يا دهْرُ كمْ دمعَتْ بِكَ المُقَلُ
و رافَقَ السُهْدُ أحْداقَاً بِها وَجَلُ
و عانى مظْلومٌ و مَتْهومٌ بِلا ذَنْبٍ
و احْتارَ مَنْ ضاقَتْ بِهِ السُبُلُ
فكمْ كَريماً طالَهُ بِديارِهِ قَحطٌ
وكمْ لئيماً زادهْ السَمْنُ والعَسَلُ
و شَكى حَبيبٌ همّهُ في قلْبهِ
يصْبو لِمَنْ يهْوى فلا يَصِلُ
و سارَ ركْبُ القوْمِ في عَجَلٍ
يا ليْلُ هلْ تعْلَمْ متى رَحَلوا
وأمْسى صَوْتُ الناي مؤنِسَنا
فصَبْراً لعَلَّ بِصَبْرِنا أمَلُ
وعازِفَ الناي يَعْزِفْ كيْ يِواسينا
فالحُزْنُ يَكْوي بِوسطِ الروحِ يَشْتعلُ
يا دَهْرُ هلْ يُرْضيكَ هذا النَوى
ونَرى الأحبَّةَ بينَنا أفَلوا
إنَّ الوُرودَ التي كانتْ تُعَطّرُنا
أفَلَتْ عَنّا كأنَّ لها أجَلُ
فكَمْ للحُبِّ سِحْرٌ في جَوارحِنا
و غِذاءُ الروحِ توابلهُ القُبَلُ
أيَّتُها الدُنْيا متى تكوني مُنْصِفَةً
فنحْنُ ضحايا الهمِّ والهمُّ يَثْقلُ
وكأنَّ الوِدَّ يجْمَعنا في بَرْزَخٍ
والحُبُّ يَكْوينا كأنَّ لهُ رُسُلُ