تتعتبر الازمة التي يعيشها العراق الان – أزمة الفلوجة والانبار- من اخطر الازمات التي شهدها سابقا وذلك بسبب عدم وجود اي جهة سياسية كانت او دينية, دولية أو اقليمية, سعت لوضع حد وحل لهذه الازمة, فأخذت بالتافقم وتسوع دائرتها, فتحولت من مدن الانبار الى مدن محافظات اخرى كديالى وصلاح الدين وبغداد والموصل, ولا يمكن ان نجزم بانها قد تقف عند هذا الحد من المدن بل انها قد تشمل حتى المحافظات الجنوبية والوسطى والاخطر من ذلك لو انها وصلت الى المحافظات التي فيها المراقد المقدسة ككربلاء والنجف, لان الكثير من سوف يتصيد بالماء العكر ويحاول استغلال قدسية تلك المراقد والارتباط العقائدي للعراقيين فيها, وهذا ما قد يوصل العراق الى مرحلة لا يمكن التراجع عنها, هذا من جهة ومن جهة اخرى نجد ان الكثيرين ممن ركب الموجة وسخر ما يجري لتحقيق اهدافه ومع عدم وجود من يسعى لحلحلة الوضع وانهاء الازمة.
فصار العراقي يَقتل ويَحرق ويَذبح ويُكفر ويَنتهك ويَجرم بحق اخيه العراقي وبدم بارد وتحت اعتقادات ومبررات خاطئة وغير شرعية ولا اخلاقية, وها هو العراق اليوم على شفا جرف هارِ ويسير نحو ما هو أسوأ من الكارثة الانسانية - التي حصلت بالفعل, إذ التهجير والمجاعة والهروب بالفلوات والصاحري القفار التي اصبحت ملاذا لمئات الالاف من العوائل البريئة التي لا ناقة لها ولاجمل في مايحصل من صراع- والغريب بالامر هو سكوت الجميع ممن يدعي انه من عقلاء القوم ومن صناع القرار والمسؤولية والزعامة وانشغلوا بدوامة الانتخابات واهتموا بها كثيرا ولم يعيروا أي اهتمام للدم العراقي الذي يسفك يوميا والى الاعراض العراقية التي تنتهك والى الحرمات والمقدسات التي تهان وووو الكثير من المنكرات التي تحصل للعراقيين.
ولكن ما يحدث الان يحتاج الى مشروع وطني حقيقي يلملم الوضع ويضع النقاط على الحروف وينهي هذه الازمة التي تكاد ان تكون الضربة القاضية والمهلكة للعراقيين جمعيا بكل طوائفهم وقومياتهم واتجاهتهم, وهذا ما طرحه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية التاسعة عشر والتي طرح فيها مشروع وطني عراقي خالصا لله سبحانه وتعالى وخدمة للشعب العراقي وتعهد بان يتحمل مسؤولية الوساطة لاجل انهاء تلك الازمة, إذ قال سماحته ...
{... ادعو اصحاب القرار في العراق يكفي سفكا للدماء, يكفي السفك للدماء, يكفي هذه المهزلة التي تحصل في المنطقة الغربية في الفلوجة, في الرمادي, في مناطق بغداد, في مناطق صلاح الدين, في ديالى, يجب على الحكومة أخلاقا وشرعا ومجتمعا وانسانيا ان تحل هذه المعضلة, ان تحل هذه المشكلة, استغلت القضية, وتعمقت القضية وتجذرت القضية ودخلت فيها اطراف كثيرة من الخارج واطراف كثيرة انضمت اليها في الداخل, لينظر المسؤول الى الله سبحانه وتعالى, الى مرضات الله سبحانه وتعالى, الى اخرته, لا ينظر الى حساده, لا ينظر الى ما سيحصل وما سيقال عنه, كن شجاعا واتخذ القرار الشجاع وحل القضية والقضية بيد المسؤولين, القضية بيد الحكومة, ونحن ايضا منذ فترة طويلة وصلت الينا بعض الخطابات أو بعض الكلام و سكتنا طول هذه الفترة لاننا انتظرنا من الاخرين أن يقوموا بالدور المنشود, الدور الاخلاقي, الدور الانساني, الدور الشرعي, لكن وجدنا الاخرين مما يؤسف له, وجدنا الاساتذة , وجدنا الرموز, وجدنا السادة, وجدنا المشايخ, يتصارعون ويتكالبون ويتناطحون ويتنازعون على