وأخيرا سقط النيزك على شفة الملاك لو حفرت جسدي كله لما غضبت ولكنها أرادة السير فوق جبيني فقذفت جمالها إلى المحاق .
وأحترق البلور وعاد الحلزون إلى قوقعته المظلمة ولم يعد هناك أي فرق بين الضحك والبكاء .
لقد تهاوت الرتوش وتوارى ذلك العطف المصطنع . وآسفاه أهكذا تموت الألوان في لحظه !!
لقد كانت رؤيا خاطفة ولست بنادم لخروجي من حلقة الأفيون وسأدق مسمارا من الفولاذ في كل عين تحاول الرجوع إلى وجهك وسأذبح أعضائي واحد بعد الآخر لو ارتجفت إلى رؤياك فأنا السيد عندما يسيل دم الكبرياء فألى حد السكين كل بنان يهز أمن شموخي .... وهناك عبر الآفاق والطرق المطرزة بالمطر والأشجار سأتمدد بكل طولي وأستسلم للنسيان المطلق وربما سألتفت نحو مدينتي فأرى طيفك الباهت ينتقل من غرفه الى أخرى ومن طابق إلى طابق كقنديل يلفه الضباب ... وقد أبكي من أجلك قليلا ولكني لن أحن إلى الاقتراب من ضحكتك أبداً....
وفي الليل وعلى الجدران الأربعة ستشاهدين شبحي الحزين يحدق نحو يدك التي قتلتني وقد تشعرين بالندم ولكن هيهات فالطيف لايعود الاللقبر .
أيه أيتها الخشب المزخرف كيف سمحت لك رقتك بتقديم كل هذا العذاب لي ... أنا اعترف انكِ قد انتصرتِ علي فالتصفيق لكي وحدك وأنا فوق تراب الميدان الطع موضع السهم وأتمنى لو ألثم الكف الذي مزق قلبي ولكن عندما يصل الموت إلى حنجرتي سألعن اليوم الذي نمت فيه تحت ظل حاجبك
لتمرحي أيتها المتوحشة المتوجه بالبغضاء والدم فلن أمر بدربك بعد الآن فقد لمست من غدرك ما لايطاق ربما ستقولين ان كلمة الغدر أكبر مما ينبغي ليكن .. فبماذا أصف المرأة التي تقطع الوتر الذي يغني من اجلها ؟ لقد رأيت ِ رجلاً تتساقط من حوله السيوف فأثار دهشتك فتقدمتِ إليه مرتديه ألف بدله للأغراء ليتوقف عند نافذتك ثم سكبتِ الزيت على رأسه وقلتِ له دعني أرى كيف تشعل النار في نفسك .. هل تعتقدين ان مثل هذا الأسلوب يزيد في لوعتي ؟ لا فأنا أحمل كل ما في القطب من جليد وليس بي ما يصلح للأحتراق فقد كنت بحاجة إلى راعية طيبة القلب لاتتركني وحيدا مع القفار ولكنك دفعتي بي الى المسلخ بل وأكلتي من لحمي .
وبعد أعوام قد تطول سأعثر عليك في شارع ما .وسيردد فمك الذي فقد رائحة النعناع :- لقد قلت انك ستحبني إلى الأبد وسوف اضحك بهدوء وربما تفضلت عليك بنظرة من الزمن القديم ولكني لن امكث معك ِ لأنني لا استطيع أن أنسى حادثة قتلك لي وستقولين لولدك أنظر إلى هذا الشيخ جيدا فأنك لو أردت القمر يوماً وذكرت له اسمي لجاء به إليك
محمد العيد