بدأت بغداد باستعادة دورها المحوري في المنطقة، واصبحت نقطة التقاء ومحط انظار العالم من جديد، ففي وقت كشف فيه وزير الخارجية هوشيار زيباري عن عزم امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي زيارة بغداد الشهر المقبل لبحث ترتيبات عقد القمة العربية في بغداد اذار المقبل، اعلن امس عن توجه لعقد لقاء رباعي خلال المدة المقبلة يجمع مسؤولين من العراق وإيران والسعودية وتركيا لبحث الاوضاع في المنطقة.
ويرى مراقبون ان النشاط النيابي والدبلوماسي خلال المدة الراهنة يثبت نجاح التجربة الديمقراطية في العراق وتطورها، الامر الذي يمكن من خلاله لعب دور واسع في المحيطين العربي والاقليمي.
وقال زيباري في مؤتمر صحفي مشترك مع العربي في القاهرة مساء امس الاول، ردا على سؤال لـ"الصباح" بشأن عقد قمة بغداد: انه "وجه دعوة الى الأمانة العامة للجامعة العربية وأمينها العام لزيارة العراق منتصف الشهر المقبل لبحث الاستعدادات النهائية للقمة العربية المقبلة في بغداد".وتابع وزير الخارجية: انه "بحث مع الأمين العام للجامعة العربية جميع المستجدات على الساحة العربية والعراقية وخاصة اليمن وليبيا وسوريا"، مبينا ان "زيارة الامين العام للجامعة العربية تأتي للبحث مع القيادة العراقية بخصوص القمة العربية المقبلة.. وهذه سوف تكون محطة مهمة بالتأكيد لتقويم الأوضاع".
وبشأن الاوضاع السورية قال زيباري: ان "اجتماع أمس الاول أعطى فرصة حقيقية للاخوة في سوريا ان يقدموا الاصلاحات والافادة منها.. لاننا جميعا نحرص على سوريا ونخشى من تزايد الضغوط والتدخلات غير الحميدة في الشأن السوري في حال عدم انتهاز هذه الفرصة المتاحة".
وعلمت"الصباح" ان مقترح ارسال وفد عربي الى سوريا كان بمبادرة عراقية، حيث رفض العراق تجميد عضوية سوريا.
وكشف مصدر عربي رفيع لـ"الصباح" ان وزير الخارجية هوشيار زيباري سيقوم باجراء اتصالات مع الحكومة السورية لتقريب وجهات النظر.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عباس العامري: ان "رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الذي يزور حالياً العاصمة السويسرية بيرن لحضور مؤتمر البرلمانات العالمية عقد اجتماعاً امس مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني"، مبيناً أن "الطرفين اتفقا على عقد حوار رباعي في بغداد بين قوى المنطقة المتمثلة بالعراق وإيران والسعودية وتركيا".
وكان النجيفي قد كشف لـ"الصباح" خلال زيارته طهران مؤخرا، عن حمله مبادرة سلام اقليمية، تتضمن عقد لقاء بين ممثلين عن الدول الكبرى في المنطقة (العراق وايران وتركيا والسعودية).
وأضاف العامري في تصريح نقلته وكالة السومرية نيوز أن "النجيفي هو صاحب المبادرة، وكخطوة عملية أولى سيجري اتصالات مع مجلس الشورى السعودي ورئيس البرلمان التركي الجديد"، متوقعاً أن "يتم طرح المشاكل التي تشهدها المنطقة ووضع ستراتيجية لحلها".