قلة الناصر التي أعلن عنها الامام علي عليه السلام بقوله في خطبته الشقشقيةحين قال: أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْلَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ .
اخوتي من المؤمنين والمؤمنات لنعي ونفهم جيدا قول أمير المؤمنين(عليه السلام) قائد الجيوش وبطل الأبطال وداحي باب خيبر التي عجز عن قلعها عشرات الرجال نراه يصرح بان الذي اجبره على عدم الأخذ بحقه هو قلة الناصر، وهذه المسالة ليست خاصة بأمير المؤمنين(عليه السلام) بل عانى منها جميع الأنبياء والرسل فكانوا يصرّحون إن قلة الناصر هي التي أبعدتهم عن حقهم وجعلت أهل الباطل يسيطرون على العباد المستضعفين، وكذلك الحال كان مع رسول الله والأئمة من أهل البيت(صلوات الله عليهم أجمعين)، فليس بجديد عليكم اضطرار الإمام الحسن (عليه السلام) للمصالحة مع معاوية عليه اللعنة ولا فاجعة كربلاء الأليمة وما حصل من ضيم على أبي الأحرار وأهل بيته وأنصاره كانت بمعزل عن هذا السبب ألا وهو قلة الناصر والمعين والمحامي والمدافع، وهو الحال نفسه استمر على بقية الأئمة(عليهم السلام) ومر ويمر وسيمر على الإمام الحجة بن الحسن(عليه السلام) وإلا ما هو السبب برأيكم وما هي علة تأخر ظهور الإمام(عليه السلام) طوال هذه الدهور والظلم مستشري في أنحاء الأرض كافة وبمختلف أشكاله وأنواعه، ولعل الجميع يتفق ويقول إن قلة الناصر هو السبب الرئيس والأساسي في علة عدم الظهور المقدس أي عدم وجود القاعدة الكاملة المخلصة المهيئة لاستقبال صاحب الطلعة البهية(عليه السلام وعجل الله فرجه)، وليس ببعيد عليكم ما مر على المصلحين ممن سار على نهج رسول الله والأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) من علمائنا العاملين الذين بذلوا مهجهم ودماءهم من اجل إحقاق الحق ولكن كان المعوق الذي أمامهم هو قلة الناصر مع إن المجتمع يعرف جيدا إن الحق معهم،