النظارة الشمسية هي البصمة التي تشي بأسلوبك الخاصّ في اللبس، وهي أيضاً توقيعك الأخير الذي تضعه على طلّتك قبل الخروج. ولا جدال في أنّ هذا الموسم هو الوقت المثالي لوضع نظارة شمسيّة على عينيك، كي تقيهما من أشعة الشمس ومن ذرات التراب أولاً، وكي تؤطر طلّتك بالأناقة والحيويّة والغموض المحبّب ثانياً. ولكنّ قرار لبس النظّارة وحده لا يكفي من دون وضع خطّة تسهل عليك مهمّة البحث عن نظارة تواكب الموضة من جهة، وتناسب شكل وجهك وأسلوبك من جهة أخرى؛ لأنّ النظارة لا تقبل الخطأ، وحالها حال الاكسسوارت الأخرى. ولا يمكن أن يكون شكلها بعيداً عمّا يقدّمه المصمّمون وما يرسمونه من ملامح تتغيّر من وقت إلى آخر. لذا، عليك أن تكون في الصورة دائماً، وأن تتعرّف إلى الحركة الديناميكيّة للموضة. ونحن هنا نقدّم لك أبرز خطوط الموضة لنظارات هذا الموسم. وما عليك إلا دراسة شكل وجهك وتجريب أكبر عدد من النظارات حتى تصل إلى ما تريد. وتذكّر دائماً أنّ النظارات المقلّدة الرخيصة لا تفي بالغرض، لأنّ عدستيها لا تقي العين من أذى الشّمس، كما أنّ إطارها مصنوع في العادة من موادّ رخيصة سهلة التلف ومؤذية للوجه. وهذا يعني أن عليك أن تتعامل مع النظارة كقطعة اكسسوار يمكن أن ترافقك لسنوات وسنوات، وتستحقّ أن تكون كريماً عند شرائها، لأنها تؤدّي وظيفة طبيّة وجماليّة في نفس الوقت.
أبرز خطوط النظارات الشمسية في هذا الموسم
1. النظارات الكلاسيكية (Wayfarer)
ظهرت هذه النظارة كواحدة من صيحات الموضة الرجالية في عام 1956، وكانت جزءاً من الثورة التي اجتاحت العالم في الخمسينات وغيّرت كثيراً من المفاهيم على صعيد المظهر والأثاث والقطع الاستهلاكية الأخرى. وتتميّز هذه النظارة بإطارها المربّع المنحني والمصنوع من خليط من المعادن. وهي تعود إلى الواجهة في هذا الموسم بذات الشكل التقليدي، ولكن مع اختلاف جوهري في الموادّ المستعملة، إذ تعتمد بشكل كبير على اللدائن البلاستيكية التي تأتي بألوان جديدة تناسب مزاج العصر.
2. نظارات الفنتج Vintage (القديمة)
ثمّة اهتمام كبير وعودة محمومة إلى أناقة أيّام زمان. ولا نستثني من ذلك النظارات الشمسية التي خضعت هي أيضاً لموضة (الحنين إلى الماضي). وقد لاحظنا الظهور القويّ لهذه النظارات القديمة المدوّرة في أغلب العروض التي قدّمت في أسابيع الموضة الخاصّة بالرجل، وبشكل يقترب كثيراً من النظارات التي كانت شائعة في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وإن شابتها تغييرات بسيطة تعتمد أساساً على توظيف الخامات الحديثة التي تماشي إيقاع العصر. تصلح هذه النظارات للرجال الذين يملكون خطوط ذقن حادة، إذ يعمل إطارها المدوّر على موازنة خطوط الوجه.
3. نظارات الطيار Aviator
ظهرت هذه النظارات لأول مرة في الثلاثينات. وكان الغرض منها حماية عيون الطيّارين من أشعة الشمس التي قد تؤثر في رؤيتهم، أثناء قيادة الطائرة في النهارات المشمسة. وتتكوّن هذه النظارات من إطار معدني رقيق يغطّي كلّ محجر العين، ومن عدسات فعّالة في حماية هذه المنطقة. ثمّ صارت هذه النظارات إحدى صيحات الشباب في الأربعينات إبان الحملة العسكرية الأمريكية على اليابان. اختفت هذه النوعية لفترة، ثمّ عادت بقوة في الستينات، بعد أن تبناها فريق البيتلز، خصوصاً Paul McCartney وRingo Starr وحوّلاها إلى واحدة من الاكسسوارات الأيقونية في تلك الحقبة. واليوم، تعود هذه النظاراتبنفس القوة، ولكن تحت اسم Retro، حيث ظهرت على منصات العرض بعدسات عاكسة تشبه المرآة. ولعلّ ما يُساعد في انتشار هذه النظارات هو شكلها الذي يُناسب أغلب أشكال الوجه وانسجامها مع معظم الطلات النهارية، لا سيّما الكاجول.
4. النظارات المعاصرة Contemporary
تأتي هذه النظارات على شكل حرف D، وتتميّز بخطوطها الدقيقة واستخدام تقنية الديجيتل في تصنيعها. ظهرت هذه القطعة من الاكسسوار في كثير من العروض. وقد لاحظنا وزنها الخفيف جداً، والذي لا يؤثر في قوتها ومرونتها. كما تابعنا ظهور أحجام كبيرة منها، وبطيف واسع من الألوان الكلاسيكية والمضيئة. ولعلّ أهمّ ما يُميّز هذه النظارات هو شكلها الذي يراوح ما بين المربّع والمستطيل، ممّا يجعلها مناسبة للرجال ذوي الوجوه المدوّرة.
5. النظارات الرياضية Sporty
هي نظارات بإطار منحنٍ يلتصق بالوجه ويغطّي كلّ محيط العين. وهذا ما يجعلها مناسبة للرياضيين، خصوصاً الذين يُمارسون رياضة التزلج، إذ تمنع هذه النظارات وصول رذاذ الثلج المتطاير إلى العين، مع توفّر رؤية كاملة للعينين. وقد كانت هذه النظارات إحدى صيحات الشباب في الستينات، وها هي تعود اليوم بقوة، بعد أن تابعنا ظهورها على منصّات العرض، وكانت بعدسات عادية وأخرى عاكسة، مع إطارات بألوان حيادية وبراقة.