البصرة: سائق (اوباما) يدهس طفلاً يتيما ويتركه ينزف حتى الموت في النفايات
الخميس 29 أيار 2014 - 2:31 م
طفل القرية اليتيم محمد عادل مردان الدرباس، 14 عام
حيدر الجزائري / المربد
عندما حل وقت الغروب على قرية الشافي الواقعة في شمال البصرة، سمع الجميع صوتاً لمكابح سيارة ممزوجا بصرخات طفل دام بضع ثوان.
وفيما هرع من كان بالقرب من الشارع الرئيسي للقرية نحو مصدر الصوت، تبيّن ان سيارة نوع كرايسلر صالون صفراء والمعروفة شعبيا بـ(أبواما) دهست طفل القرية اليتيم محمد عادل مردان الدرباس، 14 عاماً، وتسببت له بإصابات خطيرة ونزيف للدم وأوشك ان يفارق الحياة.
السائق حمل الطفل واتجه به نحو مركز مدينة البصرة، دون ان يخبر من حوله لأي طوارئ مستشفى يتجه لإسعافه، وبعدما سمع ذووه بالحادث بدأوا بالبحث عن محمد في المستشفيات والاستفسار من السيطرات والمراكز الأمنية لكن دون جدوى من معرفة مصيره.
وفي صباح يوم أمس الأربعاء، أي بعد مرور نحو 10 ساعات، اتصلت قيادة عمليات البصرة بذويه، تخبرهم بالعثور عليه ملقى بالقرب من موقع للنفايات خلف مستشفى الفيحاء (العسكري)، قد فارق الحياة بسبب تكسر عظامه ونزفه حتى الصباح.
وعن الحادث يقول عم اليتيم، وهّاب مردان عبد علي، في حديثه لراديو المربد ان "الظلام كان قد حل على القرية والكهرباء قد انقطعت، ومحمد كان يسير بالقرب من الشارع الرئيسي، وصدمه سائق سيارة لم يكن يشغل مصابيح الإنارة".
ويضيف قائلا ان "السائق وبحسب شهود عيان حاول التهرب من الحادث الا ان الركاب اجبروه على العودة لإسعاف الطفل، لكنه يبدو انزل الركاب بالقرب من مركز مدينة البصرة، ثم قام بعد ذلك بإلقاء محمد المصاب في موقع للنفايات بالقرب من مستشفى الفيحاء، ووضع عليه قطع من الحديد (الشينكو) وتركه ينزف ويصارع سكرات الموت ولم يسلمه الى الطوارئ خشية تعرضه للعواقب القانونية والعشائرية".
ويطالب عبد علي الجهات الحكومية سيما الشرطة والمرور بالقبض على السائق عبر اعتماد صوره التي التقطتها كاميرات السيطرات، كونه تعمد بوفاة محمد ولم يبادر بتسليمه إلى الطوارئ، او على الأقل تركه في مكان الحادث ليسعفه اهالي القرية، الا انه ارتكب حادثة حولها من قضاء وقدر ممكن ان تغتفر إلى جريمة كبرى بعيدة عن الصفات الإنسانية، كما انه أجهد معظم أهل القرية بالبحث عن الفقيد حتى الصباح، كما قال.
شهود عيان قالوا لمراسل المربد ان الحادث جرى بسرعة كبيرة، ولم تسنح لهم الفرصة للوصول بالقرب من المصاب والسيارة، فضلاً عن حفظ ملامح وجه السائق او الراكبين، فيما أكدوا أن حوادث أخرى مشابهة سجّلت سابقاً على طريق القرية الرئيسي الذي يتجه نحو محافظة ميسان، غير أنهم يجدون المصابين بعدها في المستشفيات قد تم إسعافهم من قبل المتسببين.
وفي الختام تطالب والدة اليتيم محمد التي بدا عليها ملامح الحزن والصدمة، المواطنين بمساعدتها على القبض على السائق الذي تسبب بوفاة ابنها البكر الذي تعتمد عليه في شؤون حياتها، من اجل أن تسأله عن سبب تعمده اهمال إسعاف قرة عينها ينزف في موقع للنفايات بدلا من ان يحضى بعناية صحية أو بوفاة كريمة تليق باللحاق بوالده الذي توفى ايضا في حادث مروري مشابه.
عدد من اهالي القرية لازالوا يجتمعون حول موقع الحادث الذي يحتفظ ببقع حمراء من دم محمد، ويتحدثون عن صورة الحادث الذي غيّب عنه ابنهم الذي وصفوه بالـ"محبوب" ونصبوا له مجلس عزاء (فاتحة)، فيما جلس على قارعة ذلك الشارع آخرون يبحثون بأعينهم وسط السيارات عن واحدة صفراء اللون قد يكون من فيها ضالتهم.
المصدر: http://www.almirbad.com/news/view.as...c-60f1680fa072
رد مع اقتباس