شعبانُ ياشهراً تناغمَ نورُهُ
عهدٌ حَفِظْتُ حروفَهُ بدمائي = فَمَضيتُ أمسَحُ دمعةَ الثَّكْلاءِ
وزرعْتُ في تلك القفارِ مشاتلاً = للناسِ مِن نخلٍ ومِنْ خضراءِ
وسقيتَها ، وبدأتُ أقتلعُ الأسى = مِنْ عاجزين ومعشرِ البؤساءِ
وكتبتُ آياتَ الإباءِ على القنا = بجوارِ كلّ ضحيّةٍ وعزاءِ
أنا لا أرى الكلماتَ غير لآليءٍ = وخرائدٍ مِن ألفِها للياءِ
نهجُ الولاءِ ، وفي الولاءِ حقيقتي = فيهِ تذوبُ هويتي وولائي
إنّي رأيتُ مشاعلاً وهاجةً = في بلدةٍ مشهودةِ الأسماءِ
ونظرتُ في ألقِ السّماءِ فخِيرَ لي = إلاّ ارتباطاً كان في العلياءِ
دربي على نهج الحسينِ وآلِهِ = مِن عزّةٍ ورجولةٍ وإباءِ
هذا أنا ، نهجُ الحسينِ شريعتي = دوماً وسرُّ سعادتي إمضائي
أستلهمُ الرزءَ العظيم كقوّةٍ = فهناكَ لي جرحٌ مِنَ الأرزاءِ
جرّدتُ هذا القلبَ مِن آهاتِهِ = ياجذوةَ التقديسِ والإحياءِ
فمضى يرددُ عند كلِّ ضحيّةٍ = سرْ للجهادِ كَسيِّدِ الشهداءِ
ولِكمْ نظرتُ إلى السّماءِ فإنّها = أدنى إلى أملي مِن الغيداءِ
فندبتُها فإذا المعاجزُ عندها = وإذا هنالكَ ألفُ ألفِ عطاءِ
سُبُلٌ ويعجزُ حاضري إحصائَها = والعيشُ لا يحلو مَعَ الإحصاءِلايسْعدَنَّ الغافلينَ عطاؤها = عاشوا على سَفحٍ مِنَ الأهواءِ
كالريحِ في البيداءِ تعبثُ بالثرى = وتمرُّ في زهوٍ على الغبراءِ
ياصاحِ إنّ اللهوَ طبعٌ مُنكَرٌ = يضعُ القلوبَ بنشوةِ الخُيَلاءِ
يرمي بهمْ نحو الهلاكِ بغيّهِ = في كلِّ ناحيةٍ مع النُدَماءِ
لي ألفُ ناحيةٍ ألوذُ بجنبها = لي ألفُ مُعتركٍ وألفُ بناءِ
قفْ بي على أرضِ الطفوفِ ودلّني = أنّى تكونُ منازلُ السُّعداءِ
شعبانُ ياشهراً تناغمَ نورُهُ = ياكوثراً لقياهُ بالزّهراءِ
شعبانُ لو سجدتْ لديكَ قصائدي = لمْ تكتملْ أوينتهي إطرائي
فيكَ الحسينُ وفيك أقطابُ الورى = منها تكونُ معاجزُ الأشياءِ
فيكَ الذي حملَ اللواءَ بكربلا = ليثُ الليوثِ بوقعةٍ حمراءِ
قمرٌ يغارُ البدرُ مِن إشراقِهِ = ظهرُ الحسينِ وقاهرُ الأعداءِ
هذا " أبو الفضل ِ " الذي لمْ يكترثْ = بجحافل ِالغوغاءِ والطلقاءِ
تدنو بهم آجالُهم نحو الردى = وصُراخُهُمْ يعلو على الجوزاءِ
فأجابهم إبنُ الوصيِّ بصوتِهِ = هذا على نهر الفرات لوائي
عُدْ بي أخُطَّ هنا ملامحَ سُطِّرتْ = للدينِ مِنْ شبلٍ ومِن آباءِ
أنا لا أرى الإطراءَ غيرَ رسالةٍ = مكتوبةٍ في مُعجمِ الشُّعراءِ
هذا أنا .. كلُّ الحروفِ قصائدي = حتى وإنْ حُجِبتْ عن الأُدباءِ
أسْتلْهِمُ الحرفَ الحزينَ لمُهجتي = قبلَ الجراحِ وبعدَ كلِّ ثناءِوأحُسُّ في شعبان ثأراً قادماً = في نصفهِ مِنْ دوحةِ النجباءِ
هاتيكَ أعضائي يفوقُ حنينُها = أملُ الخليلِ ودمعةُ الخنساءِ
قالوا اختفى .. قلتُ الظهورَ بكربلا = وعرفتهُمْ يتحسّرون ورائي
ولِكمْ ترجّلَ للطُغاةِ منافقٌ = ونأى بمهجتِهِ عنِ الهيجاءِ
شاوَرْتَهُ نُصحي فظلَّ مكابراً = إنَّ التكَبُرَ آفةُ الجُهلاءِ
مَهْما تكبّرَ فالولاءُ عقيدتي = فالنفسُ لا تدنو إلى الغُرَباءِ
شعبانُ حسبي قدْ صُعِقتُ مِن الهوى = متأملاً بمنازلِ الشُّفعاءِ
مالي ومالِ الناكثين عهودهَمْ = شتانَ بينَ النورِ والظلماءِ
أنا ما كتبتُ لكي أُسطّرَ أحرفاً = مالي وللتفكير كالغوغاءِ
لكنّهُ نهجٌ رسمتُ طريقهُ = بمشاعرِ الإلهامِ والإيحاءِ
ياشهرَ شعبانٍ إليكَ تحيّتي = فيك ابنُ طه سيدُ الشُهداءِ
بلْ فيكَ عباسُ الوفاءِ وبعدَهُ = زينُ العبادِ ومعدنُ الكُرماءِ
بل فيكَ سرٌّ للإلهِ ونورُهُ = أملُ العبادِ وآخرُ الخلفاءِ
بل فيك مهديُ الورى وبسيفهِ = ثأرُ الحسينِ ودمعةُ الحوراءِ
أنّى التفَتَّ وجدتُ نورَكَ ساطعاً = أو طلعةً معهودة بعطاءِ
لقياكَ أُمنيةٌ ويومُكَ زاهرٌ = وتلاشتِ الأحقادُ بالإغضاءِ
صلى عليكمْ في الدُّنا كلُّ الورى = وإليكُمُ كلُّ الحروفِ دعائي