحياة او الادب لدى الاخرين وانما في شعر (عبد السادة العلي) يستطيع الغرباء ان يصبحوا اكثر قربا من وعي الانسان العراقي بسر الارض وموسيقاها وجمالها وقدرتها
    عاندت جفني ولا غفوه
    على اطيوفك خذتني
    اوشلهت روحي على امتون الصبر
    يل مده اشواكك غطتني
    او نعثرت عمري.. على النسيان.. وايامك نستني
    وتخيل شيئا عندما نظر
    اوكبرت ايام الشته
    وريع نداهن.. عود عمري
    اوجفلا ابكلبي المحنه
    اوعشين.. شهكه او خفك بيبان هجري
    اوخضرت ايام فضي
    اسنين طيف وشوك عذري
    - وكانت جروحه الكبيرة.. لاتندمل ابدا
    اوفزت جروحي
    اوعدت بين الكتر والطوك
    للسوالف شوك اشتل
    للسوالف شوك واشتل
    عطش الظنون
    يقول الشاعر العلي... ان في البحر تتلاشى الدوائر المائية مهما كان الحجر .
    لقد ساهم في الشعر الشعبي العراقي مساهمة كبيرة في ثورته – مع الاخرين – ضد تحكم المجتمع الظالم.. كان ينادي بالمساواة ويمقت الفوارق الاجتماعية والفساد المسيطر على المجتمع
    على افيائك.... خيالي يطوف
    يل جفك سمه وخلكك سكوت الكاع
    وعلى اضفافك شرب عمري.. ضواك اسيوف
    وعلى الشاعر ان يحدد موقفه خاصة.. وان القمر سيضيء الليل والكمره... اعله جف الليل
    حاديها... غريب ابدينه ابنادم
    عين الفي طفت والناس
    صفنه نوم تتوهم.
    ويؤكد بان الدلة والمضيف – رمز الكرم والشرف رمز العراقيين الاصلاء
    شتظنين يادلة مضايفنه
    يظل او جاغج ابلا طيف..
    او ممحله اتظل فناجينج
    نياسين ابجفوف الضيف
    يادلة الشب لو مات بيه الصيف
    سواليف العطش
    سواليف اراد بها الشاعر محاكاة العديد من الاهداف والاغراض الشعرية سواء بالخيال او الواقع
    جنت ماظن.. حرثتك تشرب اخيالي
    او جنت ماظن على اشفافك
    سواليف العطش تسبح وانه ابشوكك سعد جالي
    ويشير مرة اخرى الى طيفه الموعود بالخير والبركة
    اعله جف صيهود..طيفك ما شبك جنحه
    وبحسبالي.. ابسواجي الليل ضيفك لو نزف جرحه
    والشاعر ينظر بعينه الثاقبة الى العديد من الامور
    اشوفك عين.. مافاض الدمع بيها اعله نيسانك
    اشوفك ماي... تحدي بصوت غدرانك
    وشوفك ريح.. تتلاوه ويه سفانك
    ويرى ان عمره ضاع وانتهى
    وك عمري مهر تاه ابطريج الشوف
    ولا عمري ضوه او ضاع ابو ميض الخوف
    من سفرة ريح
    ان العلاقة الصحية بين القارئ والشاعر الشعبي قد جددت منذ البداية باستمرار روح العمل والابداع عند الشعراء الطليعيين.. لقد تمثل الواقع الاجتماعي في ادبهم فكانوا الصورة العامة للجميع ففي انا
    تطوي بجروحي شوك ليل.. ايحن على اغروب الشمس
    وصوغه غربة شوك ليل.. ايحن على اغروب الشمس وصوغة الجرح اليغيب
    الكل جرح متعني... روحين ونفس
    تعثر الغبشه اعله شوفي
    وينحدر باجر حزن بشطوط امس
    وفي انت
    انت شراع.. وحجي الوادم... ريح وصاري
    وعادة كل شراع اجفوفه
    تعت صاريه وتوكف للريح ابكل صاري
    لاجن... انته اشراع اجفوفه
    ابجف صاريه... وينشد عالريح وعالجاري
    انت روحي والسفر
    بدا هذه القصيدة بقوله تتلاشى الصفات الخاصة عندما تمتزج الاشياء
    تهت والدنيا خطوة ماي
    وعيون العطش بيهن غريب الشوف
    وسواجي الضوه... اشما نكطن بالروح
    يعصرها الظلام ويفز بيها اسيوف
    وهناك من يرسم على الريح والنجوم والشمس والقمر.. ولكن ما فائدة الرسم يا هذا ؟
    يل ترسم سجج على الريح
    يل تحفر سجج على الريح عمري اليا وكت
    دنيه جرح منذور
    ادورن بالنجم عباش
    لو بيه النجوم اتدور..؟
    ويذيب العلي نفسه في الاخرين ، يرى ذاته في كل الناس ، شعور بالانتماء رافعا راية العطاء والالفة..
    يالمنحدر صوتك دوايه بالكلب
    ما جنت اضنك بالسفر.... كره تعب من اتهل
    ماجنت اظن مغزل ليالينه الشكر وفيايها التكطر همس... خيط الحك طبي تغزل
    الخاتمة
    في الديوان قصائد اخرى منها
    (اسراء – ابيات للطين – نجمات – التعب)
    ان المتتبع والقارئ لقصائد الديوان يجد تكرارا للمفردات (العمر – الحزن – الجرح – الشتاء – الصيف – الظل – الروح – الكاع – الدنيا – الريح – النجم – البحر – العيون- الغيوم... وغيرها)
    الشاعر عبد السادة العلي هو
    من الشعراء الذين لم ينفصلوا ولم يتنكروا لوطنهم وإنما ظلوا ملتصقين بتراب
    أرضهم شامخين يتغنون بالمستقبل الزاهر الذي يستشرفونه برؤيا كلها أمل
    وبنفس كلها طموح.. كانت له في قلوب عارفيه منزلة كبيرة لا يلقاها الا ذو حظ عظيم.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    الخطاط
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,303 المواضيع: 194
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 194
    المهنة: مدرس علوم نفسيه
    أكلتي المفضلة: كل نعم الله
    موبايلي: نوكيا
    آخر نشاط: 11/July/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى علاء المكتومي
    شكرا عزيز لموضوعك الشيق المثقف الراقي
    تمنياتي لك الموفقيه والاستمرار

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال