"بدرخان".. نافذة من أوكرانيا على الثقافة الكردية
جانب من مسرحية "نقاء روح الوطن" التي عرضت في المهرجان (الجزيرة)
يغوص مهرجان "بدرخان" الثقافي الذي نظم بالعاصمة الأوكرانية في عمق التاريخ والثقافة الكردية، ويعرض من خلال فعالياته الفنية للمآسي التي تعرض لها الأكراد، وكذلك الآمال التي يجتمعون حولها في إقليم كردستان العراق والدول المجاورة والبعيدة التي يعيشون فيها، حسب القائمين عليه.وبدرخان هو اسم مؤسسة صحفية ترعى المهرجان إلى جانب وزارة الثقافة في إقليم كردستان العراق، ومستوحى من اسم عائلة كردية اشتهرت بنضالها السياسي والثقافي دفاعا عن الأكراد وتعريفا بقضاياهم، بدءا من سقوط إمارة "جزيل بوتان" الكردية في تركيا عام 1847، وحتى يومنا هذا.وقد اختيرت العاصمة الأوكرانية كييف مكانا لإقامة المهرجان في نسخته العاشرة، في الفترة بين 27 و28 أغسطس/آب الجاري، بعد أن جاب عدة دول غربية في الأعوام الماضية.حميد بدرخان: المهرجان يمثل جسرا يربط الأكراد بباقي الشعوب (الجزيرة)
تراث وثقافة
وتنوعت فعاليات المهرجان لتتضمن أفلاما وثائقية ومعارض للكتاب والرسوم والصور الفوتوغرافية وعرض وثائق، ومحاضرات وندوات، تعرّف بتاريخ وحاضر وثقافة وأعلام الأكراد، وأبرز المآسي التي تعرضوا لها في القرن الماضي، خاصة مأساة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية عام 1988 من قبل نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وفي جانبها الفني، تضمنت فعاليات المهرجان استعراضا لألوان من الموسيقى والغناء والدبكات والرقصات الشعبية الكردية، أمام جمهور ضم إلى جانب الأكراد سياسيين ودبلوماسيين ومستشرقين أوكرانيين.
وفي حديث مع الجزيرة نت، قال مدير المؤسسة حميد بدرخان إن المهرجان يمثل جسرا ثقافيا يربط الأكراد بباقي الشعوب التي قد لا تعرف عن الأكراد إلا القتال أو العنف أو النزعات الانفصالية، وتجهل الكثير من غنى وتنوع ثقافتهم.
المخرج توان غني: لغة الفن مفهومة للجميع وقادرة على إيصال رسالة الأكراد إلى العالم (الجزيرة)
قاسم مشترك
كما تضمنت الفعاليات في الدورة العاشرة عرض مسرحية "نقاء روح الوطن" التراجيدية عن مأساة حلبجة، ولعلها كانت أبرز ما تضمنه المهرجان من فقرات فنية، لما حملته من قوة في النص والأداء المشحون بالعواطف الإنسانية.
وقال مخرج المسرحية توان غني للجزيرة نت إن المآسي قاسم مشترك بين الشعوب، سواء كانت بفعل الكوارث الإنسانية أو استبداد النظم الديكتاتورية، وعبر لغة الفن وهي لغة مفهومة للجميع يمكن إيصال رسالة الأكراد إلى كل العالم.
وأضاف "رسالتنا كردية إنسانية، نحملها للعالم الحر، الذي يستشعر حجم الألم الذي عاشه الأكراد، ولا تزال آثاره باقية في ذاكرتهم حتى الآن".
وفي هذا الصدد، يشير المخرج إلى أن رسالة الأعمال المسرحية تحظى بتفاعل إيجابي وسط جمهورها، ولهذا تعرض في كل مكان تتوفر فيه فرصة للعرض، سواء على المسارح أو في الشوارع.
ويربط حميد بدرخان بين القضية الكردية وثورات العالم العربي، فيقول إن الثورات قربت شعوب المنطقة بعضها من بعض، وسهلت عمليات التعريف بآلام مآسيها المتشابهة.
ورغم الطابع النضالي التحرري لبعض فعالياته وكتبه المعروضة، نفى بدرخان أن يروج ويحشد المهرجان الدعم لفكرة إقامة دول كردستان المستقلة مستقبلا. وأكد أن دور المهرجان ثقافي إنساني بحت، و"إن كانت أمنية العيش في دولة مستقلة تجمع بين جميع الأكراد، الذين تتجاوز أعدادهم 40 مليونا في العالم"، على حد قوله.