ومن الميكروبات ما تنفع الاجنة
مشيمة المرأة ليست بالمكان المحصن تماما من نمو الميكروبات كما كان بعض الخبراء يظن إذ قال العلماء إنهم رصدوا مجموعة من الجراثيم المحدودة نسبيا لكنها تزدهر في هذا العضو المسؤول عن تغذية الجنين في أطوار نموه الأولى.
وأضافوا ان هذه الميكروبات تستوطن المشيمة جنبا الى جنب مع الخلايا الأصلية الأخرى في كشف من شأنه ان ينبيء بابتكار أساليب جديدة لإكتشاف الحالات التي تتم فيها الولادة قبل موعدها.
وقال جيمس فيرسالوفيتش الأستاذ في كلية طب بيلور ورئيس قسم الباثولوجيا في مستشفى تكساس للأطفال بهيوستون إن هناك اختلافات واضحة بين تركيب الميكروبات التي تستقر بالمشيمة ويطلق عليها اسم (ميكروبيوم) لدى النساء اللائي يلدن اطفالا مبتسرين وبين الميكروبات التي توجد بمشيمة من ينجبن أطفالا في مواعيد الولادة الطبيعية.
وقال إن هذه المعلومات قد تتمخض عن اجراء فحوص تشخيصية للتنبؤ بحالات الولادة قبل موعدها فضلا عن مساعدة طبيب النساء والتوليد في التعامل مع هذه الحالات الطارئة بأساليب مبتكرة.
ويعرف العلماء ان الكائنات الحية الدقيقة ومنها البكتيريا تعيش بأعداد كبيرة وبصورة طبيعية في أعضاء معينة من جسم الإنسان منها الأمعاء.
أما المشيمة وهي إحدى مكونات رحم الأم التي تمد الجنين بالأكسجين والمواد المغذية والتي تخرج مع الجنين عند الولادة فهل يمكنها ان توفر مكان المعيشة الملائم للبكتيريا؟ ردا على ذلك قال فيرسالوفيتش وهو يشير الى ان كثيرا من الخبراء يعتقدون ان المشيمة خالية من هذه الميكروبات "انها لحظة المفاجأة التي نقول فيها استغرابا إننا وجدنا البكتيريا هنا في المشيمة".
وأضاف في مقابلة "الآن بوسعنا ان نبدأ بالقول: ماذ تفعل هذه الميكروبات هنا؟" وقال إنه عبر العصور ظلت هذه المستعمرات من الميكروبات "تتطور وترتقي جنبا الى جنب مع الإنسان".
ومضى يقول "هذه العلاقة الحميمة أدت الى الإبقاء على مجموعات ميكروبية في المشيمة خلال حالات الحمل الطبيعية التي لا تؤثر سلبا بصورة واضحة على الجنين ويبدو انها تفيد في تغذية الجنين وحمايته وتمكينه من النمو".