نقاط تموج بظهر الحروف
تمتطى صهوتها وتلجمها
ابتعادا واقترابا
بحدواتها تحفر
فى جبين الشوق اثار خوف
مقبلة مدبرة فى ذهابٍ وإيابا
يانسمة هبت بميلاد طفلة
فى سكون الليل بلا مخاض
لا طلق يصحبها
ولادة قيصرية
النبض منها فى ارتفاع تارة
وأخرى يتداعى فى انخفاض
فى يسراها نبتت حقول الياسمين
وبيمناها توهج لؤلؤة
بها تضوى السنين
صرخت باذن الريح
معلنة لها بوصولها
فهمَت سحابات الهنا
تسقى الروابى والحزون
إخضرت الجرداء إثر هطولها
أشجار فى ثمراتها
زهر تشكل بالحنين
يا غَضّةِ الإحساس مابك تشعلين
نارا بارضٍ ما بها غير الهشيم
ذَرّت رياح الأمس عبق ورودها
وعبيرها من بقايا تذكرٍ
سُفِحت دماءه فى قرابين التأسى
فوق محراب الأنين
كل برقٍ ساطع
يزكى تباريح الشجون
فما بال برقك
أخرس الانات فى حلق الاسى
وتمتم الصدر الشجى بشهقةٍ
ضمتها أحضان
تداعت فى سكون
كالطيف أنت وقوس قزح
لا تمكثين
بين طيات السحب
بالبهجة تكسين الافق
ثم تغادرين
عجلى مخلفةً به سُحب الحنين
أثَرتِ فى الأفق الجنون
تارة تبدين
والاشواق ثوبا ترتدين
تارة اخرى لكل ثوب تخلعين
وكل أنفاس الحنين
بثورة هوجاء غير عابهة تخنقين
سريعة كالسمكة
بطيئة كالسمكة
حلوة كالسمكة
رقيقة وديعة كالسمكة
تدمين مثل السمكة
وتَسُرين مثل السمكة
وتبهجين مثل السمكة
نسمة الاسحار
ما للنفوس خيار
تألف بعضها بعضا
كما تألف الازهار الازهار
الناس احاسيس ومشاعر
بألوان ثمار الأشجار
بعضها يسمو طهرا
بعضها ينذر بالأخطار
بعضها وجد يدثره إنبهار
ويبقى أغلاها ما لا يشوبه وطرٌ
يحذر الرؤية وضح النهار
بقلمى/ ود جبريل