الانتخابات والاصوات والمقاعد والحكومة وتشكيل الحكومة, والدماء تسفك والاعراض تنتهك والاطفال والنساء "مئات الالاف" تسكن وتعيش وتتواجد في العراء تتحمل كل المصائب وكل الويلات, ونحن ايضا من هنا نقول نحن على استعداد ان نكون كوسطاء وبمايرضي الله سبحانه وتعالى على مصلحة الشعب بكل طوائفه, وكل توجهاته, وصيانة لأرواح ابنائنا من الشرطة, من الجيش, من الجهاز الامني, من المتطوعين, من التشكيلات الشعبية, سواء كانوا في هذا الجانب أو في ذاك الجانب, ورحمة بأبنائنا ببناتنا بنسائنا بامهاتنا بخالتنا باخواتنا بمن تسكن او تعيش او تتواجد بالعراء وتحت الضيم والقهر والذل, فندعو الجميع ان يتخذ ويكون عند المسؤولية الشرعية والاخلاقية ويحل هذه المشكلة بأسرع وقت, وأيضا ندعو الجانب الاخر, وأيضا نحن على استعداد ان نواصل الطرفين ونخص بالذكر يعني النصيحة موجه للحكومة فالحكومة أومن بيده القرار يعرف من حاول ركوب موجة التظاهرات التي حصلت في المناطق الغربية, من اراد ان يستغل هذه القضية, من كان يراقب هذه القضية, من كان ينتظر ان تكسر شوكة الجيش او الشرطة ما قبل الانتخابات, قبيل الانتخابات, اثناء الانتخابات, مابعد الانتخابات, لتستغل هذه القضية لجانب ولقضية انتخابية ولكسب اصوات ولخداع ناس, نحن نعلم يوجد من يراقب, يوجد من ينتظر سقوط او انحدار او انهيار في مكان ما للسلطة وللدولة وللأجهزة الامنية, نعلم بوجود هذا لكن المفروض لا نلتفت لهذا وانما قضية الدماء هي الاولى, حقن الدماء هو الاولى, علينا ان نمد يد والكلام يشمل انتهازيي ومستأكلي كل الطوائف, يشمل سياسيي كل الطوائف, ليس فقط طائفا دون طائفة اخرى, ومن هنا نقول على الدولة على السلطة ان تمد اليد لمن له التأثير وله القرار, وحسب ما نعتقد وحسب الاستقراء, نوجه الدعوة من هنا ايضا دعوة الى سماحة الشيخ السعدي, سماحة الشيخ الرفاعي, سماحة الشيخ الضاري, الى الاستاذ علي حاتم, الى الاستاذ رافع الجميلي, ممن نسمع اسمائهم ونستقرء ان لهم الدور والفاعلية في اطفاء هذه الفتنة, انها فتنة, لعن الله من اوقدها, ومن يجذر فيها ويؤسس فيها, ونقول لنتدارك هذا الامر, وعلى الدولة ان تحتضن, وعلى المسؤول ان يحتضن الناس, ان يحتضن الشعب, يحتضن مايسمى بالمعارضين, يحتضن ممن ساهم وشارك وكان طرفا في هذا القتال والاقتتال,وليتحاور معهم بالمباشر وليسمع منهم وليعطي لهم مايستحقون كأبناء شعب ووطن وهم أصحاب مطالب اصلية حقيقية ومشروعة, كأبناء وطن واحد ومن حقهم ان يطالبوا بما يستحقون, حتى نفصل بين الناس وصاحب الحاجة الفعلي وبين الانتهازي وبين التكفيري بين العصابات بين المليشيات بين القوى الضلامية التي تحاول ان تستغل مثل هذه الامور...}.
وهذا الطرح وهذا المشروع الذي جاء به السيد الصرخي الحسني هو الكلمة الفصل لانها تلك الازمة وما على المسؤولين ومن الطرفين سوا الركون لهذا المشروع الوحدوي الوطني وانقاذ العراق من تلك الهاوية وذلك الثقب الاسود الذي سوف ينسف ويدمر كل شيء, نعم على الجميع ان يمدوا أيديهم للجميع وان يجعلوا حب الوطن والاخلاص له ولشعبه هو المحرك الاساس في كل خطوة يقدمون عليها والعمل لتخليص العراقيين من انهر الدم ووءد الفتنة, فليعمل الجميع بما جاء به المرجع الديني السيد الصرخي الحسني واعملوا بما جاء في كتاب الله العزيز { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } الأحقاف31 .