أكد مسؤولون عراقيون في حديث لموطني أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش) قد اقدم منذ مطلع العام على قتل سبعة من المرضى العقليين بتفجيرات انتحارية جرى تنفيذها باجهزة تحكم عن بعد.
حسن المبروك، ابن العشرين عاما، هو أحد ضحايا داعش الذين خلت أزقة منطقة باب المعظم ببغداد من خطواته.
فرغم اصابته باضطراب عقلي منذ ولادته وفقدانه لعائلته إلا إن جميع من عرفه كان يشهد ببراءة وطهر قلبه حتى أن أصحاب المحال والمطاعم التجارية كانوا يعتبرون المبروك مصدر للبركة وجالبا للرزق.
وكان المبروك قد لقي مصرعه بعملية دامية ومباغتة في 12 نيسان/أبريل، إثر اختطافه واجباره على تنفيذ تفجير انتحاري.
ويروي مدير الاعلام في وزارة الداخلية، العقيد حكمت محمود المساري، لموطني كيف ان مختطفوه قاموا بربط حزام ناسف حول خصره وتفجيره في نقطة تفتيش على طريق بغداد الطارمية.
وأضاف ان التحقيقات كشفت عن "قيام عناصر من داعش باغراء المبروك بشراء ملابس وطعام له قبل أن يأخذوه لمكان مجهول، وقبل أن يظهر قرب نقطة تفتيش مرتديا حزاما ناسفا تحت ملابسه جرى تفجيره عن بعد مما تسبب بمقتل شرطي واحد وأربعة جنود".
ويقول صباح حسين، 46 عاما، صاحب مطعم (الطلبة)، في باب المعظم لموطني "فقدنا أثر المبروك ولكن لم نتوقع أنه سيقتل بهذه البشاعة. كنا نجده في السوق عند وصولنا صباحا فنعطيه ما يريد. كنا نعتقد أنه جالب للزرق والبركة لذا أسميناه (المبروك) وافتقدناه لعدة أيام".
ويضيف أن أصحاب المحال قرروا إبلاغ الشرطة عن اختفائه، وهي بدورها باشرت بالتقصي عنه حيث اكتشفت أن مجهولين يستقلون سيارة ركنوا أمامه، بعد اغلاق السوق وبقائه وحيدا وطلبوا منه الصعود معهم مدعين أنهم سيشترون له بعض الحاجيات والملابس.
لكن المبروك لم يعد، والحديث لحسين، "ذهلنا أكثر عندما علمنا من الشرطة أن مبروك قتل بتفجير انتحاري داخل نقطة تفتيش".
ويضيف "بعد أيام علمنا أن المبروك هو الانتحاري الذي تم وضع حزام ناسف حوله وإرساله إلى النقطة [التفتيش] حيث تم تفجيره عن بعد"
وتابع "لا يمكن لبشر له قلب وضمير أن يقدم على جريمة بهذه البشاعة".
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد اتهمت الأسبوع الماضي تنظيم داعش باستخدام المرضى المصابين بأمراض عقلية ونفسية في تنفيذ هجمات انتحارية تستهدف مدنيين وأهدافا أمنية مختلفة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، لموطني إن "التحقيقات الأولية لقوات الأمن اثبتت استخدام عناصر بتنظيم داعش ضحايا من المرضى النفسيين والعقليين بعد اختطافهم من الشوارع ووضع أحزمة ناسفة حولهم وتفجيرهم عن بعد".
وناشد الأسر التي تحتضن مرضى نفسيين وعقليين الحفاظ عليهم ومنع خروجهم إلى الشوارع بمفردهم.
ويقول قائد شرطة الأنبار، اللواء اسماعيل الدليميـ لموطني إن استخدام مثل هؤلاء الأشخاص "يعكس فكر تنظيم داعش الذي يعتبرهم اشخاصا لا يستحقون الحياة".
ويضيف الدليمي "هذا فكر منحرف لم نجده في الإسلام ولا في أي ديانة أخرى".
ويرى أن "المسلمين تعلموا من نهج دينهم على رعايتهم "لا أن يتم تفجيرهم وتمزيق أشلائهم ضد أبرياء آخرين".
ويؤكد الدليمي أن داعش أقدمت على قتل أكثر من سبعة مختلين عقليين منذ مطلع العام الجاري بعمليات ارهابية انتحارية.
بدوره، يرى الشيخ خالد العبيدي إمام وخطيب جامع الحق ببغداد أن استغلال المرضى العقليين بما في ذلك المصابين بملازمة داون (المنغوليا) في أعمال إرهابية "أمر لا يمكن القبول به شرعا".
ويقول العبيدي لموطني أن "قتل أبرياء بواسطة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة بصمة إرهابية معروفة تضاف إليها الآن اقتياد الأبرياء المصابين بأمراض عقلية".
وختم بالقول "مثل تلك الأفعال لا يقبلها شرع ولا يقدم عليها إلا مجرمون تخلوا عن أبسط درجات الإنسانية والأخلاق"